تنطلق فعاليات مؤتمر إفريقيا 2018، الذي تنظمه وزارة الاستثمار والتعاون الدولي، ابتداءً من الغد وحتى 9 ديسمبر في مدينة شرم الشيخ، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي. ومن المنتظر أن يحضر المؤتمر نحو 10 رؤساء أفارقة وأكثر من 60 متحدثا دوليا، وعدد من رؤساء حكومات ووزراء من مختلف الدول الأفريقية، ونحو 2000 شخص ممثلين عن شركاء مصر في التنمية، ورجال الأعمال والمستثمرين من جميع أنحاء العالم. في هذا الصدد تواصلت "بوابة الوفد" مع خبراء اقتصاد لمعرفة العائد الاقتصادي لمصر بعد انعقاد مؤتمر أفريقيا 2018. وبدورهم أكد الخبراء على أن منتدى "إفريقيا 2018" سيكون نقطة تحول رئيسية لمستقبل التنمية بين مصر ودول أفريقيا في القارة السمراء. في البداية أكد الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي، أن منتدى الاستثمار"الكوميسا"، الذي سينعقد غدًا بمدينة شرم الشيخ، هو خطوة في مشوار الألف ميل في مسار طويل لتنمية أفريقيا، ويمهد لاستثمار قوي في القارة الإفريقية. وأضاف عبده في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن هذا المؤتمر يعد أبرز المؤتمرات الاقتصادية الأفريقية، كما أنه يساعد على إقامة مشاريع كبيرة تربط الدول الأفريقية بمصر، مما يحفز من عملية الاستثمار لكلا البلدين، لافتًا إلى أن التبادل التجاري المشترك يساعد على تنمية البلاد الفقيرة بالقارة، مشيرًا إلى أن حجم الميزان التجاري المصري تضاعف ثلاثة مرات منذ انضمام مصر للكوميسا بداية عام .2000 وأشار عبده، إلى أن انعقاد منتدى "الكوميسا" في مصر هو فرصة جيدة ومهمة لإعادة الحضور المصري في القارة الأفريقية، والتواصل مع القادة والزعماء لحل القضايا العالقة بينهم، والتي من أهمها قضية سد النهضة والتي كان لها دور كبير في خلق مسافة بين مصر والدول الإفريقية. ومن جانبه قال الدكتور صلاح فهمي الخبير الاقتصادي، إن منتدى الاستثمار"الكوميسا"، الذي سينعقد غدًا بمدينة شرم الشيخ، يعد آلية تجارية لزيادة حجم التبادل التجاري بين الدول الأفريقية وعلى رأسهم مصر. وأضاف فهمي، أن التعاون مع الدول الإفريقية مطلب أساسي للتجارة والتبادل بين البلاد، لافتًا إلى أن "الكوميسا" تعمل على تحرير التجارة وذلك من مطالب منظمة التجارة العالمية، حيث أنه يعد أبرز المؤتمرات الاقتصادية الإفريقية، التي تتلاقى فيه الأهداف التنموية بين دول القارة للمساهمة في تحقيق التعاون الاقتصادي بينهم. وأكد الخبير الاقتصادي، على أن مصر لن تنقطع يومًا عن الدول الأفريقية إلا في الفترة الأخيرة من حكم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، عقب محاولة اغتياله في أديس أبابا العاصمة الإثيوبية، وهي الآن تستعيد مكانتها مرة أخرى عن طريق تلك الاستثمارات والتكتلات الضخمة. ولفت أن الفترة التي غابت فيها مصر عن تواجدها بالدول الأفريقية، ساعدت دول أخرى في الدخول وأخذ مكانها أمثال الصين وغيرها، وهي الآن تستعيد تواجدها كسابق عهدها. وفي نهاية حديثه أشار عن الدور الكبير الذي قام به الأزهر الشريف في رجوع العلاقات الطيبة بين مصر والدول الإفريقية، وذلك من خلال عقد المؤتمرات والندوات في كلا البلدين. وبدوره أكد الدكتور مصطفى بدرة الخبير الاقتصادي، أن منتدى استثمار إفريقيا 2018، والذي تنظمه وزارة الاستثمار والتعاون الدولي غدًا بشرم الشيخ، لقاء مهم جدًا جاء بعد لقاءات ومطالبات كثيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي بدمج مصر مع الكوميسا والشرق الإفريقي في مجالات الاستثمار المهمة. وأضاف بدرة في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن مؤتمر منظمة الكوميسا الإفريقي يهدف إلى إقامة مشروعات استثمارية كبيرة بين البلدين، خاصة في مجال النقل والسكة الحديد، لافتًا إلى أن مصر ينتظرها مشاريع ضخمة تربطها بالدول الأفريقية والأوروبية مما يقوي من اقتصادها في السنوات المقبلة. وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن المؤتمر سوف يتبنى عددا من القضايا والملفات الهامة على رأسها الاستثمار الجيد بالمنطقة، وإقامة تجارة حرة بالبلاد. ولفت الخبير الاقتصادي، إلى أن وجود مصر بين الدول الإفريقية سيساعد كثيرًا على تقوية الرباط والعلاقات بين تلك الدول، كما يساعد المرأة في توليها مسئوليات ومناصب كبيرة وبالتالي تمكينها في الدول الإفريقية. واختتم حديثه، قائلًا: إنه من المنتظر أن تصبح مصر رئيسة الإتحاد الأفريقي ومسئولة عن الملف الكامل للمنطقة وبالتالي ريادتها عام 2019.