مع بداية العام الدراسي الجديد يعاني الطلاب وخاصة من هم في المرحلة الابتدائية من مشكلة الاستيقاظ مبكرًا من النوم كل صباح وتُعظِم هذه المشكلة أن كان الطلاب يخلدون للنوم في وقت متأخر، و لا سيما أن عدم أخذ قسط وافر من النوم يجعل الطلاب يفقدون التركيز ويساهم بشكل كبير في عدم استيعابهم لشرح المواد الدراسية داخل الفصل، بالإضافة إلى التغير الملحوظ في المزاج لديهم طوال اليوم. وفي هذا الصدد قالت الدكتورة زينب مهدي، استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، إن التشديد المبالغ فيه علي الاهتمام بالدورس والمذاكرة من أول يوم في الدراسة أمر صحيح ولكن التعبير عنه بطريقة الترهيب والشدة أمر بالغ الخطورة، مشيرة إلى أنه ينعكس على نفسية الطفل بشكل سلبي. وشددت "مهدي" في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، علي أهمية تقليل تأففات الطفل في الأسبوع الأول للدراسة وخاصة في الأمور المتعلقة بالأستيقاظ مبكراً وإنهاء الواجبات المدرسية ، قائلة: "يجب علي الأم أن تشارك طفلها في ذلك الأسبوع تحديدا واجباته وتكون بجانبه بشكل يمثل له تشجيع علي المذاكرة وليس النفور منها". وأوضحت استشاري علاقات أسرية، أن تنظيم وقت الطفل خلال الأسبوع الأول والثاني من بداية الدراسة أمر هام جدا لأنه سيصبح أداة عنده ويعتمد عليها طيلة العام الدراسي. وعن كيفية تنظيم موعد النوم.. قالت إن الساعة البيولوجية للطفل تكون مختلفة عما كان في الإجازة نظراً لأنه كان يسهر ليلاً ويستيقظ ظهراً ولكن الأمر مختلف في الفترة الدراسية وتنظيم اليوم كان لابد أن يبدأ قبل دخول المدرسة علي الأقل بشهر سابق ولكن لو الأم لم تفعل ذلك فالعادة ستتكون من تلقاء نفسها لأنه بالفعل يستيقظ مبكرا ولكن لابد أن تتجنب الأتي النوم في منتصف اليوم له ولو أصر فينام ما لا يزيد من ساعتان حتي لا يسهر ليلاً. وحول الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأبناء بعد العودة من المدرسة.. قالت المهدي: "يجب اتباع الآتى مع الأطفال بعد العودة من المدرسة وهو أن يذهب الطفل للصلاة بعد الاستحمام حتي يغير من طاقته السلبية التي امتصها طيلة اليوم الدراسي بطريقة أو بأخري. وبالنسبة لواجبات الطالب، قالت: "عليه أن يكتبها قبل نومه لمدة ساعاتان حتي يستيقظ للمذاكرة، مضيفة بقولها: "بمعني أوضح كل أم سوف تذَّكر ابنها بأن عليه كتابة جميع الواجبات التي لا تتطلب أي مجهود ذهني، أما الواجبات التي تكون في شكل سؤال وجواب سيكون الأفضل تركها حتي يستيقظ، وبعد الاستيقاظ من النوم يتناول العشاء ويبدأ في كتابة باقي الواجبات من الساعة 5 مساءا وحتي التاسعة ثم يخلد للنوم". وعن كيفية التعامل مع الأطفال في حالة رفض الذهاب للمدرسة، قالت: "إن هناك اختلاف في شخصيات الأطفال في هذا الأمر وهناك أطفال أجتماعيين لا يفرق معهم الأمر كثيرا أما الطفل المنطوي أو الطفل الذي يكون متعلق تعلق شديد بالام سوف يقابل الامر بالرفض والبكاء والصراخ والدور هنا يكون رئيسي علي المدرسة لأنها ستكون بمثابة الأم البديلة له في الحضانة أو المدرسة وبالتالي لابد أن تتقبل صراخ الطفل مع وجود أي مثيرات تثير أنتباهه حتي يكف عن البكاء مثل الأفلام الكرتونية التي يحبها الأطفال والألعاب بشتي أشكالها. وتابعت قائلة:" إياكم وعقاب الطفل لمجرد أنه يعبر عن رفضه للمدرسة فعليكم أن تسمعوا شكواه ربما يكون هناك أسباب منطقية تجعله كاره للمدرسة أو لمدرسته بعينها وفي هذه الحالة يجب نقل الطفل بالاضافة إلي الاهتمام بممارسة المواهب مع المدرسة لأن هذا يساعد علي التحصيل الدراسي علي عكس ما البعض يفها بأنها تعطلهم فهذا غير صحيح". فيما قالت راندا الطحان، الخبيرة النفسية، إن في بداية العام الدراسي الجديد يبدأ الأبناء في الانتقال إلي مرحلة جديدة بعد الانتهاء من مرحلة العطلة والترفيه والمواعيد العشوائية إلي مرحلة الالتزام والانضباط والعمل تحت قوانين تحتم عليهم إتباعها لاكتمال أساليب التعلم والتنشئة السليمة، لذا يجب أن يبدأ الوالدين عقد حوار إيجابي بينهم وبين الابن، تمهيدًا لمرحلة الدراسة بشكل بسيط دون بث وازع القلق أو الخوف لتهيئته للدخول إلي هذه المرحلة بكل راحة نفسية لسهولة تلقيه لعملية التحصيل الدراسي. وتابعت "الطحان"، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، يجب أن يتم توجيه سؤال للابن عن ماذا تريد أن تصبح في المستقبل؟.. وتلاشي أسلوب الأمر و التشديد نحو أمور الواجبات المدرسية حتي يتمكن من أن يفعلها من نفسه ليحقق هدفه المرجو نحو مستقبله بعد تهيئته الكاملة نفسيا وعاطفيا ليشكل دافع الأجتهاد داخله. وشددت "الطحان" علي أهمية تعزيز ثقة الأبناء في نفسهم من خلال حوار يومي يجمع الآباء بالأبناء عما فعلوه طوال اليوم لخلق روح المشاركة الفعالة ومراقبة سلوك الابن بشكل غير مباشر وبث روح الثقة بينهم، وغرس ثقافة التعبير عن نفسه وآرائه ليصبح له شخصية قادرة علي التفاعل بين زملائه، مشيرة إلي أهمية مراقبة استخدامات الأبناء لوسائل التكنولوجيا واتباع الإرشادات لاستخدامها خاصة في العام الدراسي وتحديد وقت معين يسمح به، لافتة إلى أن الثواب والعقاب مهم حتى نغرس في الابن ثقافة الثواب أكثر من العقاب حتي يزيد عنده الأصرار نحو تعزيز السلوك الإيجابي ليكافئ عليه.