جاء المقال الافتتاحي لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، اليوم السبت، بعنوان: "رجل تركيا القوي، يدفع الليرة للهاوية"، في ظل الصراع الخفي بين صناع القرار السياسي في تركيا ومسؤولي السياسات النقدية في البنك المركزي التركي. قالت الصحيفة، أن الليرة التركية تشهد حالة من السقوط الحر، بعدما هوت أمس إلى أدنى المعدلات، لتصبح أسوأ العملات أداء خلال عام 2018، حتى أنها جاءت أقل في التقييم من عملة البيسو الأرجنتيني. وأكدت الصحيفة، إنه مع كل انخفاض جديد لليرة، زادت إمكانية حدوث أزمة في ميزان المدفوعات في البلاد، وإمكانية في انهيار القطاع المصرفي في البلاد. وعن رد فعل الرئيس التركي على الأزمة وخطواته لحلها، قالت الصحيفة أن أردوغان يتعامل مع الأزمة بشكل يزيد من قلق الأسواق، فبدلا من السعي لإيجاد حلول للأزمة، فهو ينحو باللائمة على حروب اقتصادية تشن على بلاده، حيث دعا مواطني بلاده إلى تحويل مدخراتهم من الدولار والذهب إلى الليرة، كما أنه بدلا من اتخاذ إجراءات عملية، يتضرع إلى الله في خطبه لإيجاد حل للأزمة. واعتبرت الصحيفة أن انهيار الليرة التركية ليس مشكلة تركيا بمفردها، فإن انهيار الاقتصاد التركي قد يكون له تأثير كبير على الاقتصاد الأسيوي واقتصاد أوروبا، حيث هوت أسعار الأسهم والمصارف المتأثرة بالديون التركية. كما أن انهيار الليرة يؤثر على الأسواق الناشئة في شتى بقاع العالم، علاوة على أن المخاطر الجيوستراتيجية لأزمة الاقتصاد التركي، التي يصورها أردوغان على أنها مؤامرة غربية، لا تقل عن مخاطرها على الاقتصاد العالمي، حيث تساعد تركيا في استقرار أوروبا بإيواء الملايين من اللاجئين السوريين. وكانت تركيا تلعب دورا في دعم المصالح الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط، بدورها كعضو في حلف الناتو، لكنها باتت الآن تعاني أزمة مع الولاياتالمتحدة بعد قضية احتجاز القس الامريكي أندرو برونسون، و إضافة إلى ذلك فإن العلاقات الأوروبية مع أنقرة تعاني من توتر حاد. وتقول الصحيفة إن شعبية أردوغان في بداية عهده كانت ترجع إلى الإجراءات التي اتخذها للحد من الفقر في البلاد، ولكنه الآن يتحمل بمفرده مسؤولية انهيار الاقتصاد بعد أن عدل الدستور ليستأثر بالسلطة دون رئيس وزراء.