في الوقت الذي حذرت فيه كثير من الصحف التركية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من اللعب مع واشنطن خاصة في مسألة إطلاق سراح القس الأمريكي آندرو برونسون الذي تزعم تركيا دعمه الإرهاب, لما لها من تداعيات كارثية علي تركيا التي تواصل عملتها الانهيار, أعلن أردوغان أمس أن أنقرة ستجمد ممتلكات وزيري العدل والداخلية الأمريكيين في تركيا إن وجدت, في إطار المعاملة بالمثل. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في المؤتمر العام للجناح النسوي في حزب العدالة والتنمية, أمس, بالعاصمة التركية أنقرة, مؤكدا أن الخطوة الأخيرة التي اتخذتها الولاياتالمتحدة بخصوص القس أندرو برانسون, لا تليق بشريك إستراتيجي. ودعا أردوغان, الأتراك أمس لاستبدال الليرة التركية بمدخراتهم الدولارية, لإنقاذ العملة المحلية من الانهيار الذي تشهده, ولدعم الاقتصاد. يأتي ذلك فيما أكد المحللون أن سياسات أردوغان أدت إلي تزايد قلق المستثمرين بشأن علاقات تركيا مع الولاياتالمتحدة وهي أحد شركائها التجاريين الرئيسيين إلي تراجع الليرة إلي مستويات قياسية. وأضافوا أن الأزمة تسببت في تراجع سعر صرف الليرة مع تجاوز الدولار خمس ليرات للمرة الأولي, مؤكدين أن الليرة ستواصل انهيارها طالما واصل أردوغان اتباع تلك السياسات التي تعود بالضرر علي مصلحة بلاده, وهذه المواجهة هي أحد أسوأ الأزمات الدبلوماسية بين البلدين منذ احتلال تركيا للقسم الشمالي من جزيرة قبرص في العام.1974 ومن جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمس إن الولاياتالمتحدة لديها كل النية للعمل بشكل تعاوني مع تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي وأنه يأمل بإمكان التوصل لحل لقضية الأمريكيين المعتقلين هناك خلال الأيام المقبلة, مؤكدا علي التصميم الكبير لواشنطن خصوصا في ملف القس برانسون. وكانت واشنطن فرضت عقوبات علي وزيرين تركيين في الأسبوع الماضي بسبب قضية برانسون الذي تحاكمه تركيا بزعم دعمه الإرهاب, وتسعي الولاياتالمتحدة أيضا إلي إطلاق سراح ثلاثة من موظفي سفارتها المحليين المحتجزين في تركيا, وأكد أنه يأمل في الإفراج عنهم خلال الأيام المقبلة.