محمد جبران رئيسا للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب    نتيجة انتخابات نادي القضاة بالمنيا.. عبد الجابر رئيسًا    د. محمد كمال الجيزاوى يكتب: الطلاب الوافدون وأبناؤنا فى الخارج    د. هشام عبدالحكم يكتب: جامعة وصحة ومحليات    ألاعيب سيارات الاستيراد.. واستفسارات عن التحويل للغاز    «المركزية الأمريكية»: الحوثيون أطلقوا 3 صواريخ باليستية على سفينتين في البحر الأحمر    «حماس» تتلقى ردا رسميا إسرائيليا حول مقترح الحركة لوقف النار بغزة    "اتهاجمت أكثر مما أخفى الكرات ضد الزمالك".. خالد بيبو يرد على الانتقادات    استشهاد شابين فلسطينيين في اشتباكات مع الاحتلال بمحيط حاجز سالم قرب جنين    لدورة جديدة.. فوز الدكتور أحمد فاضل نقيبًا لأطباء الأسنان بكفر الشيخ    حقيقة انفصال أحمد السقا ومها الصغير.. بوست على الفيسبوك أثار الجدل    الدكتور أحمد نبيل نقيبا لأطباء الأسنان ببني سويف    رسميًا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 27 إبريل بعد الانخفاض الآخير بالبنوك    2.4 مليار دولار.. صندوق النقد الدولي: شرائح قرض مصر في هذه المواعيد    أستاذ علاقات دولية: الجهد المصري خلق مساحة مشتركة بين حماس وإسرائيل.. فيديو    3 وظائف شاغرة.. القومي للمرأة يعلن عن فرص عمل جديدة    عاد لينتقم، خالد بيبو: أنا جامد يا كابتن سيد واحنا بنكسب في الملعب مش بنخبي كور    وزير الرياضة يُهنئ الأهلي لصعوده لنهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة ال17 في تاريخه    كولر : جماهير الأهلي تفوق الوصف.. محمد الشناوي سينضم للتدريبات الإثنين    "في الدوري".. موعد مباراة الأهلي المقبلة بعد الفوز على مازيمبي    قبل مواجهة دريمز.. إداراة الزمالك تطمئن على اللاعبين في غانا    والد ضحية شبرا يروي تفاصيل مرعبة عن الج ريمة البشعة    رسالة هامة من الداخلية لأصحاب السيارات المتروكة في الشوارع    بعد حادث طفل شبرا الخيمة.. ما الفرق بين الدارك ويب والديب ويب؟    نظر محاكمة 14 متهما في قضية "خلية المرج".. السبت    شعبة البن تفجر مفاجأة مدوية عن أسعاره المثيرة للجدل    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    دينا فؤاد: الفنان نور الشريف تابعني كمذيعة على "الحرة" وقال "وشها حلو"    حضور جماهيري كامل العدد فى أولي أيام مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير .. صور    تنفع غدا أو عشا .. طريقة عمل كفتة البطاطس    رغم قرارات حكومة الانقلاب.. أسعار السلع تواصل ارتفاعها في الأسواق    السيسي محتفلا ب"عودة سيناء ناقصة لينا" : تحمي أمننا القومي برفض تهجير الفلسطينيين!!    مقتل 4 عمّال يمنيين بقصف على حقل للغاز في كردستان العراق    حريق يلتهم شقة بالإسكندرية وإصابة سكانها بحالة اختناق (صور)    الأمن العام يضبط المتهم بقتل مزارع في أسيوط    العراق.. تفاصيل مقتل تيك توكر شهيرة بالرصاص أمام منزلها    عاصفة ترابية وأمطار رعدية.. بيان مهم بشأن الطقس اليوم السبت: «توخوا الحذر»    "أسوشيتدبرس": أبرز الجامعات الأمريكية المشاركة في الاحتجاجات ضد حرب غزة    الرجوب يطالب مصر بالدعوة لإجراء حوار فلسطيني بين حماس وفتح    الترجي يحجز المقعد الأخير من أفريقيا.. الفرق المتأهلة إلى كأس العالم للأندية 2025    حمزة عبد الكريم أفضل لاعب في بطولة شمال أفريقيا الودية    في سهرة كاملة العدد.. الأوبرا تحتفل بعيد تحرير سيناء (صور)    علي الطيب: مسلسل مليحة أحدث حالة من القلق في إسرائيل    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية التعاملات السبت 27 إبريل 2024    طريقة عمل كريب فاهيتا فراخ زي المحلات.. خطوات بسيطة ومذاق شهي    استئصال ورم سرطاني لمصابين من غزة بمستشفى سيدي غازي بكفر الشيخ    حظك اليوم برج العقرب السبت 27-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    تهاني شم النسيم 2024: إبداع في التعبير عن المحبة والفرح    قلاش عن ورقة الدكتور غنيم: خلاصة فكره وحرية الرأي والتعبير هي درة العقد    البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة "باتريوت" متاحة الآن لتسليمها إلى أوكرانيا    تعرف علي موعد صرف راتب حساب المواطن لشهر مايو 1445    أعراض وعلامات ارتجاج المخ، ومتى يجب زيارة الطبيب؟    الصحة تكشف خطة تطوير مستشفيات محافظة البحيرة    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ريحان يطالب بمحاكمة إسرائيل لسرقة آثار سيناء
نشر في الوفد يوم 06 - 04 - 2012

يطالب الدكتور د. عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى بمحاكمة إسرائيل لطمس هوية سيناء وتزوير تاريخها وسرقة آثارها تمهيداً لصبغها بالصبغة اليهودية ليتخذوها ذريعة للعودة لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى.
حيث قامت بدون وجه حق ومخالفة للقوانين الدولية بعمل حفريات فى أكثر من 35 موقعًا أثريًا بسيناء فى الفترة من 1967 حتى 1982 بطرق غير علمية لمجرد الحصول على قطع أثرية لعرضها بمتاحفها أو الاتجار بها وسرقة كل محتوياتها.
سرقة آثار مصرية قديمة
يشير د. ريحان إلى أن سرقات إسرائيل بسيناء شملت مناطق تعود لعصر ما قبل التاريخ عثروا بها على أدوات حجرية مهمة نقلت لإسرائيل ومناطق آثار مصرية قديمة فى وادى المغارة حيث توجد مناجم الفيروز عثروا بها على لوحات أثرية مهمة نقلت لمتحف هارتس بتل أبيب.
كما سرقت 120 لوحة أثرية من معبد سرابيت الخادم بجنوب سيناء وكان به لوحات مهمة يطلق عليها أهل سيناء سربوت وجميعها سرابيت كان ينقش عليها تاريخ وأخبار الحملات التى كان يقوم بها ملوك مصر منذ عهد الدولة القديمة إلى سيناء لاستخراج الفيروز والنحاس من منطقة المغارة ووادى النصب قرب هذا المعبد ولقد أثبت الصحفى الإسرائيلى شروش موك فى صحيفة كولهائير عند اكتشافه لصور التقطها طيار من طائرة هليوكوبتر لواقعة السرقة الفعلية للأعمدة الحجرية بمعبد سرابيت الخادم والتى أرسلت لمبنى موشى ديان نفسه، بالإضافة إلى 35 تابوت فريد يعود تاريخها لعام 1400ق م وتماثيل للمعبودة حتحور انتزعت من المعبد نفسه.
سرقة مقابر أثرية
ويشير د. ريحان لسرقة إسرائيل لمقابر وادى فيران الأثرية ففى عام 1978 قبل معاهدة كامب ديفيد بعام قامت بعثة آثار إسرائيلية برئاسة أفينير جورين تابعة لجامعة تل أبيب بأعمال مسح أثرى لعدد 1166 مقبرة بوادى فيران وأخذت كل ما فيها بالطبع وهى مقابر فردية وعائلية تشمل رهبان ومدنيين من القاطنيين بالمدينة كما عثروا بهذه المقابر على لقى أثرية كانت تدفن مع الرفات منها صلبان من الصدف وأسورة سرقت مع ما سرق من رفات الرهبان ولم يكتفوا بذلك بل سمحوا لأنفسهم بالعبث بهذه الرفات دون وجه حق.
حيث قام فريق متخصص فى علم الأنثروبولوجى تابع لقسم التشريح والأنثروبولوجى بجامعة تل أبيب فى محاولة خبيثة لتجريد سيناء من مصريتها بأعمال أنثروبولوجى على 72 نموذجا من الرفات التى تم استخراجها من 1166 مقبرة لتزوير تاريخ سيناء من خلال هذه الرفات لإثبات أن قاطنى وادى فيران وسيناء عامة من أصول غير مصرية ونحن لا نثق فى دراسات مجموعة لصوص سمحوا لأنفسهم بالعبث فى تاريخ سيناء وسرقة وتدمير آثارها.
سرقة آثار عربية قديمة وآثار مسيحية
ويضيف أن إسرائيل قامت بأعمال نهب بمدينة دهب بعمل مجسات عميقة على شكل مربعات بميناء دهب البحرى الخاص بالعرب الأنباط الذى يعود للقرن الأول قبل الميلاد وسرقوا منه كل ما تم العثور عليه وبخصوص الآثار المسيحية دمروا مدينة الفرما بشمال سيناء (بيلوزيوم القديمة) التى تحوى آثارا من العصر الرومانى إلى العصر الإسلامى.
كما نهبوا مقتنياتها وفى الفترة من 1967 حتى 1976 حولوها إلى محجر لعمل الطرق للمواقع العسكرية الاسرائيلية وهدموا المدينة بالجرافات واللوادر واستخدموا بقاياها كمواقع عسكرية كما دمروا الكنائس بشمال سيناء بمنطقة الفلوسيات (أوستراسينى) التى تقع على الطرف الشرقى لبحيرة البردويل.
حيث كانت مدينة عامرة فى العصر المسيحى ولها أسقف خاص وكان بها دير بناه الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى كما كشفت جامعة بن جوريون عام 1976-1977 عن كنيسة مساحتها 33× 20م .
ويعود تاريخها للقرن الخامس الميلادى كانت تتميز بالفخامة والثراء فى عناصرها المعمارية والزخرفية وذخائر ومقتنيات نادرة ولوحات رخامية مهمة نقلت لمتحف هارتس كما دمروا كنيسة تل مخزن بالفرما وحولوها لمعسكر للجيش الإسرائيلى وكل هذه الكنائس تقع على طريق الحج المسيحى عبر سيناء والذين ادعوا أنه طريق حج لليهود وكذّبت ذلك أثرياً.
تدمير وسرقة الآثار الإسلامية
وعن سرقة إسرائيل للآثار الإسلامية بسيناء يضيف ريحان أن إسرائيل دمرت الآثار الواقعة على درب الحج المصرى القديم عبر سيناء حيث قاموا ا بتدمير قلعة نخل بوسط سيناء التى تعتبر من أهم محطات هذا الطريق فدمروا جزءًا منها فى عدوان 1956 وحين احتلوا سيناء كان بها مسجد بمئذنة تم تدميره مع جزء كبير من القلعة ونهبوا محتوياتها .
وفى طور سيناء دمرت المنطقة الأثرية برأس راية التى تحوى قلعة إسلامية من العصر العباسى واستمر دورها الحضارى حتى العصر الفاطمى كشفت عنها بعثة آثار مصرية يابانية مشتركة ودخلت البلدوزورات لتدمر الجزء الجنوبى الشرقى من منطقة رأس راية الأثرية.
كما قاموا بتدمير الميناء الأثرى المهم الذى يعود للعصر المملوكى بمنطقة تل الكيلانى بطور سيناء (648-922ه ، 1250- 1516م)، وقاموا بأعمال حفائر بقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون وأعمال مسح أثرى حول الجزيرة عام 1968وعثروا على آثار حاولوا عن طريقها تزوير تاريخ القلعة بادعائهم أنها ميناء يهودى وقام ريحان بتكذيب هذه الادعاءات ونشر ذلك بالدورية العلمية الخاصة بالاتحاد العام للآثاريين العرب.
الدور المصرى بعد استرداد سيناء
يشير إلى أن الآثاريين بسيناء بعد استردادها كان عليهم واجب وطنى وقومى لإعادة تأريخها بعد أن صبغتها إسرائيل بالصبغة اليهودية ونشر ذلك بتقارير إسرائيل الأثرية المنشورة فى كبرى الدوريات العلمية خارج مصر شاهدها د. عبد الرحيم بنفسه أثناء دراسته للآثار البيزنطية لمدة عامين بجامعة أثينا وجاء بها إلى مصر ليقوم بتكذيبها من خلال أعمال حفائر بعثات الآثار المصرية بسيناء والذى اشترك فيها ريحان ودرس مكتشفاتها من آثار معمارية ولقى أثرية ويلقى الضوء على نماذج من الادعاءات الصهيونية بحقوق تاريخية بسيناء وتكذيب هذه الادعاءات علمياً .
قلعة صلاح الدين بطابا
يشير ريحان إلى ادعاء الإسرائيليون أثناء احتلال سيناء أن قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا يهودية وهى القلعة التى تقع عند رأس خليج العقبة على بعد 8كم من مدينة العقبة وبناها صلاح الدين عام 567ه 1171م لصد غارات الصليبيين وحماية طريق الحج واتضحت هذه الادعاءات.
فيما ذكره الباحث الإسرائيلى ألكسندر فلندر الذى قام بأعمال مسح أثرى حول جزيرة فرعون عام 1968م بمجموعة من الغواصين البريطانيين والإسرائيليين وتركزت الأعمال البحرية في المساحة بين الجزيرة والبر ونشر بحثه عام 1977م فى مجلة متخصصة عن اكتشافات الآثار البحرية وهذا البحث هو المصدر الأساسى فى الغرب عن جزيرة فرعون وهو مصدر معلومات المرشدين اليهود لزوار قلعة صلاح الدين من إيلات من جنسيات مختلفة.
وكذلك بعض المرشدين المصريين والأجانب بالقلعة حيث يذكر فلندر أن جزيرة فرعون كانت ميناء ومرسى قديم أيام نبى الله سليمان واعتمد على أشياء غبر علمية تم دحضها بالكامل ومنها أن السور الدفاعى المحيط بالجزيرة مكون من كتل حجرية كبيرة وهى من سمات التحصينات اليهودية .
وقد كذّب ريحان هذه الادعاءات من خلال أعمال الحفر العلمى لبعثة آثار منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية بعد استرداد سيناء ونشر ذلك فى بحث خاص بالدورية العلمية للاتحاد العام للآثاريين العرب حيث أكد أنه لا يوجد أسلوب مميز للتحصينات اليهودية فى عهد نبى الله سليمان لأنه لا يوجد أى تحصينات باقية من عهد نبى الله سليمان حتى ما يزعمون أنه هيكل سليمان فأثبتت الأدلة الأثرية والتاريخية والدينية عدم وجوده من الأصل وهل كان نبى الله سليمان فى حاجة لتحصين الجزيرة ؟ وضد من ؟ وعلاقات نبى الله سليمان كانت سلمية مع كل جيرانه كما أكدت الحقائق الأثرية أن سور القلعة أنشأه القائد صلاح الدين لتحصين القلعة ضد غارات الصليبيين.
وذلك بكشف نص تأسيسى خاص بالسور عثر عليه فى الحفائر التى قامت بها منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية عام 1989م فى التحصينات الخاصة بالسور بالجهة الجنوبية الغربية قرب البحيرة الداخلية وهى لوحة من الحجر الجيرى مكتوبة بالخط النسخى المنقط فى خمسة أسطر بها اسم منشئ هذا السور فى عهد صلاح الدين وهو على بن سختكمان الناصرى العادلى فى أيام الملك الناصر صلاح الدين بتاريخ شهر المحرم عام 584ه كما عثر على نص تأسيسى خاص بفرن لتصنيع الأسلحة أنشأها صلاح الدين داخل القلعة لقتال الصليبيين
طريق الرحلة المقدسة عبر سيناء
يضيف ريحان أنه منذ عام 1967 زار منطقة وادى حجاج التى تقع فى طريق الرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء عدة علماء يهود وقاموا بتصوير أكثر من 400 نقش بوادى حجاج الذى يقع على طريق الحج المسيحى بسيناء منها نقوش نبطية – يونانية – لاتينية – أرمينية – قبطية – آرامية .
ورغم ذلك يذكر عالم الآثار اليهودى أفينير نجف أن هذا الطريق كان للحجاج اليهود وحاول اليهود ترسيخ هذا المفهوم إبان احتلالهم لسيناء فقاموا بحفر بعض الرموز المرتبطة بتاريخ اليهود رغم عدم وجود أى أساس تاريخى لها وهو نقش الشمعدان أو المينوراه التى تأخذ شكل شجرة يخرج منها سبعة فروع وذلك لإثبات أحقيتهم بهذا الطريق كطريق لخروج بنى إسرائيل وبالتالى فهو طريق للحج اليهودى لأغراض استيطانية ليس إلا ولا علاقة لها بالدين أو التاريخ أو الآثار مع اعتبار هذا تشويهاً لنقوش أثرية قديمة بعمل هذه الرموز الحديثة مجاورة للنقوش الأثرية .
وقد تأكد بالأدلة الأثرية الدامغة من خلال كشف العديد من الكنائس والأديرة والنقوش الصخرية المسيحية على طول هذا الطريق بسيناء والذى يبلغ طوله 575كم أنه طريق خاص بالرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء وينقسم إلى جزئين طريق شرقى وهو للقادمين من القدس إلى جبل طور سيناء (منطقة سانت كاترين) ويبدأ من العقبة إلى النقب. وعبر عدة أودية إلى وادى حجاج حتى سفح جبل سيناء وطول هذا الطريق 200كم وطريق غربى يبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل سيناء ويبدأ من القدس ، غزة ، رفح ، الفرما ، عيون موسى ، وادى فيران إلى جبل سيناء وطول هذا الطريق من القدس إلى جبل سيناء 375كم ويشمل هذا الطريق طريق العائلة المقدسة الممتد من القدس عبر شمال سيناء بطول 150كم ونشر ذلك ريحان بالدوريات العلمية.
معبد سرابيت الخادم
قام جنود الاحتلال الإسرائيلى بأنفسهم وبالاشتراك مع معهد الآثار بجامعة تل أبيب وفى مخالفة للاتفاقات الدولية بأعمال حفر غير علمى بمعبد سرابيت الخادم بجنوب سيناء ونشرت نتائج هذه الأعمال فى مجلة الاكتشافات الإسرائيلية عدد 38 عام 1988.
حيث قام بنشرها الباحث الإسرائيلى رافائيل فنتيرا Raphael Ventura من جامعة تل أبيب تحت عنوان (المحور المنحنى أو الاتجاه الخطأ دراسات على معبد سرابيت الخادم) وقد قام الباحث المذكور بنقد الدراسات التى دحضت أراء عالم الآثار البريطانى بترى الذى قام بأعمال حفائر بالمعبد عام 1906، وذكر أن المصريين القدماء مارسوا فى هذا الهيكل الطقوس السامية لا المصرية وأن العمال الساميين ساعدوا المصريين فى التعدين فى سرابيت الخادم ولهم كتابة خاصة وتعمد الباحث الإسرائيلى تأكيد صحة أراء بترى والذى اكتشف فيما بعد عدم صحتها .
ويكذب ريحان هذه الادعاءات موضحاً أنه بخصوص مصطلح السامية الذى ذكره بترى فليس له أساس علمى فهى مجرد فكرة ابتدعها العالم الألمانى اليهودى (أوجست لود فيج شلوتر) عام 1781م واعتمدت السامية على فكرة الأنساب الواردة فى التوراة والتى قامت على بواعث عاطفية على أساس حب الإسرائيليين أو بغضهم لمن عرفوا من الشعوب والمقصود بها إسقاط جغرافية التوراة على فلسطين وما حولها ترسيخاً لأفكارهم الاستعمارية وإذا جئنا للأنساب فالعرب العاربة والمتعربة والمستعربة ينتسبوا لسام بن نوح إذاً فمصطلح السامية لا علاقة له بتاريخ اليهود.
أما الكتابة التى يتحدث عنها بترى والذى اعتقد أنها كتابة مجهولة لها علاقة ببنى إسرائيل فهى الأبجدية السينائية المبكرة Proto- Sinatic Alphabet الأبجدية الأم لأنها نشأت فى سيناء بين القرنين 20- 18 قبل الميلاد فى منطقة سرابيت الخادم ثم انتقلت إلى فلسطين فيما عرف بالأبجدية الكنعانية مابين القرنين 17 – 15 قبل الميلاد حتى انتقلت هذه الكتابة للأرض الفينيقية ورغم عثور الباحث على لوحة تؤكد مصرية هذا المعبد عليها خرطوش للملك تحتمس الثالث إلا انه فسّر من خلالها برؤيته الصهيونية الاستعمارية عمارة المعبد بأنها لا علاقة لها بالعمارة فى مصر القديمة.
وتؤكد الحقائق الأثرية –وفق قول ريحان- أن معبد سرابيت الخادم مصرى 100% و أنه لم يطلق على سيناء أرض الفيروز من فراغ بل لأنها كانت مصدر الفيروز فى مصر القديمة حيث سجلت أخبار حملات تعدين الفيروز على صخور معبد سرابيت الخادم بسيناء الذى يبعد 268كم عن القاهرة وعلى بعد 60كم جنوب شرق أبو زنيمة وسبب التسمية بسرابيت الخادم هو أن السربوت مفرد سرابيت تعنى عند أهل سيناء الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها و هو ما يعرف بالأنصاب ومفردها نصب .
وكانت كل حملة تتجه لسيناء لتعدين الفيروز منذ الأسرة الثالثة وحتى الأسرة العشرون ينقشوا أخبارها على هذه الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها الموجودة بالمعبد أما كلمة الخادم فلأن هناك أعمدة بالمعبد تشبه الخدم السود البشرة ويقع المعبد على قمة الجبل الذى يرتفع 300م عن المنطقة حوله طوله 80م وعرضه 35م وقد كرّس لعبادة حتحور التى أطلق عليها فى النصوص المصرية القديمة (نبت مفكات) أى سيدة الفيروز.
كما يضم المعبد قاعة لعبادة سوبد الذى أطلق عليه (نب سشمت) أى رب سيناء وبالمعبد هيكلين محفورين فى الصخر أحدهما خاص بالمعبودة حتحور وأقيم فى عهد الملك سنفرو والآخر خاص بالمعبود سوبد ومدخل المعبد تكتنفه لوحتان أحداهما من عصر رمسيس الثانى والأخرى من عصر الملك ست نخت أول ملوك أسرة 20 ويلى المدخل صرح شيد فى عصر تحتمس الثالث يؤدى لمجموعة من الأفنية المتعاقبة التى تتضمن الحجرات والمقاصير وشيد البعض منها دون التزام بتخطيط المعبد وهذا ما دعى بترى.
لا ستغراب التخطيط فنسبه للمصطلح المبتدع السامية وكان المصريون القدماء يستخرجون الفيروز من منطقة سرابيت الخادم ومن منطقة المغارة القريبة منه ولا تزال بها حتى الآن بقايا عروق الفيروز التى استخرجها المصريون القدماء وأرسلت البعثات لاستخراج الفيروز والنحاس من سيناء منذ عهد الدولة القديمة ففى الأسرة الثالثة (2686- 2613 ق.م.) أرسل الملك زوسر حملة تعدين لسيناء وفى الأسرة الرابعة (2613- 2498 ق.م .) أرسل سنفرو عدة بعثات لاستخراج الفيروز والنحاس من سيناء وتوالت البعثات بعد ذلك فى الأسرة الخامسة (2494 – 2345 ق.م.) و أسرة 12 (1991- 1786 ق.م.) وأسرة 19 (1318- 1304 ق.م.).
ويضيف ريحان أن الاكتشافات الأثرية العديدة بسيناء من آثار تمتد من عصور ما قبل التاريخ حتى نهاية عصر أسرة محمد على حققت العديد من الأهداف فعلاوة على تكذيب الادعاءات الصهيونية تتحول هذه الآثار لمادة للتنمية حيث قدم ريحان مشروعاً متكاملاً لاستغلال الطرق التاريخية بسيناء ومحطاتها المكتشفة وقدم اقتراحات علمية عملية لطريقة إحياء هذه الطرق من خلال محطاتها المكتشفة بسيناء وهى طرق دينية تجارية حربية تحوى داخلها كل مقومات السياحة من سياحة الآثار والسفارى والعلاجية والصحارى وسياحة المجتمع السينائى بتراثه الخالد ومن هذه الطرق طريق خروج بنى إسرائيل وطريق العرب الأنباط وطريق الرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء ويشمل طريق العائلة المقدسة داخله وطريق الحج الإسلامى والطريق الحربى لصلاح الدين إلى القدس وتحوى هذه الطرق حصون وقلاع وأديرة وموانئ مهمة ونقوش صخرية عديدة.
محاكمة الدولة الصهيونية
ويطالب د. ريحان فى النهاية بمحاكمة دولة إسرائيل فى شخص موشى ديان لأن هذه القضية لاتتعلق بفرد بل بالدولة التى ينتمى إليها الفرد بالتهم الآتية:
1- مخالفة إتفاقية 1954 الخاصة بحماية الآثار أثناء النزاع المسلح.
2- الحفر فى مواقع أثرية لا تخص الدولة التى ينتمى إليها موشى ديان وهى مصر كدولة محتلة بقوة السلاح مما لا يجوز الحفر فيها بأى شكل من الأشكال سواء علمية أو غير علمية.
3- عدم تخصص ديان فى أعمال الحفر ولا يملك شهادة تسمح له بالحفر.
4- استخدام المواقع الأثرية كمعسكرات للجيش الإسرائيلى مما أدى لتدميرها تماماً بل قام هو بتدميرها بنفسه بعد نهب محتوياتها.
5- سرقة العديد من الآثار وخصوصاً آثار معبد سرابيت الخادم
ويجب الضغط على الدولة الصهيونية عن طريق اليونسكو بتقديم إحصاء شامل بعدد قطع الآثار المصرية بالمتاحف الإسرائيلية حالياً وتقارير علمية شاملة لكل أعمال الحفر بسيناء وكل أعمال الأنثروبولوجى وإحصاء لكل الآثار المصرية التى سرقتها من سيناء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.