القومي للإعاقة يطلق غرفة عمليات لمتابعة انتخابات النواب 2025    «قومي المرأة» يكرم فريق رصد دراما رمضان 2025    وزارة« التموين» تؤكد عدم تغيير سعر وجودة رغيف العيش المدعم للمستهلكين    المدير الإقليمي لليونسكو بالقاهرة: تعمل على إصدار توصيات بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي    لو زوجتك مش على بطاقتك التموينية.. الحل فى 3 دقائق    «المرشدين السياحيين»: المتحف المصرى الكبير سيحدث دفعة قوية للسياحة    الحكومة الإسرائيلية: لن تكون هناك قوات تركية في غزة    أردوغان: أكثر من 1.29 مليون لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم منذ 2016    الاتحاد الأوروبي يرفض استخدام واشنطن القوة ضد قوارب في الكاريبي    عضو بالحزب الجمهوري: ترامب والديمقراطيون يتحملون مسؤولية الإغلاق والمحكمة العليا أصبحت سياسية    أشرف داري بعد التتويج بالسوبر: الأهلي دائمًا على قدر المسئولية    أب يكتشف وفاة طفليه أثناء إيقاظهما من النوم في الصف    خيانة تنتهي بجريمة.. 3 قصص دامية تكشف الوجه المظلم للعلاقات المحرمة    حبس المتهمين في مشاجرة بالسلاح الناري في أسيوط    سمر فودة تُثير الجدل بسبب «الهوية المصرية».. أزمة «الجلابية» بين التأييد والرفض (تقرير)    محمود مسلم ل كلمة أخيرة: منافسة قوية على المقاعد الفردية بانتخابات النواب 2025    محافظ الغربية يتفقد مستشفى قطور المركزي وعيادة التأمين الصحي    استشاري: العصائر بأنواعها ممنوعة وسكر الفاكهة تأثيره مثل الكحول على الكبد    برنامج مطروح للنقاش يستعرض الانتخابات العراقية وسط أزمات الشرق الأوسط    بث مباشر.. البابا تواضروس يشارك في احتفالية مرور 17 قرنًا على انعقاد مجمع نيقية    «فريق المليار يستحق اللقب».. تعليق مثير من خالد الغندور بعد فوز الأهلي على الزمالك    شبيه شخصية جعفر العمدة يقدم واجب العزاء فى وفاة والد محمد رمضان    قراءة صورة    «ما تجاملش حد على حساب مصر».. تصريحات ياسر جلال عن «إنزال صاعقة جزائريين في ميدان التحرير» تثير جدلًا    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    أهالي «علم الروم»: لا نرفض مخطط التطوير شرط التعويض العادل    الخارجية الباكستانية تتهم أفغانستان بالفشل في اتخاذ إجراءات ضد الإرهاب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    قتل وهو ساجد.. التصريح بدفن جثة معلم أزهرى قتله شخص داخل مسجد بقنا    غدًا.. وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة فى لقاء خاص على القاهرة الإخبارية    استعدادات أمنية مكثفة لتأمين انتخابات مجلس النواب 2025    بيحبوا يثيروا الجدل.. 4 أبراج جريئة بطبعها    حزب السادات: مشهد المصريين بالخارج في الانتخابات ملحمة وطنية تؤكد وحدة الصف    رسميًا.. بدء إجراء المقابلات الشخصية للمتقدمين للعمل بمساجد النذور ل«أوقاف الإسكندرية»    توقيع مذكرة تفاهم لدمج مستشفى «شفاء الأورمان» بالأقصر ضمن منظومة المستشفيات الجامعية    أخبار السعودية اليوم.. إعدام مواطنين لانضمامهما إلى جماعة إرهابية    راحة 4 أيام للاعبي الاتحاد السعودي بعد خسارة ديربي جدة    الصدفة تكتب تاريخ جديد لمنتخب مصر لكرة القدم النسائية ويتأهل لأمم إفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه    محافظ بني سويف ورئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة يفتتحان فرع المجلس بديوان عام المحافظة    المشاط: ألمانيا من أبرز شركاء التنمية الدوليين لمصر.. وتربط البلدين علاقات تعاون ثنائي تمتد لعقود    زلزال قوي يضرب الساحل الشمالي لليابان وتحذير من تسونامي    علاج مجانى ل1382 مواطنا من أبناء مدينة أبو سمبل السياحية    أحمد سعد يتألق على مسرح "يايلا أرينا" في ألمانيا.. صور    رئيس الجامعة الفيوم يستقبل فريق الهيئة القومية لضمان جودة التعليم    رئيس البورصة: 5 شركات جديدة تستعد للقيد خلال 2026    ضبط تشكيل عصابي لتهريب المخدرات بقيمة 105 مليون جنيه بأسوان    امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الأول وموعد تسجيل استمارة البيانات    زيادة فى الهجمات ضد مساجد بريطانيا.. تقرير: استهداف 25 مسجدا فى 4 أشهر    وجبات خفيفة صحية، تمنح الشبع بدون زيادة الوزن    انتخابات مجلس النواب 2025.. اعرف لجنتك الانتخابية بالرقم القومي من هنا (رابط)    الزمالك كعبه عالي على بيراميدز وعبدالرؤوف نجح في دعم لاعبيه نفسيًا    التشكيل المتوقع للزمالك أمام الأهلي في نهائي السوبر    نهائي السوبر.. الأهلي والزمالك على موعد مع اللقب 23    معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    طارق السعيد: أُفضّل شكرى عن كوكا فى تشكيل الأهلى وشخصية زيزو مثل السعيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإسلام دين تسامح بعيدا عن الإرهاب والتطرف
المفكر الإسلامى الدكتور محمد أبوليلة الأستاذ بجامعة الأزهر:
نشر في الوفد يوم 07 - 06 - 2018


حوار: صابر رمضان
يرى المفكر الإسلامى الدكتور محمد محمد أبوليلة، أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر الشريف، أن العالم الإسلامى مطالب اليوم بإعادة النظر فى واقعه ورؤية عيوبه وسلبياته حتى يستطيع تصحيح صورة المسلمين أمام الآخر فى المجتمعات الأوروبية والغربية، مؤكداً أن واقع الأمة الإسلامية اليوم ليس مستعصياً على الإصلاح، لكن لابد من توافر الإرادة بين المسلمين أنفسهم لتغيير واقعهم إلى الأفضل، وبرهن «أبوليلة» أن العالم الإسلامى يملك ما يؤهله للنهوض واستعادة وحدته، ولديه من القدرات البشرية والطبيعية ما يتيح القضاء على مواطن الخلل إسهاماً فى السير بالأمة نحو الرقى والازدهار. وقال الدكتور أبوليلة فى حوار خاص ل«الوفد»: إن الدين الإسلامى الحنيف ليس دين تطرف ولا إرهاب بل هو دين تسامح ومحبة وعبادة، وأن الدعاة مسئولون عن فضح الدعايات المغرضة الموجهة ضد الإسلام لإبراز صورته الناصعة، وأكد أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية أن الإسلام لا يقف عقبة فى سبيل التقدم والحضارى كما أنه لا يعادى العلم إلا إذا أخطأ العقل فإنه يدعوه للصواب، فإلى نص الحوار:
بداية.. ما تقييمكم لواقع الأمة فى الوقت الراهن وما مسئولية الدعاة نحو الدعايات المغرضة ضد الإسلام؟
- إن الأمة الإسلامية تعيش اليوم محنة أو امتحانا عظيما بسبب تكالب أعدائها عليها بكل الطرق، ولعلهم فى هذا الظرف وجدوا فرصة سانحة لهم لانشغال المسلمين عن دينهم ودنياهم، والأخطر من ذلك حالة التمزق الفكرى فى العالم الإسلامى، حيث تتسع، إضافة إلى الخلافات المذهبية والطائفية لدرجة وصلت حد التكفير لدى بعض الجماعات، وتتوالى الأحداث الكثيرة لتزيد الطين بلة وتلصق تهمة الإرهاب بالمسلمين حينما رأوا تشتت الأمة وتفرقها. والدعاة عليهم مسئولية جسيمة منوطة بهم تتمثل فى فضح الدعايات المغرضة الموجهة للإسلام وإبراز صورته الناصعة، ليؤكدوا أن الإسلام هو منهج الرحمة والمحبة والأخلاق والقيم الفاضلة التى لا توجد فى أى منهج عقدى سواه، حتى يتبين للعالم أن الدين الإسلامى الحنيف ليس دين تطرف ولا إرهاب بل هو دين تسامح ومحبة وعبادة، وهذا لن يتحقق ما لم نغير ما بأنفسنا من خلافات لا مبرر لها تضر بنا وتشوه الإسلام أكثر مما تنفعنا، خاصة الخلافات الفكرية والمذهبية والطائفية، فكلنا مسلمون وما لم نتجاوز خلافاتنا الداخلية فلن يمكننا أن نواجه عدوا خارجيا يتربص بنا الدوائر منذ أمد بعيد.
وهل ترى أن العالم الإسلامى لديه من القوة ما يمكن الارتكاز عليها لنهضة الأمة؟
- بكل تأكيد، فالعالم الإسلامى يملك ما يؤهله للنهوض واستعادة تضامنه ووحدته وأهم ما يؤهله للنهضة هو الدين الإسلامى السمح الذى حرر الإنسان من قيود الجهل والخرافة وفتح له آفاق العلم والإيمان والتطور، بالإضافة إلى ما يمتلكه من موروث ضخم من تاريخ الحضارة الإسلامية فكرا وعلما وثقافة وإبداعا وإنجازات، كما أن العالم الإسلامى يمتلك قدرات بشرية هائلة وموارد طبيعية كثيرة ومتنوعة وواعدة بالخير وكذلك الموقع المتميز لدول العالم على خريطة الأرض، مما يمنحه أهمية استراتيجية كبرى لا يستهان بها، أيضاً هناك عقول إسلامية مهاجرة نبغت فى العلوم والفنون والصناعة والتجارة والتى تمثل رصيدا قويا للعالم الإسلامى، ومن الضرورى تكاتف جهود المخلصين من أبناء الأمة بحثا عن مخرج لها من المشكلات التى تحدق بها من كل صوب وحدب، وارتياد الطرق القويمة لإزالة العقبات والقضاء على مواطن الخلل إسهاما فى السير بالأمة نحو عزتها ورقيها وازدهارها.
بصفتكم أحد علماء الأزهر الشريف هل ما يتعرض له الأزهر من هجوم يؤثر على مسيرته ومواقفه من القضايا الإسلامية وشئون المجتمع؟
- إن الأمة الإسلامية فى حاجة ماسة إلى منهج الأزهر الوسطى الواضح الذى لا يتغير ولا يتبدل؛ حيث تصدى شيوخ الأزهر للجبابرة على أرض صلبة كما نقلوا علوم الإسلام الصحيحة إلى عقول وقلوب المسلمين؛ وهو ما منح الأزهر وعلماءه هذه المكانة الرفيعة فى نفوس المسلمين على مر العصور، وهذه المؤسسة ستظل ثابتة على مواقفها وسيظل علماء الأزهر دعاة خير وسلام وتضامن، وسيبقى الأزهر منارة علم وفكر ومدرسة لنشر وسطية الإسلام واعتداله. ومن الطبيعى أن يتعرض الأزهر ومثله كل المؤسسات الإسلامية التى تتبع منهجا ثابتا ولا تحيد عن مواقفها لهجوم وتطاول من المغرضين وأصحاب الهوى، ولكن هيهات فعلماء الأزهر يواصلون مسيرة التعليم والدعوة والإصلاح الاجتماعى بخطى ثابتة وينشرون العلم ويصححون ما اختلط فى أذهان الناس ويميزون الخبيث من الطيب.
ما ردكم على اتهام الإسلام
بأنه يرفض التعددية ويخشى منها على وجوده أو وجود الأمة التى تعتنقه؟
- إن التعددية فى الإسلام هى أصل شرعى، حيث قال الله عز وجل فى كتابه: «ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن فى ذلك لآيات للعالمين» (الروم :22)، والتنوع بين أفراد المجتمع فى إطار النظام الكلى الذى بحفظه ينسجم تماما مع تعاليم هذا الدين، وقد نجح الإسلام فى بناء حضارته الدينية الإنسانية دون خوف أو توجس من وجود غير المسلمين فى الدولة الإسلامية الذين جاءوا من أحضان حضارات مختلفة وثقافات متعددة ومن أرحام متنوعة عرقيا، ولم يضيق المسلمون على أهل الملل والعقائد المخالفة لهم، بل استوعبوهم وتعاونوا معهم بحيث صاروا شرائح حية فى جسم الأمة الإسلامية الأعظم؛ وصب كل فرد يعيش فى ظل الدولة الإسلامية من إناء حضارته، ومن مقتنياته وتراثه الخاص فى المحيط الإسلامى العام، بحيث أصبح كل فرد فى المجتمع المسلم مصدر طاقة، وإضافة إلى الرصيد الحضارى وإلى العلوم والمعارف والصناعات فى المجتمع المسلم والمراجع لكتب الطبقات وكتب التأريخ للعلماء وللجهود العلمية يجدها تضم أسماء علماء يهود ونصارى ومجوس وغيرهم من أهل الملل والنحل المختلفة إلى جانب الحشود الكثيرة من علماء المسلمين، ولم يخش الإسلام من التعددية؛ ولم يعتبر أن التعددية خطراً على وجوده أو وجود الأمة التى تعتنقه؛ وعلى العكس من ذلك فإن معظم دول الغرب تعتبر أن وجود الجماعات التى هاجرت إليها من دول بها حضارات مختلفة خطر عليها وبخاصة أن هؤلاء المهاجرين يرفضون الاندماج ويتمسكون بقيم مجتمعاتهم وعاداتهم وثقافاتهم الخاصة بهم.
هناك فرية تدعى أن الإسلام يقف عقبة فى سبيل التقدم العلمى والتفوق الحضارى فماذا تقول؟
- عندما نقول «الإسلام» فإنه يتبادر إلى أذهاننا العلم والبحث والنظر والمطالبة بالدليل والبرهان، ولا ينكر إلا مكابر أن الإسلام دين العلم، أولى آياته «اقرأ» ومن «اقرأ» انطلقت الأمة تقرأ وتدرس وتحفظ وتتدبر وتكتشف وتبدع وتجرب, إن التاريخ ليبرهن بما لا يدع مجالا للشك أو التردد على أن الإسلام هو دين العلم بأوسع معانيه وأشمل فروعه، وأنه ما من دين أبدا حث على التقدم العلمى كما حث عليه الإسلام. ولقد كان من ثمار التشجيع الذى أولاه الإسلام للعلم أن وصل المسلمون إلى هذه القمم العلمية والثقافية والحضارية الباهرة فى أيام الأمويين والعباسيين وأيام دولة العرب فى الأندلس وفى صقلية وغيرها، وإنه ليمكننا أن نقول إن دخول المسلمين فى أى مكان كان يعنى نشر العلم وبناء الحضارة فى هذا المكان وأوروبا نفسها تعرف ذلك وتقر بشىء من الإنصاف بفضل حضارة العرب والمسلمين وتفوقهم الثقافى عليها كما تعترف بأنها مدينة للعرب بالكثير من أسباب نهضتها وخروجها من العصور المظلمة على هدى الحضارة الإسلامية، والإسلام لم يقف يوما من الأيام عقبة فى سبيل التقدم العلمى والتفوق الحضارى كما أنه لا يعادى العلم إلا إذا أخطأ العقل فإنه يدعوه إلى الصواب ويضىء له الطريق إليه، لقد استطاع الإسلام بالعلم أن يجعل من العرب المتفرقين أمة وأن يبنى حضارة وأن يتواصل مع الآخرين وأن يقنع به الملايين تلو الملايين عبر السنين، كما أن الإسلام لا يحجر على العقل، ولا يحرم الإبداع فى الأدب والفن، وإنما يرفض الإسلام فقط أى عمل يسمى إبداعاً أو فنا أو أدبا إذا تجاوز حدود القيم الدينية والآداب الإنسانية الرفيعة، فإن هناك أنواعاً من الفنون والآداب لأغراض لها أكثر من الإساءة إلى الدين والحط من شأن المتدينين ومن إثارة الغرائز الحيوانية والقيم الهابطة التى تضر بالإنسان بل وبالمجتمع كله.
وما تفسيركم لمصطلح «العولمة»؟
- العولمة هى التحدى السافر والمعاصر للشعوب الضعيفة التى تعانى من قلة الموارد ومن الأمراض والأمية والجفاف والحروب الأهلية، وزمام العولمة اليوم فى يد قطب واحد يدفع بها بقوة نحو
مصالحه المادية ونحو مزيد من الاستئثار بالثروة فى العالم وفى اتجاه فرض إرادته ونظامه على سائر الشعوب وامتلاك حق إصدار القرار وسلطة تنفيذه دون اعتراض، ومع ظهور المفهوم الجديد لرأس المال تقلصت السلطة واتسعت حركة التجارة مما ساعد أكثر على كسر قيود العزلة الاقتصادية على مستوى العالم، ولقد ظلت القوميات تتلاقى ورؤوس الأموال تتجمع فى كل اتجاه حتى تمخضت فكرة العولمة التى روج لها الغرب وجند لها النظريات والتحليلات الاستراتيجية التى تصورها على أنها حتمية وأنه لا مناص منها بحكم التطور الاقتصادى والتكنولوجى واقتصاد السوق، وإننا على يقين من أن خطر العولمة سيتحمل العرب والمسلمون عبئه الأكبر ذلك لأنهم مستهدفون منذ الحروب الصليبية والاستعمار ولأنهم يعيشون حالة من الضعف والفرقة والشتات لا تمكنهم إلى حد كبير من مقاومة ديناصور العولمة اللهم إلا إذا حاولوا أن ينهضوا بأنفسهم ويوحدوا كلمتهم وصفوفهم ويتحالفوا مع الشعوب الأخرى التى ترفض هذا المشروع، ومبدأ رفض العولمة لا ينبغى أن يصرفنا عن التطوير والإفادة من المستجدات ومن التكيف مع العصر الذى نعيش فيه ونتأثر به بلا شك ولابد أن يكون لدى العرب والمسلمين أفكار جديدة ومنهج جديد وأن يوظفوا عقولهم توظيفا نقديا فاعلا فى توليد الأفكار واستخدامها لا للنقل والنسخ والحشو ومجرد التقليد للغير.
يتحدث الناس اليوم عن الحوار، الجانى يتكلم عنه والمجنى عليه يتشبث به وقد شكلت فى الغرب وفى الدول الإسلامية والعربية لجان لتنظيم الحوار بين الحضارات لكن ما زال الحوار متعثراً، ترى ما أبرز معوقات الحوار مع الغرب؟
- إن من أكبر معوقات الحوار مع الغرب أن الغرب لا يدخل فى حوار إلا من موقع الشعور بالتفوق والسيادة، وليس من واقع الشعور بالندية، وتكافؤ الفرص والواجبات والمصالح، إذ يصر الغرب على أن النظام الغربى بجانبيه الدينى والمدنى هو أعظم نظام؛ إن لم يكن هو النظام الوحيد الذى يجب على المسلمين الانصياع له وتبنيه شكلاً ومضموناً وذلك فى مقابل التخلى أو على الأقل تحييد الإسلام عن واقع الحياة ومن مجمل المعوقات تجاهل دور المسلمين فى بناء الحضارة الأوروبية الحديثة وعدم التنويه بالحضارة الإسلامية وسبقها للحضارة الغربية مما ضيق الطريق على الحوار؛ أيضاً تحيز الإعلام الغربى الكامل ضد الإسلام والمسلمين وظهور أدب معاد للإسلام فى الغرب، وظهور اليمين المتطرف هناك على الساحة السياسية والإعلامية مما كان له مردوده السيئ بالنسبة للإسلام والمسلمين حتى ظهرت تعبيرات معادية للإسلام كثيرة مثل «إسلاموفوبيا» أو التخويف من الإسلام.
قضية كل مسلم فى الدول العربية والإسلامية وكل مسلم يعيش فى بلاد المهجر لماذا يكره العالم أو الشعوب الأخرى الدول الإسلامية ولماذا يكرهون المسلمين المتواجدين فى بلادهم فإلى ماذا ترجع حالة الكراهية هذه؟
- فى تقديرنا أن حالة الكراهية هذه تعود إلى ثلاثة أمور وهى عدم فهم أغلبية المسلمين لحقيقة دينهم ونقل تفاسير وشروحات إسلامية من عصور مختلفة بتشدد لواقع معاصر لا يتماشى معها ولا يمكن أن يستوعبها، والثانى عدم فهم المسلمين للمبادئ الجوهرية فى الإسلام ومن ثم شعور غير المسلمين بالقلق والخوف من الإسلام والمسلمين وساعد فى ذلك عوامل عديدة منها بعض المستشرقين لغرض فى نفوسهم على الرغم من أن البعض الآخر من المستشرقين عبر عن إعجابه وتقديره للقيم الصحيحة فى الإسلام، أما الأمر الثالث فهو سلوكيات وأوضاع المسلمين فى بلادهم وفى بلاد المهجر؛ تلك السلوكيات أدت بهم للتخلف المادى والحضارى والانغلاق الفكرى ورفض الآخر، ونخلص إلى أن الطريق الصحيح للمسلمين فى القرن الحالى هو أن ينهلوا من جوهر فكر وروح الإسلام وأن يتعايشوا مع العصر بمفاهيمه وفكره وأن يكيفوا سلوكهم وفقا لذلك.
أخيرا.. روشتة إصلاح تقدمها للعالم الإسلامى؟
- إن العالم الإسلامى مطالب اليوم بإعادة النظر فى واقعه ورؤية عيوبه وسلبياته؛ وتصحيح صورة المسلمين أمام الآخر فى عالم اليوم أصبح أمرا ضروريا، وخير سبيل لذلك أن يكون المسلمون أنفسهم صورة مشرقة لقيم الإسلام وتعاليمه، وهذا من شأنه أن يصحح من نظرة الآخرين للإسلام والمسلمين، ودفع الاتهامات الموجهة للإسلام نتيجة الجهل به، فواقع الأمة الإسلامية اليوم ليس مستعصيا على الإصلاح لكن هذا لن يتحقق إلا إذا توافرت الإرادة وتحقق التكامل والتنسيق بين المسلمين فى شتى المجالات فى كل البلدان، فلن نتغير إلا إذا غيرنا أنفسنا أولا مصداقا لمنهج الله «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».
د. أبوليلة فى سطور
- داعية ومفكر إسلامى معروف فى مصر والعالم الإسلامى والعربى والغربى.
- حاضر فى كثير من الجامعات والمنظمات والهيئات والجمعيات والمراكز الإسلامية بأوروبا وأمريكا والعالم الإسلامى والعربى.
- مثّل الأزهر فى الكثير من المؤتمرات والندوات الأكاديمية والدينية فى العالم.
- ساهم فى تأسيس المركز الإسلامى فى جنوب غرب بريطانيا وأنشأ به مدرسة لتعليم اللغة العربية.
- ساهم فى تأسيس مدرسة لتعليم اللغة العربية بغرفة التجارة العربية بلندن.
- راجع العديد من ترجمات معانى القرآن الكريم من خلال المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ومجمع البحوث الإسلامية.
- راجع وقوّم الكثير من الإصدارات باللغة الإنجليزية وكتب الحديث والسيرة النبوية فى مصر والسعودية.
- له الكثير من الأحاديث فى أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة عربيا ودوليا.
- يتولى الرد على أسئلة الوفود الأجنبية لمصر فيما يخص القضايا الإسلامية المعاصرة.
- مؤسس ورئيس الجمعية الثقافية للتواصل الحضارى بمصر.
- أسس المعهد العالى للدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية.
- له العديد من المؤلفات والمقالات والدراسات فى الجرائد والمجلات والحوليات المتخصصة كما شارك فى عدد كبير من المؤتمرات والندوات وورش العمل باللغة العربية والإنجليزية داخل مصر وخارجها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.