قال الدكتور محمد محسن أبو النور، الخبير في الشئون الإيرانية، إن انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني الذي أعلن عنه بالأمس خلال كلمته التي ألقاها من البيت الأبيض كان متوقعًا بعد فشل الوسطاء الأوروبيين في التوصل إلى حل وسط، مشيرًا إلى أن إيران ستتلقى عقوبات أمريكية على قطاع النفط ومن ثم حرمانها من الحصة السوقية النفطية في أسواق العالم. وأشار أبو النور في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أن إيران لن تنسحب من الاتفاق النووي واكتفت بالرد على القرار من خلال إلقاء الرئيس الايراني حسن روحاني خطابًا مظلوميًا أكد فيه أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تلتزم بالاتفاقيات الدولية المبرمة وتنسحب من كافة المواثيق، لافتًا إلى أن إيران ستحاول تفادي العقوبات الأمريكية من خلال العودة إلى طريق التجارة في النفط قبل توقيع الاتفاق بأن تبيعه في السوق السوداء لدول آسيوية مثل الهند والصين بأسعار أقل. وأوضح أبو النور، أن إيران ستحاول العودة لسياسة الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد من خلال عدم تعامل الحرس الثوري الإيراني مع شركات معلنة حتى لا تتطاولها تلك العقوبات وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن العقوبات ستتضمن كل الدول والشركات التي تتعاون مع إيران إشارة منه إلى الشركات الصينية والروسية وبعض الشركات الأوروبية التي لن تستجيب لوزارة الخزانة الأمريكية، على حد قوله. وعن دور دول الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن، ذكر الخبير في الشئون الإيرانية، أن الاتحاد الأوروبي لن يبق إلى الأبد في صف إيران ما لم تقدم الأخيرة تسهيلات ائتمانية وحوافز للبقاء على الخط السياسي حتى تبقى الشركات الأوروبية متواجدة مع إيران، لاسيما مع فشل المشروع الأوروبي عام 1996م، الذي كان يريد استرجاع مشروع الاستثمار مع الدول المحظور التعامل معها مثل كوباوإيران والدول المحظورة أمريكيًا، متوقعًا أن أوروبا ستحاول العودة إلى خط الإدارة الأمريكية، مع احتمالية أن يكون هناك اتفاق عمل جديد أو اتفاق بديلا أو تكميليًا الأيام المقبلة مع إيران بضغط من دول الاتحاد الأوروبي بعد قرار ترامب. واختتم أبو النور، حديثه قائلا "قرار انسحاب ترامب من الاتفاق النووي سيكون له تأثيرًا إيجابيًا على دول الشرق الأوسط لأنه سيحد من الإنفاق النووي الإيراني على جماعات العنف المسلحة في كل من اليمن وسوريا والعراق ولبنان وجنوبي فلسطين، ما ستشهد الشهور المقبلة هبوطًا في أنشطة تلك الجماعات في هذه الدول مما سيعود بالاستقرار إلى حد ما على الشرق الأوسط. وبالامس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال كلمته التي ألقاها من البيت الأبيض انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015م في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، واصفًا إياه بأنه كارثي أعطى النظام الإيرانى الإرهابى ملايين الدولارات.