أكدت الهيئة العليا لحزب الوفد خلال اجتماعها مع الهيئة البرلمانية للحزب اليوم أن قرار الانسحاب من اللجنة التأسيسية جاء بعدما ثارت شكوك وهواجس لدى الكثير من الأطياف الاجتماعية والسياسية على تنوعها حول آلية وشكل اختيار أعضاء اللجنة التأسيسية, وأن الناتج المتوقع لن يكون جامعًا وعاكسًا لفكر شامل وجامع، بقدر ما سيكون نتاج إسهام لون واحد، ورؤية تنفصل عن غيرها من الرؤى الوطنية لما يجب ان يكون عليه دستور مصر الجديد. وأعلنت الهيئة أن الوفد يتبنى مبادرة لدعوة كل القوى الوطنية المشاركة في التحالف الديمقراطي من أجل مصر والتي ترغب في الانضمام إليه للتوافق حول المعايير الموضوعية لاختيار أعضاء الجمعية التأسيسية على أساس من التوافق العام. انتهى الاجتماع إلى إصدار بيان جاء فيه:- أولاً: نظراً لما شاب طريقة انتخاب أعضاء الجمعية التأسيسية من تعدٍ واضح من أغلبية أعضاء هم برغم شرعيتهم ونزاهتهم لا يمثلون إلا لونًا واحدًا ضمن ألوان الطيف السياسي والاجتماعي والثقافي المصري، بحيث بات جلياً أن الدستور الجديد سيكون نتاج سيطرة تيار معين، يعكس أفكاره وآراءه دون أن يعبأ بالتوافق المجتمعي الذي يجب أن يكون أساساً لكل الدساتير. وانطلاقاً من مسئولية حزب الوفد التاريخية تجاه الوطن وثوابته في الدفاع عن دستور ديمقراطي يحقق الدولة المدنية الحديثة وأساسها حقوق المواطنة وضمان حريات المواطنين دون تمييز، سواء الحريات السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، فقد قررت الهيئة العليا لحزب الوفد، وهيئته البرلمانية انسحاب أعضاء الوفد من الجمعية التأسيسية ومقاطعة أعمالها. ثانياً: يتبنى الوفد مبادرة دعوة كل القوى الوطنية المشاركة في التحالف الديمقراطي من أجل مصر والتي ترغب في الانضمام إليه للتوافق حول المعايير الموضوعية لاختيار أعضاء الجمعية التأسيسية على أساس من التوافق العام، وإعلان هذه المعايير بما لا يقبل اللبس، وإعلان آلية تنفيذها، بما يجعلنا جميعا على قدر الالتزام امام مواطني هذا البلد الذين وضعونا حيث نحن، وفي إطار المبادئ التي قررتها وثيقة التحالف الديمقراطي من أجل مصر، والتي تنادي بالدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، والتي وقع عليها الكثير من الأحزاب الممثلة بالبرلمان، ومنها أحزاب الأغلبية في المجلسين. ثالثاً: ويؤكد المجتمعون على ثوابت الوفد منذ ثورة 1919 رفضهم ورفض جماهير مصر لكل صور الاستبداد والاستئثار بالسلطة، من أي جهة أو فصيل، وحتمية مشاركة كل القوى الوطنية في القرارات المصيرية وصنع مستقبل مصر بعد ثورة 25 يناير . وختاماً فإن قرار الوفد المعلن بالانسحاب من اللجنة بشكلها الحالي ما هو إلا ترجمة متجددة لما يؤمن به من أن الأوطان لا يمكن اختزالها ضمن رؤية واحدة. حدث ذلك في الأمس القريب.. ثار ضده الناس، وعلينا ان يبقى الدرس أمامنا ماثلاً واضحًا لا يغيب في اي اجراء او خطوة ونحن نؤسس طريق مصر بعد الثورة.