حزب الوفد الذي يؤمن بالديمقراطية القائمة علي أسس التعددية السياسية والفكرية واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة للمواطنين وتداول السلطة. ويؤمن حزب الوفد بالحرية الاقتصادية مع التأكيد علي العدالة الاجتماعية والقائمة علي حسن توزيع الدخل القومي وتقريب الفوارق بين الطبقات. حزب الوفد الذي يتمسك بأن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع وبالقيم الروحية التي أرستها الأديان السماوية جميعاً وبالوحدة الوطنية وبالمواطنة كأساس للحقوق والواجبات. حزب الوفد الذي يرفض العلمانية التي تنادي بفصل الدين عن الدولة ويرفض الدولة الدينية أي الثيوقراطية التي تنادي بسيطرة رجال الدين علي الدولة كما حدث في إيران. حزب الوفد الذي يؤمن بدور مصر الرائد في المجال العربي والإسلامي والإفريقي. هذا هو الوفد دائماً.. فقد كان للوفد السبق الأول كالعادة في مؤازرة شباب 25 يناير من أول لحظة بل من قبلها بأيام حيث انعقدت الاجتماعات وصممنا علي أن نكون أول المؤيدين لشباب 25 يناير دون السطو علي مجهودهم. كنا ندعمهم بالخبرة والمشورة ونقف من خلفهم بشباب الوفد الذي تواجد في الثورة منذ اليوم الأول. كنا حريصين علي عدم تشجيع أي من القوي السياسية لمحاولة السطو علي مجهودهم العبقري الذي أذهل العالم أجمع. لقد فعلها الشباب فجأة.. فعلوا ما لم نقدر علي فعله طوال الستين عاما الماضية فمنذ حركة الضباط في 1952 نعيش تحت وطأة الحكم العسكري الدكتاتوري، فإن ما حدث كان خارج كل السيناريوهات السياسية. إن للوفد والوفديين نصيبا وشرفا فيما يتشكل اليوم في الشارع المصري. لقد تمت أول انتخابات حزبية تحدث عنها القاصي والداني فكانت نموذجا اختار به الوفديون أن يسلم رئيس حزب دفة القيادة لرئيس آخر بعد انتخابات شفافة لطالما اشتاق لها المصريون طوال ستين عاما مضت. عاشوا لحظة تبادل سلطة سلمية حضارية أثار في نفوسهم الشوق إلي تبادل السلطة علي مستوي مصر فطالما عاشواً ستين عاماً بين الاستفتاءات والانتخابات الصورية المزورة ولا يتم تبادل سلطة لأي رئيس الا بالموت أو القتل أو الحبس. إن قرار الوفد بالانسحاب من انتخابات الإعادة 2010 أسقط ورقة التوت التي ظن النظام أنه قادر علي استخدامها عبر أهم وأعرق الأحزاب المصرية. إن حزب الوفد مر بسنوات عشر عجاف جمدت الدماء في عروقه وعروق الوفديين حتي جاء التغيير علي يد الوفديين الشرفاء مساء يوم 28 يناير 2010 بانتخاب رئيس جديد الذي ورث ارثا ثقيلاً حيث كان الحزب ولجانه في بعض المحافظات يغط في نوم عميق متعمد مما جعل الوفديين الشرفاء يعزفون عن الحضور أو المشاركة في مهزلة التوافق الأمني وجاء البدوي بعد الحاح شديد ليعيد ترتيب البيت من الداخل ويعود بالوفد إلي صدارة المشهد السياسي في مصر وحدث فعلا. إن الوفد هو بيت الأمة.. وهو الأكثر مصداقية ووسطية والأكثر التزاما بالوطن والمواطن البسيط فهو حزب الوطنية المصرية الذي يؤمن بالوحدة الوطنية والاقتصاد الحر والعدالة الاجتماعية. حزب الوفد الذي سيحقق المستقبل الأفضل لأبناء هذا الوطن معتمداً علي أصوله الثابتة وثوابته وتاريخه الحافل في ذاكرة الأمة المصرية منذ حوالي مائة عام. والوفد يتعرض لحرب شرسة يحاول فيها بعض التيارات الدينية والليبرالية الحد من تقدم الوفد ولكن الشعب المصري يعلم جيداً أن الوفد هو خلاص الوطن بعيداً عن الدولة الدينية وصراع الاديان الذي سيجعل من مصر أفغانستان أو صومال أو لبنان أخري. إن ما حدث في انتخابات المرحلة الأولي من تجاوزات من الأحزاب الدينية وكذلك توجهات الكنيسة مما جعلها انتخابات دينية وصراعا بين التيار الديني والأقباط مما دفع برجال التيار الديني أن يرهبوا بسطاء المسلمين ودفعوهم إلي التصويت لهم.. ولكن هذا ليس عدلا بل إنه تدليس ضد الدين الحنيف الذي يدعون أنهم حراسه فكيف يكونوا حراسا للدين ولا يلتزموان بتعليماته فالرشوة الانتخابية ضد ثوابت الدين وكذلك دفع المواطن لكي يدلي بصوته حسب توجيهات الاخوة والاخوات مستغلين جهل أو عدم معرفة المواطن بحقيقة المواقف.. حسبي الله ونعم الوكيل. ------ المنسق العام لحزب الوفد