حزب الوفد الذى يؤمن بالديمقراطية القائمة على أسس التعددية السياسية والفكرية واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة للمواطنين وتداول السلطة. يتمسك حزب الوفد بأن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسى للتشريع وبالقيم الروحية التي أرستها الأديان السماوية جميعاً وبالوحدة الوطنية وبالمواطنة كأساس للحقوق والواجبات. حزب الوفد الذي يرفض العلمانية التي تنادى بفصل الدين عن الدولة ويرفض الدولة المدنية أي الثيوقراطية التى تنادى بسيطرة رجال الدين علي الدولة كما حدث في إيران. الوفد كان ومازال يعيش مع نبض الشارع المصري متمسكاً بثوابته وسيظل الوفد مسيرة وطنية جامعة مستمرة وسيظل حزباً لكل المصريين ولا توجد أسرة فى مصر ليس لها تاريخ أو علاقة مع الوفد. الوفد عاد إلي الحياة السياسية عام 1977 بعد صدور قانون إلغاء الأحزاب على يد عبدالناصر ثم حدث الصدام مع السادات بعد أن أصدر قانون العزل السياسي بهدف تجميد قيادات الوفد وعلي رأسهم فؤاد سراج الدين وعبدالفتاح حسن وإبراهيم فرج. عاد الوفد بحكم قضائى في آخر عام 1983 ومنذ ذلك التاريخ حمل الوفد عبء المعارضة السياسية وكان أهم مطالبه تغيير الدستور وذلك في عز سطوة الرئيس المخلوع وبطش أجهزته. لذلك نحن نعتب علي شعب مصر لأن ثورته الشعبية الثانية تأخرت كثيراً رغم جهودنا ومعاركنا فى مواجهة النظام السابق علي مدار ربع قرن. جميع الوفديين يدركون بوضوح حجم المتغيرات التي شاهدتها مصر ما بين ثورتها الشعبية الأولي في عام 1919 وثورتها الشعبية الثانية في 2011 والتي كان الوفد في قلبها منذ اللحظة الأولى. يجب الإشارة هنا إلي أن الهيئة العليا للوفد أصدرت بياناً يوم 25 يناير الساعة السابعة مساء تندد بالأحداث وبأجهزة الأمن وممارستها الإجرامية ضد المتظاهرين، كما أن الوفد أعلن موقفه من الأحداث وعقد مؤتمراً صحفياً في الساعة الحادية عشرة مساء تضمن إصدار بيان دعا فيه رئيس الوفد إلي حل مجلس الشعب وتشكيل حكومة إنقاذ وطني وانتخاب لجنة تأسيسية لوضع دستور جديد وإدانة الاعتداءات علي المتظاهرين والمطالبة بمحاسبة المسئول عنها. وفي اليوم الثاني من فبراير أعلن السيد البدوي أن مبارك فقد شرعيته وعليه ترك منصبه فوراً!! فأين كان الآخرون. اتهم المغرضون الوفد بأنه يضم في قوائم ترشيحاته العديد من نواب الحزب الوطني المنحل وهذا اتهام ظالم ومبالغ فيه وكان هدفه الإساءة للوفد ولشعبيته ولدوره خلال الثورة. الوفد أكد أكثر من مرة وبشفافية كاملة قبل إعلان القوائم أنه لدينا خمسة مرشحين من أعضاء الحزب الوطني وبعضهم كان يخوض الانتخابات مستقلاً، وخاضها في الفترة الأخيرة علي قوائم الوطني إلا أنهم رغم شعبيتهم الكبيرة كان يتم تزويرها ضدهم. الوفد حزب عريق، حزب مؤسسات وليس حزب أفراد، وبذلك تكون الترشيحات قد جاءت من القاعدة إلي القمة أي من لجان الأقسام والمراكز إلي التنظيمات الأعلى وترشيحات اللجان كانت قائمة علي معايير أهمها الشعبية وحسن السمعة. مع ذلك حدث خلاف كبير داخل الوفد وتنظيماته المختلفة بسبب هذه الترشيحات المحدودة التي كانت كما ذكرت سابقاً خمسة أعضاء وقمنا بالإعلان عنهم في مؤتمر صحفي يوم إعلان القوائم وذلك بعكس باقي الأحزاب والتيارات التي تضمنت فلول الوطني ولم تعلن عنها. أحب أن أوضح أن الفكرة الرئيسية للتحالف الديمقراطي جاءت في أعقاب الاستفتاء علي التعديلات الدستورية وخطورة ما حملته نتائجه من انقسام يهدد وحدة المصريين، لذلك كانت فكرة الوفد هى تجنب مصر مخاطر هذا الانقسام الطائفي السياسي وأن نخلق تياراً وطنياً جامعاً يعمل من أجل تحقيق أهداف الثورة ويرسخ القيم الديمقراطية ويكفل التحول الديمقراطي ويؤمن الحياة الاقتصادية للمصريين ويكفل استمرار جذب الاستثمارات والسياحة واستقرار البورصة وسعر الدولار. وبالتالي طرحنا فكرة التحالف الديمقراطي كتحالف سياسي وليس تحالفا انتخابيا وبالفعل خرجنا بالوثيقة الخاصة بالتحالف التي وقّع عليها 43 حزباً بما في ذلك التجمع والناصري، بل إن الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة حضر اجتماع التحالف وناقش الوثيقة وكان مقتنعاً بها تماماً وأن هذا التحالف الشامل هو طوق النجاة لمصر، كما أنه تم بذل محاولات مع نجيب ساويرس لضم حزب المصريين الأحرار ولكنه رفض لأسباب غير واضحة. لذلك دخلنا التحالف لأننا كنا أصحاب فكرته في هذا الإطار، أما لماذا خرجنا لأنه وكما قلت لم يكن تحالفاً انتخابياً بدليل أن حزب النور كان عضوا بالتحالف خرج منه لأسباب مختلفة، كذلك حزب التجمع.. ومع ذلك استمر حزب الكرامة وغد الثورة لأن من وجهة نظرنا التحالف السياسي كان مهما لصالح مصر وأنتج الوثيقة التي وقع عليها الجميع بينما التحالف الانتخابي ليس ضرورة لصعوباته عملياً، هذا ما أسفرت عنه المرحلة الأولي للانتخابات بالتقسيم الطائفي لمصر. إن الوفد يعتبر نفسه خارجاً عن هذه الحملة الغاشمة ولا تعنيه من قريب أو بعيد لأن الوفد هو حزب الوطنية المصرية الجامعة التي ضمت ومازالت تضم جميع أطياف المجتمع وعبر تاريخه كان به شيوخ الأزهر وطلبته والأقباط بجميع طوائفه لأنه يمثل الوسطية المصرية وفي القلب منها وسطية الإسلام وتسامحه وكان صوت العقل في مواجهة التعصب الديني الإسلامي والمسيحي، فالإسلام للمصريين المسلمين هو دينهم وللأقباط هو جزء من حضارتهم وثقافتهم والوحدة الوطنية هي أساس أي استقرار وأى تنمية وأي تقدم. الوفد يري أن العمل السياسي تحول إلي صراع ديني يدخلنا إلي دهاليز الصراعات والخلافات حتي تضيع مصر ويضيع الشعب المصري. حزبا الحرية والعدالة والنور يقدمان رشاوي انتخابية للبسطاء والفقراء وهل هذا من أصول الدين وثوابته. إن مستوي الصرف علي العملية الانتخابية من الأحزاب المذكورة فاق حد القانون، فمن أين هذه الملايين التي تهدر علي دعايات انتخابية مخالفة لما حددته اللجنة العليا للانتخابات ورائحة التمويل الخارجي زكمت الأنوف. هناك تجاوزات في اللجان من عدم وجود أوراق التصويت بالعدد المطلوب ويوجد غيرها غير مختوم وظلت بعض اللجان مغلقة لساعات متأخرة لتأخر القضاة أو عدم وصول أوراق التصويت. في عدد غير قليل من اللجان عثر علي أوراق التصويت ملقاة في دورات المياه وتحت السلالم. إن الوفد يعتمد علي تاريخه السياسي وبرنامجه الانتخابي الذي وضعه خبراء اللجان النوعية ووزراء الحكومة الموازية لحزب الوفد التي تضم مجموعة من خيرة علماء مصر بحيث تدرس مشاكل مصر والمصريين وتصنع الحلول المناسبة. عزيزي القارئ إن مستقبل مصر مرهون نجاحه وتفوقه باختيارك لمن عنده القدرة والخبرة السياسية والاقتصادية ومن يتمتع بالوسطية والمقدرة علي الحفاظ علي الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي. ----------- المنسق العام لحزب الوفد