وتعجز الكلمات ، كيف أرثيك ياسيدى ، يامن سكنت دوائر الأحداق ، يقطر القلب دما حزنا لفراقك أيها الحبيب ، ياابتسام الشمس ، كنت لنا الظل الظليل ، كم نهلت من أخلاقك السمحاء مايروى الأديب ، وحديثك العذب الذى من رقة فيه يذوب ، كم كنت معطاء غزير العلم ، فملكت القلوب يانجمة فى سماء مصر ، كل يوم تزداد بريقا فتشع وتلمع ، ياحضارة وثقافة وشتى ضروب العلم قديمة وحديثة فيك تجتمع ، حتى غدوت للعالم منارة يقتبسون الضياء ونهجك يتبع ، صار اسمك علما عند ذكره الكل يرهف الإحساس يستمع ، ياشراع المجد وفخر الوطن ، يامنار المعرفة ، شهد الكون شماله وجنوبه أنك غدوت بالكون ثامن أعجوبه أنت نبع من كف الرحمة الإلهية ، قصيدة الخلود ولحن قدسى النغمات ، إسم الجهير يعبق بالأصالة ياصرح القداسة ، قدت الكنيسة بالمحبة والهدى، فى حب مصر بلغت مايهوى العلا منها ، فإذا خطبت فحانيا ومؤثرا وتشع من كلماتك الأضواء ، قاموس المعانى الوطنية من الألف الى الياء ، كم داوت أصابعك الجراح ومن تجديل شجر السمر كى نتكئ ، كنت ملاذا يقينا الهجير ، ينساب نهر المحبة من نبعك المستعذب ، كم رسمنا بك الفجر لتبدد ظلمة أيامنا ، فى بحورنا المتلاطمة شاطئا ومنارة ، أنت لمصرنا وللعرب درة نادرة الوجود ، أب روحى للإنسانية جمعاء . إلتقيت قداسة البابا شنوده عدة مرات ، كان أهمها يوم قررت أن أهديه قصيدة عمودية وتقديرا لمكانته السامقة ، أهديتها بإطار فخم يليق بقداسته، فى الميعاد بالكاتدرائية المرقسية ، أنتظرت اللقاء وكلى شوق وخوف ، وحينما استقبلنى واقتربت منه أقبّل يديه لنوال البركة ، قال : أقرأ القصيدة أولا ........ إنتظرى وانتظرت حتى انتهى من قراءتها ، لتعلو البسمة وجهه ، فاطمئن قلبى أنها نالت رضاه ، ثم أردف قصيدة موزونة ، أسعدنى الإطراء والقبول ، إذن يمكننى أن أسلم الآن ، وحرصت على التقاط بعض الصور التذكارية التى مازالت تضئ أرجاء بيتى ، ثم أعطى تعليماته بتعليق القصيدة فى مقره ليقرأها الجميع كان أديبا وشاعرا عذبا ، الكل اجتمع على محبته مسلمين وأقباط ، فقدانه خسارة فادحة للأمة المصرية ، البابا شنوده قيمة وطنية وقومية عقل وحكمة وانتماء ، رفض التطبيع مع العدو الصهيونى واتخذ قرار المقاطعة فى موقف مشرف ، رفض الذهاب الى القدس ، إلا بعد تحريرها وعودة كامل تراب الأرض المحتلة الى الفلسطينين ، منع المسيحيون من الحج الى الأراضى المقدسة إلا يد بيد اخوانهم المسلمين ، فنال احترام المخلصين والشرفاء فاستحق أن يلقّب " بابا العرب " كم داهمت مصرنا العديد من التحديات ، فكان صمام الأمان من عصف الفتن الطائفية ، يعلى مصر فوق الجميع ، كم امتص غضب من يهاجمونه بابتسامته المعهودة قداسة الحبر الجليل البابا شنوده .....لم يعد هناك مزيد من القول عنك وفيك ...أعذرنى ياسيدى إن عجزت كلماتى أن تكون وفاء