تحولت ظاهرة فوضى الدراجات النارية فى مدينة دمياط إلى كابوس مرعب يهدد حياة الأهالى لدرجة جعلتهم يطلقون عليها اسم نعوش الموت لما تسببه من حوادث مرعبة جراء عمليات السرقة والتحرش بالنساء التى يقوم بها سائقو هذه الدراجات من الصبية والمسجلين، ونظرًا لتزايد ضحايا هذه الموتوسيكلات خصص مستشفى دمياط التخصصى والوحدات الصحية بكفر سعد والزرقا عنبرًا خاصًا لهم يعرف باسم العنبر الصينى، وذلك بسبب أن معظم هذه الدراجات النارية صناعة صينية والذى يقترب سعرها بداية من 5 آلاف جنيه، حيث يقوم الأطفال الذين لم تتعد أعمارهم الحادية عشرة بقيادة هذه الدراجات التى لا تحمل لوحات معدنية بسرعات عالية. كما يستغلونها فى عمليات التحرش والسرقة، حيث يوجد بدمياط حوالى 85 ألف دراجة بخارية، بالإضافة إلى كارثة حقيقية تشهدها محافظة دمياط بسبب الطرق التى تحولت ل«عزرائيل الموت» بالنسبة للمواطنين، حيث لا يمر يوم إلا ويسقط العديد من الضحايا ما بين مصابين ومتوفين. يقول فتحى أبو النجا، مقاول: تهالك طريق ترعة السلام حيث تحوّل إلى شبح يهدد كل من يمر به من السائقين والركاب، وقبل أيام وقع حادث أليم عليه، أسفر عن وفاة 4 أشخاص وإصابة 7 آخرين، بعدما سقطت سيارة فى الترعة، يأتى ذلك بعد مرور أربعة أيام على حادث آخر شهده الطريق ذاته، أسفر عن وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة 12 آخرين، وأكد أن هذا الطريق يخدم أهالى المنزلة والجمالية والمطرية بمحافظة الدقهلية، بالإضافة إلى قرى مركز دمياط، كما أنه طريق تجارى يجب الاهتمام به، وأضاف طالبنا فى أوقات كثيرة من الدكتور إسماعيل عبدالحميد طه محافظ دمياط برصفه وإعادة تمهيده، دون جدوى، حيث تشير إحصائيات حوادث الطرق فى دمياط خلال العام 2017 إلى سقوط أكثر من 70 قتيلاً وإصابة 1678 شخصاً، ناشد أهالى محافظة دمياط اللواء إيهاب خيرت تكثيف الحملات المرورية لمواجهة مسيرات ومواكب زفة الأفراح التى تكثر بها الدرجات النارية التى لا توجد بها لوحات معدنية وتعمل على زيادة الحوادث بالطرق غير المجهزة. وأشار «أبو النجا» إلى أن الطريق الحربى بمدينة دمياط والذى لا يبعد سوى عدة أمتار عن مديرية أمن دمياط مهزلة بكل المقاييس فى الفترات المسائية بسبب زحام وتكدس السيارات والدراجات البخارية، وأضاف أن الطريق الدولى المار أمام قرية الركابية شهد وقوع ثلاثة حوادث خلال أسبوعين، كان آخرها حادث تصادم سيارتين، ما أدى إلى وفاة شخصين بينهما أمين شرطة بمديرية أمن دمياط وإصابة 3 آخرين، وقبلها انقلبت سيارة أجرة تحمل 7 ركاب بعد أن اختلت عجلة القيادة فى يد السائق، ما أدى إلى إصابتهم جميعًا وجرى نقلهم إلى مستشفى الأزهر الجامعى بمدينة دمياط الجديدة. وأوضح محمد غنيم، مهندس مدنى، أن إهمال مسئولى الوحدات المحلية وراء وقوع العشرات من الحوادث المتتالية بسبب تهالك الطرق وكثرة النقر والحفر ما يؤدى إلى كوارث، وتابع: المسئولون عندنا بيهتموا بترقيع الحفر وإصلاحها، لكن الطرق المهمة زى الساحلى والدولى مفيش أى اهتمام، وتلاقى حفرة نص متر ومفيش حد مهتم بيها. وطالب «غنيم» المحافظ بمواجهة الدراجات النارية الصينى المخالفة، وعدم السماح للأطفال بقيادتها، مؤكدًا أن هناك سباقات أسبوعية تقام فى منطقتى الشهابية ومدخل رأس البر للمنافسة على لقب الأسرع، ما يؤدى إلى وقوع حوادث عديدة فى كثير من الأحيان، وهو ما يثير الفزع والذعر بين الأهالى. ويرى مصطفى فعص، محام، أحد أهالى فارسكور، سوء حالة الطرق بدمياط لانعدام الصيانة والنظافة وعدم وجود إنارة ليلاً فى العديد منها وتهالك البعض الآخر من أعمدة الإنارة، دون صيانة، علاوة على المطبات، ورفع مخلفات الترع والمصارف من الجهات المختصة وإلقاؤها على جانبى الطريق دون التخلص الآمن لها، بالإضافة إلى غلق الشباب الطرق الرئيسية لساعات فى الأفراح وقيامهم بالرقص وعمل عروض بالسيارات والدراجات البخارية أسفر عن كوارث وحوادث مرورية كثيرة. وطالب «فعص» بصيانة وتأهيل الطرق الرئيسية بالقرى والمدن والتى تشهد ازدحاماً مرورياً، والرقابة على المواقف، وخاصة موقف فارسكور والزرقا، لاستغلال السائقين المواطنين ورفع الأجرة أكثر من الأجرة المقررة، وفرض عقوبات رادعة تجرم وتمنع الاستعراضات بالسيارات والدراجات البخارية على الطرق. وقال مصدر طبى بمديرية الصحة بدمياط، رفض ذكر اسمه خوفاً من بطش الدكتور رمضان الخطيب وكيل الوزارة بدمياط فى تصريح ل«الوفد» إن حوادث الطرق أسفرت عن سقوط نحو 1500 مصاب ووفاة ما يزيد على 100 شخص خلال الشهرين الماضيين فقط، وفى ذات السياق كلف اللواء إيهاب خيرت مدير أمن دمياط إدارة مرور دمياط بتكثيف الحملات على سيارات الزفة، وسحب تراخيص جميع السيارات المخالفة وتحرير محاضر المخالفات للسيارات التى تعطل حركة المرور، حيث أكد ل«الوفد» أنه منذ مجيئه لدمياط من 3 أشهر فقط تم ضبط 3978 دراجة بخارية مخالفة وتم التحفظ عليها بمخازن مرور دمياط، وأصدر تعليماته للعميد حازم راتب مدير إدارة المرور بدمياط بتنظيم حملة مرورية مكبرة لمتابعة مدى التزام سائقى التاكسيات بتشغيل العداد الخاص بتعريفة الركوب، وكذلك تطبيق التسعيرة المقررة، وتشديد الرقابة المرورية على سائقى سيارات التاكسى، بالإضافة إلى تنفيذ حملة مرورية لمتابعة الموتوسيكلات خاصة حول المدارس، وفى فترات بداية ونهاية اليوم الدراسى بما يحقق بيئة آمنة للطلاب.