حوار: ممدوح دسوقي - تصوير - محمد فوزى زيارة «بوتين» إلى مصر فى التوقيت المناسب لإصلاح العلاقات بين الدولتين الاستثمار الروسى فى محور قناة السويس سيعيد النظر فى استحداث مشروعات الحديد والصلب والسد العالى والفوسفات موسكو تساعد القاهرة فى مواجهة الإرهاب بأجهزة الرصد والتصوير الفضائى أمريكا تملك الكثير من أوراق اللعبة السياسية لفلسطين وإسرائيل حادث طائرة شرم الشيخ عطل كل شىء لا مخاوف من المنافسة بين مصر وروسيا فى مجال الغاز «ترامب» يتعامل مع العرب بالهيمنة والغطرسة الأمريكية الجديدة الرئيس الروسى أعلن أن القرار الأمريكى لا يترتب عليه نتائج قانونية خاصة بالقدس أكد السفير نبيل العرابى، سفير مصر الأسبق فى روسيا وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن مصر وروسيا تسعيان لإحياء واستمرارية العلاقات بين القاهرةوموسكو وأن زيارة «بوتين» فى هذا التوقيت المناسب لإصلاح العلاقات بين الدولتين. وأشار «العرابى» إلى أن الاستثمار الروسى فى محور قناة السويس سيساعد الاستثمار المصرى فى التنمية وسيعيد النظر فى استحداث مشروعات السد العالى والحديد والصلب، مشيراً إلى أن روسيا تساعد مصر فى مواجهة الإرهاب بالأسلحة وأجهزة الرصد والتصوير الفضائى. وأضاف أن إعلان «بوتين» أن القرار الأمريكى لا يترتب عليه أى نتائج قانونية على القدس يؤكد أن روسيا تساند القضايا العربية. مضيفاً أن أمريكا ما زالت تملك الكثير من أوراق اللعبة السياسية بين فلسطين وإسرائيل، و«ترامب» يتعامل مع العرب بالهيمنة والغطرسة الأمريكية الجديدة. ما النتائج السياسية لزيارة الرئيس بوتين إلى القاهرة؟ - زيارة «بوتين» إلى القاهرة جاءت فى التوقيت المناسب لأن السياسة الخارجية المصرية حققت نوعاً من التوازن فى علاقاتها الخارجية، بعد أن كانت فترة ما قبل الزيارة كانت العلاقات هادئة بين مصر وروسيا وكان لابد من إحياء هذه العلاقة التى كانت بدأت بوادر لإحداث نوع من الاستمرارية فى العلاقات بين البلدين.. حيث كانت علاقتنا مع أمريكا مستمرة دون علاقات واضحة مع روسيا إلى أن تمت زيارة وزيرى الدفاع والخارجية الروسيين إلى مصر ولم ينتج عنها شىء محدد غير أن التعبير من الجانب الروسى هو إحياء واستمرارية العلاقات بين القاهرةوموسكو. ألم تأت هذه الزيارة رداً على زيارة ترامب لدول الخليج؟ - فى مجلس الشئون الخارجية كنا نبحث نتائج زيارة «ترامب» إلى دول الخليج وقلت أين علاقتنا مع روسيا لإحداث نوع من التوازن بين مصر وأمريكا وبصفة عامة بين دول العالم لصالح الأمن القومى، وهذا ما وصل إلى مكتب وزير الخارجية الذى قام برد فعل جيد، وخلال أيام سافر إلى موسكو لإحياء وتأكيد التواصل فى العلاقات بين مصر وروسيا. بعد 30 يونية كانت العلاقات المصرية - الروسية فى أوج قمتها فما سبب هذا الهدوء؟ - حادثة انفجار الطائرة الروسية كانت نقطة تحول كبيرة فى العلاقات بين البلدين استمرت سنتين، وكنا نحاول التهدئة وكشف الحقائق لإعادة العلاقات التى كانت قوية والتى بدأت بزيارة المشير «السيسى» كوزير دفاع للكرملين ثم كرئيس جمهورية، ولكن الحادثة تسببت فى إيقاف الطيران الروسى بين القاهرةوموسكو وفى هذه الفترة أصبحت علاقاتنا هادئة مع أمريكا ولكنها برزت على أنها علاقات جيدة وقوية فى مقابل علاقتنا الضعيفة مع موسكو، وزيارة «بوتين» إلى القاهرة هى إعادة لإصلاح الأوضاع فى العلاقات بين البلدين. وما النتائج الاقتصادية لهذه الزيارة؟ - هذه الزيارة نقطة تحول فارقة لأنها أكدت على المصالح التاريخية الملحة والتى لا غنى عنها بين القاهرة وبين موسكو فى ظل علاقتهما الطويلة والعميقة والتى لابد أن تعود إلى مجراها الطبيعى والقوى بين البلدين، وروسيا دولة كبرى وعريقة ولها تأثير فى المجتمع الدولى مهما كانت ظروفها التى حدثت لها فى التسعينيات إلا أن «بوتين» أضاف إليها نوعاً من القوة والنشاط الذى لا يمكن إنكاره، وهذا ما ظهر بصفة خاصة فى توقيع مشروع محطة الضبعة النووية، ولم يمر أسبوع إلا أن تم توقيع عودة الطيران الروسى المصرى تمهيداً لعودة السياحة الروسية إلى مصر. ما طبيعة استثمارات روسيا فى المنطقة الصناعية لمحور قناة السويس؟ - أثناء زيارة «بوتين» إلى مصر أشاروا إلى المنطقة الاقتصادية فى محور قناة السويس التى ستكون على مساحة تسمح بإنشاء صناعات متقدمة روسية فى المنطقة وهذا سيحتاج أيادى عاملة مصرية، وأتمنى علاقتنا فى الصناعات قد تكون فى حاجة إليها، وتستخدم للاستهلاك المحلى والتصدير لروسيا ووسط آسيا وأفريقيا وستصبح منطقة حية تساعد الاستثمار المصرى فى التنمية، ثم إعادة النظر فى المشاريع القديمة مثل السد العالى والحديد والصلب والفوسفات لتحديثها. ما تداعيات التقارب الروسى على المشهد الإقليمى بعد قرار «ترامب» الخاص بالقدس؟ - توقيت الزيارة دون إعلان خطوط عريضة فى الصحف والإعلام عنها، خاصة بعد قرار «ترامب» بتوصيف القدس عاصمة لإسرائيل، مع أن الزيارة لم تضغط على هذا القرار إلا أنها حفظت الأثر الذى كان أقوى من الإعلان عنها، وأكدت أن روسيا موجودة فى المنطقة، ولها حضور قوى فى سوريا وحققت مواقف قوية تجاه التدخلات الأمريكية وغيرها فى سوريا، إذن هى قوة فاعلة فى العالم، وجاءت بعد أن أعلن «بوتين» من روسيا أن القرار الأمريكى لن يترتب عليه أى نتائج قانونية على القدس ولن يعترف بأى ترتيبات تقوم على هذا القرار بأى سبب من الأسباب. لأول مرة منذ سنوات نجد العالم يؤيد الحق الفلسطينى ضد أمريكا.. هل يمكن لترامب الخروج من هذا المأزق؟ - نعم.. العالم كله لم يوافق على قرار «ترامب» حتى حلفاء أمريكا فى أوروبا، وفى بروكسل مقر الاتحاد الأوروبى حدث خلاف شديد جداً حول زيارة «نتنياهو» الذى كان غريباً أن يزور أوروبا فى هذا التوقيت، لأنهم لم يوافقوا على القرار لدرجة أن ملك السويد ارتدى الكوفية الفلسطينية وظهر للشعب السويدى بها، وكل الدول أحجمت عن قبول هذا القرار الانفرادى، ولهذا على «ترامب» أن يحفظ ماء وجهه وكان لابد أن يقدم التوازن ما بين قراره وبين ما سيكون من وضع بالنسبة للشعب الفلسطينى فى ضوء القرارات الدولية التى وافق عليها العالم، بأن وجود إسرائيل فى الضفة هو احتلال، ويتذكر «أيزنهاور» الذى قال: إذا اعترفنا بالأوضاع نتيجة الاحتلال سنكون فقدنا العدالة والشرعية الدولية، لكن «ترامب» يتعامل بالغطرسة والهيمنة الأمريكية التى ظهرت الآن. وأين الدور العربى من خلال الجامعة العربية؟ - «أحمد أبوالغيط» أمين عام الجامعة العربية اقترح مناشدة دول العالم التى لم تعترف حتى الآن بدولة فلسطين أن تسارع للاعتراف بها كدولة مستقلة إلى جانب الدولة الإسرائيلية، خاصة أن العالم تحرك لإيجاد حل لهذا المأزق ولابد لترامب إذا كان على رأس دولة كبرى أن يقدم توازناً مطلوباً للخروج من هذه الأزمة ليحقق الشعب الفلسطينى الحياة المستقلة والحرة، وأن يباشر أحقيته وحقوقه حول هذه المقدسات. هل يوجد تعاون مصرى - روسى لمحاربة الإرهاب بحصول مصر على أسلحة وذخيرة وتصوير فضائي؟ - نعم.. هذا يتم ولسبب أن مصر فى أمس الحاجة إلى تقنيات معينة لمحاربة الإرهاب ألا وهو الحصول على أحدث المعدات للرصد والمتابعة للإرهابيين والعدسات الخاصة الليلية والتصوير الفضائى للتصدى لجماعات الإرهاب ولابد أن تحصل من روسيا أو من غيرها على هذه الأدوات المهمة. ما ردود الأفعال الإقليمية والدولية لزيارة بوتين إلى القاهرة؟ - لم أرَ أى ردود فعل سلبية تجاه هذه الزيارة سواء إقليمية أو دولية، بل الكل أجمع أن وجود روسيا بجانب مصر والعرب فى موقفهم شىء إيجابى ولابد من استثماره وتطويره لإحداث العديد من الخطوات الإيجابية فى المستقبل، وهذا ما حدث بعد 30 يونية بإعادة التوازن فى علاقات مصر الخارجية، ولولا سقوط الطائرة الروسية لكان الوضع أصبح أفضل من السنتين السابقتين لهذه الزيارة. وما مدى التوافق المصرى الروسى حول ليبيا؟ - ليبيا دولة على حدود مصر الغربية المباشرة ومصر تسعى لمحاولة التهدئة على الحدود حفاظاً على الأمن القومى، ثم إن ليبيا شعب عربى شقيق ومجاور لمصر، ويعانى الانقسامات الداخلية بين تيارات مختلفة، وليس فى صالح مصر أن تترك هذه الانقسامات دون مساعدة، ثم أن تدخل مصر دائماً ما يكون فى صالح تقارب وجهات النظر فى ليبيا حتى يوحدوا موقفهم من حكومة واحدة وبرلمان واحد ورئاسة واحدة وجيش وطنى واحد حفاظاً على هوية الدولة الوطنية المجاورة لنا، وبالطبع روسيا تعرف ذلك، ويهمها استقرار الأوضاع فى مصر. وماذا عن التقارب فى وجهات النظر حول سوريا؟ - لولا تدخل روسيا فى سوريا لكانت سوريا فى خطر أكبر من هذا، وموقفها وتدخلها العسكرى تجاه عصابات الإرهاب كان له أثر كبير فى حصر هذه العمليات ضد الدولة السورية وهذا ما يهم مصر بالدرجة الأولى وهو الحفاظ على سوريا فى هذه المنطقة كقوة عربية. لكن البعض يرى أن روسيا فشلت فى سوريا؟ - لا.. روسيا لم تفشل فى سوريا بل المباحثات طالت بسبب الخلافات بين المعارضة وبين السلطة وحتى الآن لم يتغلبا عليها، ويبدو أن هذا يحتاج إلى وقت طويل، ولو انتظرت روسيا مباحثات جنيف فقط ستطول الفترة ولكن روسيا بتقديمها «سوتشى» وكازاخستان تقدم نوعاً من المساعدة لجمع شمل الجماعات المعارضة والحكومة السورية حتى لا يضيع الوقت فى الانتظار لعل وعسى عندما يذهبان إلى جنيف تكون الأذهان مهيأة لقبول الحلول المرضية. هل من الممكن أن تنقل روسيا قواتها العسكرية من سوريا إلى ليبيا بعد سحب جزء منها فى سوريا؟ «بوتين» سحب قواته من سوريا بعد أن رأى أن الأزمة السورية قاربت على الانتهاء، وليس هناك داعٍ لوجود مثل هذه القوات الكبيرة تجاه الجماعات الإرهابية، فأراد أن يحصر تواجده فى أماكن محددة فى سوريا تمهيداً لإحلال السلام ونجاح المباحثات السياسية بين الفصائل المختلفة، وحتى يطمئن الشعب الروسى أنه سيعود بهم إلى أقاربهم ويعطيهم ثقة، خاصة أنه مقدم على انتخابات رئاسية فى مارس 2018، أما إرسال قوات روسية إلى ليبيا فهذا موضوع آخر لأنه إذا رأى تدخلات أخرى فى الغرب فى ليبيا فلماذا لا يكون لروسيا وجود كما حدث فى سوريا تماماً، مع أننا نتمنى ألا تكون هذه التدخلات عنصراً استفزازياً للآخرين حتى يستمروا فى المواجهة، رغم أن التدخل الروسى فى ليبيا لو حدث سيكون عنصراً ممهداً ومشجعاً للحلول السلمية. كيف يوجد دور للروس فى القضية الفسطينية وكان لهم دور كبير فى تهجير اليهود إلى فلسطين؟ - حالياً لم يعد هناك موجات هجرة كبيرة من روسيا، بل إن الهجرات الأكبر إلى فلسطين كانت من أوكرانيا وبولندا ورومانيا، وهذه الموجات، قلت كثيراً، ولكن حل المشكلة الفلسطينية للأسف مع أمريكا التى لها الثقل الأكبر من أى دولة أخرى لطبيعة علاقتها مع إسرائيل وإعلانها المسبق أنها تحمى إسرائيل قلباً وقالباً. إذاً أمريكا ما زال لديها 99٪ من أوراق اللعبة السياسية؟ - نعم.. أمريكا ما زال لديها الكثير من حل القضية الفلسطينية الإسرائيلية، ولكن هذا لن يثنى العالم كله بالتسليم بالقدس عاصمة لإسرائيل بل رفض القرار وظهر موقف روسيا من قرار «ترامب» مشجعاً وواضحاً ومسانداً للشعب الفلسطينى فى استعادة حقوقه فى القدس. انقطاع الطيران المصرى عن روسيا حدث للمرة الثانية، فماذا عن الانقطاع الأول؟ - بالفعل.. وعندما سافرت فى 1992 لأقدم أوراق اعتمادى كسفير فى روسيا فوجئت أنى أسافر على طائرة روسية والخدمة كانت سيئة جداً، مع أن الدبلوماسى المصرى بصفة عامة يسافر على طائرة مصر للطيران، فسألت أين الطائرة المصرية فقيل إنها متوقفة منذ عام 1972 عندما استغنى الرئيس السادات عن خدمات الخبراء الروس، بل قطع خط الطيران المصرى إلى روسيا، وظل 4 طائرات روسية تعمل فى رحلات أسبوعية إلى القاهرة دون مقابل من مصر للطيران، وهذا كان غير عادل وبه غيبة من الجانب المصرى. وهل كان لكم دور فى عودة الطيران المصرى إلى روسيا؟ - نعم.. وأول خطاب أرسله من موسكو كان إلى الفريق «فهيم ريان» رئيس شركة مصر للطيران، وقلت نبحث اقتصاديات إعادة تسيير خط مصر للطيران من القاهرة إلى موسكو، والحقيقة يبدو أن «ريان» كان منتظر الخطاب للتفكير فى الأمر لأنه حصل على الموافقة من الرئاسة فى ذلك الوقت وحشد قوة فنية كبيرة متمثلة فى وفود من فيينا، ولندن، ومصر، وظللنا شهوراً نبحث الموضوع وعلاقتنا مع الجانب الروسى، وأرسلت مصر أول طائرة وكانت صغيرة استمرت أسبوعين وكان متميزة فى خدماتها عن الطيران الروسى، ثم أصبحت كاملة العدد فطلبنا طائرة أخرى تحمل 200 فرد ثم أقبل السائح الروسى على طائرات مصر للطيران واحتاج الأمر إلى أنهم أرسلوا طائرات الأيرباص المصرية وأصبحوا 4 طائرات من القاهرة إلى موسكو. لكن كيف تم تنشيط السياحة الروسية إلى مصر؟ - كنت حريصاً على حضور المؤتمرات السياحية فى روسيا، وكان يحضرها رجال أعمال السياحة فى مصر ووجدت الإقبال السياحى فى ازدياد مع عدم وجود مكتب سياحى مصرى فى روسيا فطلبت افتتاح مكتب سياحى، وبالفعل تجاوبت القاهرة وأرسلوا الدكتور «سيد نوفل» الخبير السياحى، وكان شخصاً ممتازاً فى عمله حيث تعلم فى موسكو ويجيد اللغة الروسية ومتزوج من روسية ويحمل كل المؤهلات التى تؤهله لشغل هذا المنصب، وبالفعل بذلنا جهوداً جبارة للإعلان عن عودة السياحة الروسية إلى مصر، وتمت الدعاية عن سياحة الأهرام وأبو الهول والمراكز السياحية فى شرم الشيخوالغردقة، وبدأت السياحة الروسية بمنح 15 ألف فيزا للسياح الروس إلى أن أصبحت 160 ألف فيزا فى السنة، مع أن العلاقات المصرية - الروسية كانت فى منتهى الهدوء من جانب الروس تأثراً بقرار «السادات» بالاستغناء عن الخبراء الروس، وهذه الواقعة كانت مؤثرة ومهيمنة على تفكيرهم بشكل كبير خاصة أنهم لا ينسون بسهولة، وانهالت حركة السياحة الروسية. البعض يقلل من أهمية السائح الروسى بحجة أنه لا ينفق ويحضر بطعامه وشرابه؟ - هذا غير حقيقى، مثلاً فى عام 2010 وصل عدد السياح الروس إلى مصر 3 ملايين سائح، وهو رقم أكبر من السياح الإيطاليين والألمان والإنجليز، وكان يشكل ثلث السياحة لمصر بل وفر فى ذلك العام من 2.5 إلى 3 مليارات دولار فقط من دخل السياحة الروسية لمصر، ثم قامت ثورة 25 يناير فعطلت السياحة بشكل عام إلى أن قامت حادثة الطائرة الروسية وعطلت كل شىء، ثم إننا نسعى بعد قرار عودة السياحة الروسية إلى عودة الطائرات الشارتر لأنها مهمة جداً، حيث تأنى مباشرة إلى الغردقةوشرم الشيخ. ما هى تحديات مصر الخارجية للسياسة الخارجية؟ - التحديات دائماً تبدأ من قوتنا الذاتية بإنتاج جيد يستطيع المنافسة الخارجية، وبقوة علاقتنا التجارية والاقتصادية مع دول العالم، واصطفاف وطنى فى الداخل حول الأهداف المشتركة، وإذا حققنا هذا الوضع سنواجه أى تحديات وننهى عليها ونقف الند للند مع أى دولة فى العالم طالما لدينا عناصر داخلية قوية من القوى البشرية. هذه القوى البشرية العاطلة أليست تحدياً فى الداخل؟ - نعم.. والمفترض ألا تكون عبئاً على مصر والأخوة الهنود قالوا لى إنهم عجزوا عن مواجهة زيادة النسل، ثم وجدوا الحل الأمثل فى الاستفادة من هذه الزيارة لدفع المجتمع الهندى للوقوف على التنمية، وهذه التجربة يمكن الاستفادة منها. وما حدود الأمن القومى المصري؟ - حدود الأمن القومى ليست حدوداً جغرافية وسياسية فقط، بل لابد من التوسع لمعرفة البحر الأحمر، حتى باب المندب، وحدودنا تمتد إلى السودان وجنوب أفريقيا، وأيضاً ليبيا حدود أمن قومى، والبحر المتوسط يربطنا بأوروبا ولا يفصلنا عنها، وعلاقتنا قوية مع أوروبا لأنهم يتفهمون مواقفنا أكثر من غيرهم لعلاقتنا التاريخية بهم، ولذلك قوة مصر مهمة فى تحديد الأمن القومى المصرى والعلاقات السريعة التى نراها بين مصر واليونان وقبرص تشكل أهمية كبرى لحدودنا الشمالية. هل التقارب المصرى - اليونانى - القبرصى يؤثر على أن تظل روسيا مفتاح الغاز إلى أوروبا؟ - لا.. لأن الغاز لن يعطل شيئاً من هذه العلاقات، لأن الغاز فى العالم محدود والعالم يستوعب أكثر من الغاز المصرى والروسى بكثير، والبترول والغاز الروسى مورد أساسى لأوروبا ولا وجود لأى منافسة أو تخوف منها بين مصر وروسيا فى هذا المجال.