خليل: الرؤى المصرية والروسية متوافقة حول الملف الفلسطينى جاءت زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى القاهرة فى وقت عصيب تموج فيه المنطقة بالعديد من الصراعات والملفات الشائكة التى تحتاج إلى إقامة حلف قوى لحسمها، خاصة بعد إع ان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بأن القدس عاصمة لإسرائيل. د. مصطفى خليل عضو مجلس الأعمال المصرى الروسى، قال إن زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، لها دلالات اقتصادية وسياسية مهمة فى هذا التوقيت الحرج الذى تمر به منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيونى. وأوضح عضو مجلس الأعمال المصرى، أن الزيارة كانت منتظرة خاصة من الجانب المصرى الذى يتطلع لحسم عدة ملفات معلقة بين البلدين، والتى يأتى على رأسها ملف استئناف الرحلات السياحية الروسية إلى مصر، بعد أن قامت الهيئات السياحية المسئولة باستيفاء كل الشروط التى طلبها الجانب الروسى. وكشف «خليل »، أن السياحة الروسية ستعود لمصر قريبًا، مؤكدًا أن دوائر صنع القرار فى روسيا وبخاصة «الكرملين » ليس لديه مانع فى استئناف الرحلات، وموافق على عودة السياحة مرة أخرى. فيما وصف د. مصطفى خليل أهمية الزيارة، بأنها قمة سياسية ستعيد موسكو إلى أحضان مصر من جديد بشكل فعلى على كل المستويات الاقتصادية والاستراتيجية، خاصة فى الجوانب والملفات المشتركة بين البلدين والمتعلقة بالمنطقة العربية والشرق الأوسط. وأوضح أن لقاء الرئيس السيسى وبوتين، سيتطرق إلى الحديث عن القضايا المشتركة بين البلدين والمعلقة بشكل خاص، لكن هذا اللقاء له خصوصيته فى هذا التوقيت، بسبب دعم الرئيس الأمريكى لعملية تهويد القدس، بشكل يتنافى مع كل الاتفاقيات والمواثيق الدولية التى تقر بأن القدسالشرقيةللفلسطينيين، والغربية لإسرائيل، وتسير كل مفاوضات السلام على هذا الإطار، لكن ترامب أجهض كل الجهود المبذولة من أجل إحلال السلام فى فلسطين والشرق الأوسط. وشدد على أن الرؤى المصرية والروسية متوافقة إلى حد كبير فى الملف الفلسطينى، مشيرًا إلى أن مصر تتفق فى أغلب الملفات المتعلقة بالأزمات الاستراتيجية فى الشرق الأوسط مع روسيا، وسبق وصوتت لصالح المشروع الروسى فى مجلس الأمن بشأن الصراع المسلح فى سوريا فى التاسع من أكتوبر العام الماضى، وكان ذلك ضد مشروع فرنسى مدعوم من السعودية بوقف الغارات الجوية فى سوريا وعقد هدنة بين الأطراف المتسارعة، لتستخدم موسكو حق الفيتو، وتؤيدها مصر ضد قرار وقف الحرب مؤقتًا بين الأطراف المتنازعة. وقال إن روسيا لن يكون لها أى جنود على أرض سوريا، وهذا الملف يحظى بتوافق تام بين القاهرةوموسكو، وهو من النقاط المهمة التى تدور حولها العلاقة بين البلدين فى الفترة الأخيرة. واستطرد خليل: «موقف الدولة المصرية لا يختلف كثيرًا مع وجهات نظر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فكما تدعم موسكو الاتفاقيات الدولية، تدعم مصر حق الفلسطينيين فى السلام العادل، وبالطبع ذلك لا يتوافق مع قرار الرئيس الأمريكى وإعلانه القدس عاصمة لدولة إسرائيل. وأشار إلى أن زيارة بوتين للقاهرة تأتى من منطلق أهمية الدور الذى تلعبه الدولة المصرية فى فلسطين، بعد الإنجاز التاريخى بتحقيق المصالحة الفلسطينية، وما يؤكد ذلك أن الرئيس بوتين رفض دعوة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بشأن المحادثات حول أزمة«القدس .» فيما أكدت د. نورهان الشيخ خبيرة فى الشأن الروسى، أن الهدف الأساسى من زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين للقاهرة هو توقيع عقود اتفاقية مشروع الضبعة النووى، وهو عقد أخذ فترة طويلة للمراجعات لأنه يتضمن أربعة عقود، وسيتم توقيعه ضمن احتفالية كبرى تم التجهيز لها بشكل دقيق أخذت التحضيرات لها مجهود كبير. وأوضحت أن المحادثات ستشمل العديد من الملفات المهمة بين البلدين، والتى تحظى بتوافق فى أغلب وجهات النظر بين البلدين، مثل اليمن وفلسطين، وليبيا وسوريا، وسيزيد التعاون العسكرى بين البلدين، خاصة أن هناك اتفاقية بينهما بفتح المجال الجوى العسكرى فى الاستخدام المتبادل لكلا البلدين. وشددت على أن مصر وروسيا لهما دور كبير ومشترك فى التعاون العسكرى الاستراتيجى، خاصة فى القضايا المحورية المعلقة والتى تمثل أزمة فى الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن مصر استقبلت زعماء فصائل المعارضة المسلحة السورية، لعقد مفاوضات مع الجانب الروسى، وكانت تحت رعاية مصر. وأكدت أن مصر وروسيا بينهما توافق تام فيما يخص القضية الفلسطينية، والأزمة الأخيرة التى أثارها الرئيس الأمريكى، الذى أغلق مباحثات السلام وأوصلها لطريق مسدود، حيث كانت المباحثات تقوم على جانبين، الأول عودة الأسر اللاجئة، وهو أمر ترفضه أمريكا وإسرائيل والثانى تقسيم القدس، فلم تدع الآن أى مجال للتفاوض. وشددت على أن روسيا منزعجة جدًا من قرار الرئيس الأمريكى، وهو ما ظهر فى تصريحات بوتين ومتحدثه الرسمى، مؤكدة أن التوافق بين البلدين سيمثل محورًا جديدًا وقويًا لدعم القضية الفلسطينية، ونقل التفاوض لرعاية موسكووالقاهرة بعد فقد الثقة فى أمريكا، وهو ما سيزيد الأعباء على موسكو، بعدما أصبحت لاعبًا أساسيًا فى كل القضايا المتعلقة بالمنطقة كما سيكون هناك تحالف من نوع جديد لاستعادة القدس قريبا. وأوضحت أن مصر وموسكو سيشكلان نقطة انطلاقة جديدة لدعم القضية الفلسطينية فى مجلس الأمن وستكون مصر لاعبًا مهمًا فى تكوين حلف عربى يساهم فى الضغط بجانب روسيا.