سعر الطن 850 جنيهاً.. والتكلفة 650 مصانع تلجأ لإيقاف خطوط إنتاج.. وخسائر إحدى الشركات 1٫5 مليار جنيه ضرائب الأرباح «صفر».. وارتفاعات كبيرة فى أسعار ورق الشكائر والفحم تواجه غالبية شركات الأسمنت فى السوق المحلى أزمة كبيرة، لأسباب تتعلق بزيادة التكلفة فى المرتبة الثانية وأهم عوامل التكلفة ارتفاع أسعار الخامات بدءاً من ورق الكرافت المستخدم فى صناعة الشكائر، أو ارتفاع أسعار الفحم فى الشركات التى أصبحت تعتمد عليه بالدرجة الأولى ليحل محل الغاز الذى تحصل عليه الشركات بنحو 9 دولارات للمليون وحدة حرارة بريطانية، باعتبار صناعة الأسمنت من الصناعات التى تندرج تحت بند الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة. لا أحد يستطيع التوقع قبل الخوض فى الواقع والمستقبل القريب للشركات المنتجة طرحت سؤالاً على واحد من كبار المنتجين واللاعبين فى سوق الأسمنت وقلت له: إلى أين تتجه أسعار الأسمنت التى ترتفع بشكل لم يسبق له مثيل على مدار تاريخ مصر الحديث والمعاصر؟ فأجاب بهدوء يحسد عليه وكأنه يريد أن يوصل لى رسالة بأن الصناعة لا يستطيع أن يسيطر عليها أحد أو يتنبأ بمستقبلها وتطوراتها السعرية أحد.. قال لى نصاً: «لا أحد يستطيع التنبؤ بالسعر غداً واللى يقولك السعر بكرة هيكون كام قوله انت لا تفهم شيئا!!»، وفى كلام الرجل اختصار كبير لتفاصيل دقيقة أعرضها فى السطور التالية. السعر والتكلفة يباع طن الأسمنت فى السوق بنحو 850 جنيهاً ويشمل السعر ضريبة القيمة المضافة، وتكلفته الحقيقية - حسب تأكيدات المنتجين - بأن تكلفة إنتاج الطن تصل إلى 650 جنيهاً وربما تأكيدات المنتجين مبالغ فيها وربما هم على حق فالسوق حالياً فى شتى القطاعات لا أحد يستطيع فهمه أو فهم ما يحدث فيه، البعض يؤكد أن ضريبة الأرباح التجارية التى تسددها شركات الأسمنت لخزانة وزارة المالية «صفر» لأنه لا توجد أرباح من الأصل، والدليل أن إحدى الشركات الكبرى العتيقة بلغت خسائرها نحو المليار ونصف المليار جنيه وهى بالمناسبة شركة حكومية! ضريبة القيمة المضافة 100 جنيه، تدخل ضمن سعر الطن، ناهيك عن فوائد البنوك حيث غالبية الشركات مديونة للبنوك وعندما أخذت الشركات القروض أخذتها بفائدة لا تتجاوز 11٪ ثم ارتفعت بعد ذلك إلى 22٪ ويا ويل الشركة التى حصلت على قروض دولارية! الخامات فى ارتفاع تشهد أسعار خامات الإنتاج زيادات كبيرة، حيث ارتفعت أسعار الورق الكرافت المستخدم فى صناعة الشكائر وكان سعر الشيكارة لا يتعدى جنيهاً واحداً وأصبح ثلاثة جنيهات ونصف الجنيه، وارتفعت أسعار الفحم بشكل كبير حيث كانت 65 دولاراً وارتفعت لتصل إلى 110 و115 دولاراً، أما عن واقع الشركات فهناك معاناة شديدة فى «السويس طرة» وخطوط بالكامل متوقفة عن العمل، أما «لاڤارچ» الفرنسية التى تعد من اللاعبين البارزين فى سوق الأسمنت بحجم إنتاج يصل إلى نحو 10 ملايين طن من إجمالى 62 مليون طن تنتجها الشركات، ومن الممكن أن تصل إلى 95 مليون طن فى حالة تشغيل المصانع بكامل طاقتها. لدى «لاڤارچ» نحو 40٪ من حجم «الكلينكر» لديها على الأرض فى حاجة إلى تشغيل وطحن وبيع بالسوق. أما الحال فى أسمنت سيناء فلا يسر عدواً ولا حبيباً، وتبحث الشركة عن وسائل لزيادة رأسمالها لضخ أموال للتشغيل! «أسيك» وتسهيلات البنوك بعد استحواذ أسمنت قنا على «أسيك» للأسمنت والتى تنتج نحو 6٫5 مليون طن، تعانى الشركة أشد المعاناة نتيجة فوائد الديون الكبيرة التى تتحملها والتى كانت 11٪ وأصبحت الآن 22٪، أما مجموعة العربية الإسبانية التى تنتج نحو 5 ملايين طن وتستحوذ على 11٪ من حجم الإنتاج المحلى وتستحوذ إحدى شركات إنتاج الخراسانات الجاهزة على 60٪ من أسهمها المدرجة بالبورصة فلديها «استوكات» عالية جداً من أسمنت «الكلينكر» وغير قادرة على تشغيلها، والأمر لا يختلف عن بقية الشركات التى تعانى الأمرين فى ظل أعباء وتكاليف متصاعدة وسوق متقلب ومستهلك يعانى!