كتبت - أمنية إبراهيم: منحها الله جمالاً أخاذاً وبالرغم من ذلك لم تشعر يوماً بالغرور قررت أن تتفوق فى دراستها، وأن تحظى بوظيفة مرموقة وبعدها تبدأ فى التفكير فى تكوين أسرة صغيرة، وأن تكون أماً لأطفال.. كل أحلامها تحطمت على صخور الواقع فعقب دخولها الجامعة تهافت عليها الخُطاب من شباب أسرتها وأصدقاء عائلتها وزملائها بالجامعة.. حاولت الرفض لكن الإغراءات كانت أكبر من طموحاتها وأحلامها، خاصة بعد أن تقدم لها أحد الشباب ميسور الحال، فكان والده صاحب تجارة كبيرة وساعد نجله فى تكوين مشروعه الخاص به.. رفضت فى بادئ الأمر لكن أسرتها وأصدقاءها أقنعوها أن البنت ينتهى بها الحال دائماً فى بيت الزوجية.. بدأت تستمع لهم ووافقت على الارتباط به.. عاشت سنوات زواجها الأولى معه فى هدوء الكل من حولها كان يحسدها على حياتها الخاصة حتى أقرب صديقاتها لكن دوام الحال من المحال.. نشبت المشاكل داخل العش الهادئ ودبت الخلافات وتحول البيت الهادئ إلى حلبة للمصارعة.. حاولت أن تستعيد هدوء بيتها لكنها فشلت. روت الزوجة حكايتها منذ البداية داخل قاعة محكمة الأسرة التى لجأت إليها لإقامة دعوى خلع عندما استحالت الحياة بينها وبين زوجها: نشأت فى أسرة متوسطة الحال كل ما يشغل بالها هو التعليم اعتقاداً من والدى أن الشهادة تعتبر بر الأمان للفتاة.. كانت الدراسة أهم ما يشغل تفكيرى حتى تمكنت من الحصول على شهادة الثانوية بمجموع ساعدنى فى الالتحاق بإحدى كليات القمة.. عقب بداية الدراسة بدأ زملائى فى التودد إلىّ وكنت محط أنظار الجميع.. وشعرت بغيرة صديقاتى وفى نفس الوقت تقدم لى الكثير من الشباب أعلنت رفضى لفكرة الارتباط حتى أتمكن من إتمام دراستى بنجاح، لكن أسرتى أقنعتنى بأن الزواج ضرورة حياتية، وأن نهاية مطاف أى فتاة مهما وصلت إلى أعلى المناصب هو الزواج.. اقتنعت بكلامهم على مضض، وفى أحد الأيام تقدم لى زوجى اتسم بأخلاق هادئة ووسامة لا أنكر أنه جذبنى برقته.. بعد أول لقاء لنا وافقت على الارتباط به.. ولأنه كان ميسور الحال ويملك مشروعه الخاص تم زفافنا بعد أربعة أشهر فقط من لقائنا الأول. انتقلت إلى بيت الزوجية عشت أجمل أيام حياتى كان زوجى يشجعنى على إنهاء دراستى الجامعية، وبالرغم من إنجابى طفلى الأول، إلا أنه أصر على أن أنهى دراستى.. وبالفعل تمكنت من الحصول على شهادتى الجامعية بتفوق وقررت أن أعيش لأسرتى ، لكن بمرور الأيام تغير زوجى وتحول من الزوج الحنون الرقيق إلى رجل بلا قلب حتى هذه اللحظة لم أعرف سبب تغير زوجى حاولت كثيراً معه أن يعود إلى سابق عهده لكنى فشلت تماماً. أخبرت والدى بالتغيير الذى طرأ على زوجى وطلبت منه التدخل لكنه طلب منى الهدوء والتحرى عن زوجى لمعرفة أسباب تغيره نحوى بهذا الشكل.. بحثت كثيراً وبدأت فى مراقبته حتى اكتشفت أن زوجى يخوننى مع إحدى الفتيات الصغيرات، أخبرت والدى بحقيقة الأمر الذى أعيشه.. وبدلاً من أن يهاجم زوجى فوجئت به يطالبنى بالاهتمام به حتى يعود إلى رشده.. استمعت إلى كلام أبى وحاولت أن أهتم به أكثر لكن الوقت كان قد فات، وأصر زوجى على استكمال حكايته مع محبوبته الجديدة. أصبت بعدة أمراض مزمنة بسبب سوء حالتى النفسية وبدلاً من أن يرق قلب زوجى لى تحول إلى وحش وهجرنى فى الفراش وحرمنى من حقوقى الزوجية.. وعندما واجهته بما اكتشفت اعتدى على بالضرب المبرح.. طلبت منه الانفصال لكنه رفض.. أكدت له أننى سأتنازل عن جميع حقوقى.. أعلن رفضه التام وحاول إذلالى وإجبارى على العيش معه.. ولأننى تربيت على عزة النفس وعدم إهدار كرامتى تحت أى سبب قررت أن أحصل على حريتى منه عن طريق الخلع فتقدمت بأوراقى إلى المحكمة وأكدت للمحكمة أننى أخاف ألا أقيم حدود الله، وأن طلاقى سيكون المفر لى من قسوة زوجى، ولأن من شروط الطلاق خُلعاً هو رد المهر الذى دفعه الزوج، ولأننا كنا نثق فى زوجى وهى كذلك كتب فى قسيمة الزواج أن المهر الذى استلمته من زوجى هو جنيه مصرى فقط لا غير، وطلب منى القاضى المهر «جنيه» وبالفعل سلمته مهر زوجى وقضت المحكمة بالخُلع مقابل جنيه، لست سعيدة لأننى لم أدفع كثيراً ولكن يملأنى الحزن على حياتى التى فقدتها وعلى مستقبلى الذى انتهى قبل أن يبدأ بعد أن ضحيت بالعمل من أجل العناية بزوجى وأطفالى، وفى النهاية كانت مكافأتى هى الخيانة والهجر.. وها أنا أحمل لقب مطلقة.