دخلت سيدة فى العقد الثانى من العمر إلى محكمة الأسرة بمدينة نصر تبدو عليها علامات الثراء والثقافية، وبالرغم من أناقتها المبالغ فيها كانت شاردة كأنها لم تصدق نفسها بأنها ستكون قصتها ملفاً من بين عشرات الملفات فى تلك المحكمة. جلست «رنين» على أحد المقاعد تمسك بيدها حافظة أنيقة مليئة بالأوراق والمستندات.. وجاء دورها فى رول الجلسات بدأت فى سرد قصتها قائلة نشأت فى أسرة ميسورة الحال، فوالدى رجل أعمال ويمتلك شركة مقاولات، ولأن والدى كان محباً للعلم نشأنا على حب العلم والثقافة، كما غرس بداخلنا قيمة تلقى العلم لذا عشنا بين القاهرة وأمريكا، خاصة لأن والدى كان دائم التنقل.. الحقيقة أننى تعلمت من كثرة سفرى ضرورة أن يكون للإنسان هدف فى حياته يضعه نصب عينيه ولابد أن يستميت حتى يحقق حلمه.. حياتى كانت هادئة مرت الأيام سريعاً ودخلت إلى الجامعة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهناك تعرفت على أحد زملائى بالجامعة كان شاباً وسيماً هادئاً ومتفوقاً بدراسته استمرت علاقتى معه عدة أشهر حتى جاء لى فى أحد الأيام يطالبنى فيها بالارتباط شعرت وقتها بسعادة شديدة، وبدأت فى التحدث معه عن مستقبلنا وضرورة وضع قواعد لحياتنا الزوجية حتى تنجح، وطلبت منه أن أسجل شروطى فى عقد يتم توقيعه مع عقد الزواج رحب زميلى بطلبى، وبالفعل تقدم إلى أسرتى التى رحبت به وتم عقد قراننا فى حفل صغير كما خططنا له.. لا أنكر أن الأيام الأولى من زواجنا كانت من أجمل أيام حياتى.. تخيلت أن حياتى ستظل هادئة، لكن اكتشفت أن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن، وفوجئت بزوجى يتمرد علىَّ وعلى شروطنا التى قمنا بوضعها معاً وقمنا بإبرام عقد لها وفوجئت به يطالبنى برغبته فى إنجاب طفل بالرغم من اتفاقنا على تأجيل الإنجاب خمس سنوات حتى نتمكن من إنهاء دراستنا الجامعية بالإضافة إلى محاولته فرض بعض العادات العقيمة التى لا قيمة لها بالنسبة لنا، لأول مرة بدأت المشادات والمشاجرات تدب بيننا ويوماً بعد يوم شعرت بأن الحب الذى أحمله لزوجى بدأ يدخل الثلاجة وتحول إلى مجرد مشاعر باردة روتينية، ولم أتصور أن زوجى سينقلب بعد الزواج!! وتابعت: «زوجى خرج عن طاعتى وكسر كل الحواجز ورفض تقديم التنازلات لنحصل على حياة أفضل وانتهى الحب الذى طالما كان يحرص على إيهامى به والاهتمام بى وبدأ فى ترتيب حياته كما يريد وبدأ فى الابتعاد عن المنزل وعنى فكنت ملزمة بتوفير كل شىء». استكملت كلامها قائلة قبل عقد قراننا كان زوجى يقبل أن أسهر مع أصدقائى بلا قيود ولكن بعد أن أصبحت زوجته رفض ذلك وطلب منى فعله فى الخفاء، حتى إنه صرح لى بأن لو أردت خيانته ليس لديه مشكلة ولكن الأهم ألا يعلم أصدقاؤه وأدفع له مقابل ذلك أموالاً!! «سلب كل أموالى وحياتى وتفوقى فى عملى وأحلامى وضيع مجهود سنوات من إصرار للحصول على فرصة للحياة بصورة أفضل، وحاول أن يبتزنى وعندما رفضت الخضوع لتهديداته تعدى على بالضرب والإساءة وقدم بلاغات ضدى رغم أننى الضحية» فقررت أن أخلعه معلنة رفضى التام استكمال حياتى معه بعد أن نقض العقد المبرم بيننا والذى كانت أول بنوده أنه لو تراجع عن شرط من شروطنا سيكون بذلك قد خرج عن طاعتى، ويكون لى الحق بأن أحصل عن الطلاق.