أرفض أن أطلق على أى واحدة لفظ ماما مهما كان مدى قربها لى، فالأم واحدة فى العمر لن تُخلق من تعوضها حتى لو كانت أم... لا أعتقد أننى غريبة الأطوار أو مختلفة، فمثلى الكثير... وما حدث معى أكد لى أننى على صواب ولم يغير نظريتى إلى الأحسن، خاصة عندما طلب منى زوجى أن أنادى والدته بلفظ ماما، فرفضت وبالعكس لم أندم يوماً على قرارى فكل تصرفاتها وكرهها لى وإصرارها على إحداث الوقيعة بينى وبين زوجى جعلنى أصر على رأيى وبدلًا من أن يحترم زوجى قرارى فوجئت بقيامه برفع دعوى نشوز ضدى. بهذه الكلمات بدأت «فريدة» كلامها أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة، التى تطالب فيها بالخلع من زوجها ردًا على دعوى النشوز الكيدية التى أقامها ضدها بسبب رفضها مناداتها أمه بكلمة «ماما». بدأت الزوجة سرد قصتها الغربية قائلة: أنهيت دراستى الجامعية منذ أكثر من عام ولأننى كرست كل وقتى لإنهاء دراستى لم أجد وقتاً كى أعرف للحب طريقاً كنت أقنع نفسى دائماً بأن أعيش كل مرحلة على حدة، وأننى ساجد الحب يوماً من الأيام بالفعل فور تخرجى فى الجامعة التحقت بالعمل بإحدى الشركات وهناك قابلت زوجى منذ أن وقع بنظرة على وهو يتابعنى بنظرة لم ينتظر طويلاً، وفى أحد الأيام طلب منى أن يتحدث خارج الشركة، لكننى رفضت وطالبته بالتحدث معى فى أوقات الفراغ بالعمل وافق على طلبى... فوجئت به يطلب منى تحديد موعد مع أسرتى لطلب يدى إذا كنت أوافق على الارتباط به والزواج منه... شعرت ببرودة تسرى فى جسدى وزادت ضربات قلبى بشدة... وبالرغم من ذلك حاولت التماسك وطلبت منه منحى فرصة للتفكير... لن أنكر سعادتى بطلبه. أخبرت والدى فور عودتى بما حدث طلب منى عدم التسرع والتأكد من مشاعرى اتجاهه قبل إعلان رفضى أو قبولى لطلبه اقتنعت بكلامه خاصة أننى لم أخض تجربة الارتباط من قبل... لم يمض وقت طويل وحددت موعداً لزوجى بمقابلة والدى. كانت هذه المرة الأولى التى أرى فيها والدته. وقتها شعرت بانقباض غريب بقلبى لم أجد له مبرراً أو منطقاً... المهم تم الاتفاق على عقد قراننا خلال عام من الخطوبة.. وبدأنا فى تجهيز عش الزوجية وبعد أربعة أشهر فقط تم الزفاف فى حفل عائلى بسيط سافرت بعدها مع زوجى إلى إحدى المدن الساحلية لقضاء شهر عسل... كانت من أجمل أيام حياتى اعتقدت أن حياتى ستكون دائماً هكذا خاصة أننا متفاهمان لدرجة غريبة... فور عودتنا إلى منزلنا فوجئنا بحضور والدة زوجى فى ساعة متأخرة من الليل للاطمئنان على ابنها، وفى المقابل أصر زوجى على أن تبيت والدته معنا، شعرت بيعض الغرابة، لكنى تقبلت الأمر وفى اليوم التالى سمعنى زوجى وأنا أنادى على والدته بكلمة «طنط»، فإذا به يطالبنى بأن أقول لها ب«ماما» رفضت على الفور وأصررت على موقفى بالرغم من محاولته إجبارى على ذلك... شعرت بالحزن الشديد، لأن الخلافات دبت بيننا وعرفت طريقها إلى بيتنا مبكرًا.. لا أدرى كيف علمت والدته بما حدث وبدلاً من أن تهدئ الموقف بيننا زادته اشتعالاً وبدأت تحرض زوجى ضدى. عشت سبعة أشهر فى جحيم بسبب والدته اكتشفت بأن زوجى على أتم الاستعداد أن يدمر حياته من أجل والدته... طوال 7 شهور كانت حماتى فيها الضيف الثقيل الذى يفرض نفسه فى كل تفصيلة فى حياتنا، حتى الخروج يجب أن نستأذنها أو نصطحبها وإذا حضر أهلى لزيارتى فلا تتركنا بمفردنا وأحياناً تطردهم بشكل غير صريح. وتابعت: تحملت ذلك الضغط أصبحت حماتى تزرع الخلافات بينى وزوجى وتحثه على انتقادى، وتعاملنى وكأنى أعذبه بخلاف شقيقاته اللاتى يقضين أوقاتهن فى منزلنا وكأنه منزل العائلة، فكنت أشعر أننى غريبة فى منزلى. واستطردت: كانت والدته تتهمنى اتهامات باطلة لتجعل زوجى يعتدى على بالضرب وفى آخر خلاف قامت بدفعى وأنا حامل فى بداية الشهر الثالث، ما دفعنى لتخيير زوجى بين عيشنا باستقلال أو تطليقى، وعندها واجهنى بكل غضب وتعدى علىَّ بالضرب وحاول إجبارى على الاستمرار فى قولى لها «ماما»، وعندما تركت المنزل أقام ضدى دعوى نشوز، فقررت التخلص منه لأننى لن أطيق العيش معه أكثر من ذلك فقمت بتحرير دعوى خلع ضده، كما حررت محضرًا بقسم شرطة مصر الجديدة اتهمته فيه بضربى والتسبب لى بإصابات متعددة بجسدى لآخذ حقى بعد أن أصبح يهددنى ليلًا ونهاراً بتدمير حياتى. كل ما أتمناه الحصول على حريتى وأن أربى ابنى بعيداً عن زوج لا يقدر الحياة الزوجية.. تركتنى «فريدة» وذهبت تتجول فى طرقات المحكمة ودموعها تتساقط دون أن تشعر، وكأنها لا ترغب فى مغادرة المبنى أو المحكمة حتى تحصل على حكم الخلع من زوجها، بل حكم الخلع من حماتها!