وقفت عند باب غرفة نومها تحاول إقناعه بأن يرتدى ملابسه حتى يتمكن من مقابلة أقاربها، قام بدفعها خارج الغرفة وخرج يقدم التحية مرتدياً ملابسه الداخلية فقط، وقفت الزوجة فى حالة ذهول لم تصدق نفسها أن يقف بهذه الصورة العارية أمامهم، مضى اليوم عليها بعد أن أصيبت بلحظات اكتئاب قررت التحدث إليه عقب انصراف الجميع وشرح وجهة نظرها وإقناعه بضرورة التغيير، بدلاً من محاولة التغيير أعلن عليها الحرب، وأكد أنه لن يتغير أبداً، أربع سنوات من العذاب والمواقف المحرجة التى عاشتها قررت فى أحد الأيام أن تتخلص منه إلى الأبد بعد أن أقنعت نفسها أنها لن تعيش مع زوج مستهتر بمشاعر الغير. يرفض أن يرتدى أية ملابس عند مقابلته للضيوف الذين يخطئون ويقررون زيارتهم ويجلس أمامهم هكذا شبه عارٍ ويبقى الضيوف طيلة الوقت يتجولون بأنظارهم بعيداً عنه ربما يشعر بمأساة ما يفعله. وقفت الزوجة الثلاثينية تروى قصتها داخل محكمة الأسرة بزنانيرى قائلة: نشأت فى أسرة متوسطة الحال لكن كانت الأخلاق والقيم من أهم المبادئ التى تربينا عليها، كانت أمى ربة منزل بالرغم من حصولها على شهادة جامعية لكنها كانت تؤكد فى كل يوم أن أولادها هم استثمارها فى حياتها، لذا كرست كل وقتها لنا، أرادت أن نتربى على العادات والتقاليد، كانت حياتنا هادئة منظمة كل فرد داخل أسرتنا الصغيرة يدرك مسئولياته وينفذها فى هدوء شديد، مرت السنوات بنا كبرنا وانتهينا من دراستنا، تعرفت على أصدقاء جدد وبالرغم من اختلاف الطبائع، إلا أننى داومت على التعامل بنفس الطريقة التى تربينا عليها، المهم تخرجت فى الجامعة وعملت بإحدى الشركات الاستثمارية وتعرفت إلى زوجى الذى كان يكبرنى بعامين، والحقيقة أننى سعدت بكلامه وشعرت بارتياح إليه، خاصة أن لديه قبولا لدى جميع زملائى، فى أحد الأيام صارحنى بأنه معجب بشخصيتى ويتمنى الارتباط بى، سعدت بكلامه وجاء لمقابلة والدى وبعد إتمام الخطوبة، كانت من أجمل أيام حياتى مرت الشهور سريعاً، وعقب الانتهاء من تجهيز عش الزوجية تم عقد قراننا فى حفل عائلى، مرت أيام شهر العسل سريعاً، خاصة أننا سافرنا إلى إحدى المدن الساحلية، وعقب عودتنا زارتنا أسرتنا، كانت أولى صدماتى مع زوجى التى لم أتخيلها بعد أن أصر زوجى على مقابلة أسرتى بملابسه الداخلية، حاولت إقناعه بأنه من آداب الزيارات أن نرحب بأسرتنا مرتديين كامل ملابسنا، بالإضافة إلى أنه حتى لا يجوز أن نقابلهم بالملابس الخاصة بالنوم، وبدلاً من مجاراتى قام بدفعى من أمام باب الغرفة وخرج إليهم بهذه الصورة، الأمر الذى أحرج والدتى وشقيقاتى البنات مما اضطرهن إلى مغادرة منزلنا سريعاً، كانت من أشد اللحظات الكئيبة التى عشتها بعد أن هدأت الأمور، قررت أن أتحدث إلى زوجى لإقناعه بأن العادات والتقاليد تحتم علينا إجراء بعض التغييرات فى تصرفاتنا، خاصة أننا سنرزق بالأطفال، ولا بد أن نكون قدوة حسنة لهم، لم يقتنع بكلامى وزاد فى عناده بل بدأ فى التعمد بإحراجى أمام أصدقائى، فى أحد الأيام فوجئت به يقف شبه عارٍ فى شرفة شقتنا، وعندما عاتبته اعتدى علىّ بالضرب فتركت بيتى عائدة إلى منزل أسرتى، لكن والدى أقنعنى بضرورة تحمل طباع زوجى المختلفة عنا ومحاولة تغييره دون إحراجه، عدت إلى بيتى مرة أخرى فى محاولة عدم خسارة حياتى، مرت الأيام ثقيلة حتى رزقنى الله بابنى والذى يبلغ عامين الآن، فى أحد الأيام فوجئت به يعلم ابنى الصغير الوقوف فى شرفة المنزل بملابسه الداخلية بحجة ارتفاع درجة الحرارة، شعرت وقتها بأن الدم اندفع فى عروقى لم أتمالك نفسى ثُرت فى وجهه ثورة عارمة وقمت بجمع ملابسى، وترك بيتى وانتقلت للعيش مع أسرتى، حاول والدى كثيراً إعادتى إلى زوجى مرة أخرى لكنى رفضت، وتحملت نتيجة قرارى، كما أننى قررت الانفصال عنه تماماً بقضية الخلع التى أقمتها أمامك سيدى القاضى.. اخلعنى من هذا الرجل المتحرر.