يستيقظ الطفل الصغير من فراشه الدافئ صارخاً بصوت مختنق، يسقط الفزع فى قلب أمه تحمله مسرعة به إلى أحد المستشفيات القريبة منها، تندفع إلى الباب المخصص للطوارئ بعد أن شاهدت نجلها يتحول لونه إلى اللون الأزرق، تقف فى بهو المستشفى تصرخ قائلة: «ابنى بيموت»، يتدافع الممرضون والأطباء نحوها يحملون منها الصغير، متجهين إلى إحدى الغرف وتم وضعه على جهاز التنفس الصناعى.. تقف الأم تتحسس جسد صغيرها حتى عاد إلى لونه الطبيعى، قام أحد الأطباء بالكشف الطبى عليه ليؤكد للأم أن ابنها مصاب بانسداد بأحد شرايين القلب، لم تصدق نفسها وقفت تصرخ داعية على والد ابنها بالموت.. نظرات التعجب والحيرة تحيط الزوجة لكنها ترفض الكلام، تحمل طفلها بين ذراعيها عائدة إلى بيتها الصغير لتجمع حقيبة ملابسها هى وأولادها وتترك المنزل بعد أن تركت لزوجها رسالة تخاطبه فيه بتطليقها بعد أن تسبب عناده وإصراره على تدخين السجائر داخل غرف نوم المنزل، مؤكدة له أنها لن تسامحه مهما حدث بعد إصابة ابنها بمرض مزمن لن يشفى منه. فى اليوم التالى أعلن زوجها رفضه تطليقها، مطالبها بضرورة العودة إلى بيتها، أبت الزوجة الثلاثينية أن تستمع إلى كلامه ولم تجد أمامها سوى إقامة دعوى خلع، وأمام المحكمة وقفت الزوجة تسرد مأساتها مع زوجها المستهتر قائلة: «عيالى هيموتوا منى بسببه، بالرغم من تحذير أطباء الأطفال لنا بسبب تدخينه السجائر داخل المنزل ومطالبته كثيراً بالابتعاد قدر الإمكان عن غرفهم أثناء التدخين لكن بكل أسف لا حياة لمن تنادى». استكملت كلامها: تزوجته منذ سبع سنوات عن طريق زوج شقيقته، أعلم أنه كان مدمن تدخين السجائر لكنى لم أدرك خطورتها، رزقنى الله خلال السبع سنوات بطفلين، الأكبر بالصف الأول الابتدائى، والآخر يبلغ أربع سنوات، فى أحد الأيام فوجئت بإصابة أبنائى بارتفاع فى درجة الحرارة، على الفور استشرت الطبيب الخاص بهما، خاصة أن ابنى الأكبر أصيب وقتها بضيق فى التنفس بعد إجراء الكشف عليها فوجئت بسؤال لم اكن أتوقعه: هل أقوم أنا أو والدهما بتدخين سجائر بجانبهم؟.. فأكدت له أن والدهما يدخن بشراهة، طلب منى الطبيب ضرورة تغيير وتجديد هواء منزلنا بالإضافة إلى ضرورة إقلاع والدهما عن التدخين فوراً حرصاً على صحة أبنائنا.. خرجت من العيادة وشعرت بدوار برأسى مما سمعته، اتصلت على الفور بزوجى وأخبرته بحوارى مع الطبيب وطلبت منه ضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة بدلاً من أن يتعاطف معى ومع أولادى، فوجئت بسيل من الاعتداء علىّ بالألفاظ النابية، اتصلت بوالدى وأخبرته بما حدث فطلب منى الذهاب إليه وبالفعل مكثت ببيت والدى فترة قصيرة، خلالها كان زوجى يقوم بإرسال أقاربنا ووالدته لإيجاد حل لمشكلتنا.. بالفعل أقر زوجى أمام أسرتى وأسرته أنه لن يعود للتدخين داخل غرف النوم حرصاً على صحه أبنائنا، واتفقنا أنه إذا اضطر للتدخين فليخرج إلى الشرفة للتدخين. واستطردت: «فوجئت بنقضه العهد وتدخينه للسجائر بجوار الأطفال، مما تسبب فى إصابة الطفل الأصغر بانسداد فى الشريان بسبب آثار التدخين السلبى عليه، طلبت منه الطلاق ولكنه رفض، فاضطررت لرفع دعوى الخلع حفاظاً على أبنائى».. وفى نهاية كلامها اكدت أنها لن تسامحه على تدهور صحة أطفالها، وقالت: «سيدى القاضى ربما يكون الأمر هينا على الكثيرين، وربما تكون مشكلتى غير مقنعة ولكن ماذا أفعل سيدى وقد تدهورت صحة أطفالى تماماً، وهم معرضون لأمراض القلب وهم فى هذه السن الصغيرة وزوجى لا يستجيب وغير حريص على صحة ولديه، ربما الثمن سيكون باهظاً هو هدم بيتى وإبعاد أطفالى عن أبيهم، ولكن ماذا يفيد قربهما منه وهو غير حريص على صحتهما ويدفعهما إلى الموت دفعاً.. إننى مضطرة سيدى القاضى.. مغلوبة على أمرى.. اخلعنى منه سيدى».