امرأة بملامح جذابة... صاحبة جسد ممشوق... وشعر كسلاسل الذهب وقفت أمام محكمة الاسرة بمصر الجديدة تطلب التطليق من زوجها خلعاً، بعد أن باءت جميع محاولات الصلح بالفشل. وقفت «بثينة» أمام المحكمة بعيون حائرة، وبلسان متلعثم لا تعرف من أين تبدأ قصتها، ولكن بسرعة ادرك عقلها ان المحكمة هى المنقذ الوحيد لها فلملمت أفكارها سريعا قائلة: يا سيادة القاضى هل يعقل أن أتزوج من مريض نفسى فزوجى طفل فى جسم رجل.. لا يدرك معنى الارتباط المقدس ولا يعى حجم المسئولية وتكوين أسرة .. يعتمد على اعتمادًا كليًا فى الانفاق على البيت من راتبى فأنا اعمل محاسبة بإحدى المؤسسات الحكومية، ويلقى على اكتفى جميع مسئوليات الأسرة من مصاريف البيت حتى مصاريفه الشخصية ...فهو لا يعمل رغم انه مهندس ويكتفى بالجلوس على المقاهى مع أصدقائه.. ثم يأتى البيت ليلعب «جيمز» مع اطفال العمارة وان لم يجدهم، يشاهد أفلامًا اجنبية وعربية بل أفلام كرتون.. ويحصل على مصاريفه من أمه إذا رفضت الإنفاق عليه. اعتقدت فى بداية زواجى انه هذا بسبب «الثورة» التى أثرت على عمله وجعلته يغلق مكتبه، ولكن استمر هذا الحال لأكثر من عامين ولم يفكر فى البحث عن عمل، واعتقدت أنه سيتغير عندما يعلم أنه سيكون ابًا ويتحمل مسئولية ابنه، لكن الوضع ازداد سوءًا. وتابعت بصوت مليء بالألم والحزن بدا يكسو ملامح وجهها الرقيق وهى تسترجع يوميات زوجها، وقالت «حاولت أن أذهب لأتحدث مع حماتى وأشرح لها ما يحدث.. ففوجئت بأنها تنهرنى وتقول لى ملكيش دعوة بزوجك.. دا ابنى اوعى تزعليه .. هو متربى على الغالى.. و«إذا ما كنش عجبك الباب يفوت جمل» وبدأت من هنا الصراعات تشتد . حيث كان يستأذن والدته قبل ان يعاشرنى معاشرة الأزواج، بل انتقلت حماتى لتعيش معنا فى منزلنا، والأصعب من هذا أصرت على أن تنام معنا فى غرفة النوم بحجة أن هذه الحجرة الوحيدة التى بها مكيف هواء، ولم أتحمل هذه الحياة كثيرا حيث شعرت بأنى محاصرة فى بيتى حياتى فلا يمكن أن اعد طعاماً قبل أن توافق عليه حماتى. فأحسست أننى فى زنزانة وحماتى السجان الذى يملك جميع مفاتيح حياتى حتى أوقات النوم هى التى كانت تحددها، ولم أجد زوجى بجانبي بل كان فى صفها دائما. وتابعت بحسرة قائلة «يكتفى زوجى باللعب ولا يجلس على المقاهى إلا مع من هو أصغر من سنه فدائما يصاحب من هم تحت سن العشرين.. حتى اهل المنطقة بدأوا يلاحظون تصرفاته واطلقوا عليه لقب «الطفل المعجزة» وهو لا يشعر بالحرج لكنه يكون فى قمة سعادته.. لذلك أشعر بأننى متزوجة من طفل.. وتستكمل قائلة: المثير للسخرية أن زوجى عندما يتحدث مع أصدقائى أو أقاربى تشعر بأنه ناضح وذو معرفة كبيرة ولا تشعر بأنه تافه أو يعيش فى مرحلة أصغر من عمره. وفى النهاية أمرت المحكمة بإحالة الزوج الى طبيب نفسى، وتبين صحة كلام الزوجة وفى النهاية حصلت الزوجة على الخلع بعد ما أثبت الطبيب أن ما يعانى منه الزوج حالة نفسية، ولا يمكن شفاؤه.