رد رجل الأعمال المهندس محمد منصور، على تساؤل الإعلامية منى الشاذلي، حول تأثير «الهزة النفسية» التي حولته في يوم وليلة من ابن لعائلة ثرية إلى طالب «وراسب دراسيا وفقير» في الولاياتالمتحدة، مع قرار التأميم، ومصادرة معظم ممتلكاتهم بعد ثورة يوليو 1952، فضلا عن تعرضه إلى حادث في طفولته كاد أن يفقده ساقه وأقعده طريح الفراش لثلاث سنوات كاملة. وقال خلال مقابلة ببرنامج «معكم» المذاع عبر «ON E»: «كل ذلك صح، لكن بالعكس لم تكن هزة، هذه الأشياء قوتني، لو لم تحدث في حياتي، لربما كانت حياتي شيئا آخر تماما، تغيرت من الطفل الشقي والشاب اللعبي إلى الشاب المجتهد، ونسيت كل الماضي، واجتهدت في دراستي وعملي». وكشف عن حجم الأزمة التي مر بها قائلا: «لم يكن لدي ولا مليم، ولمدة 6 أشهر أو عام تقريبا، كان من الصعب أن أجد مالا آكل به» في الولاياتالمتحدة أثناء فترة دراسته، مضيفا: «كنت مديونا ب 454 دولارا، أتذكر هذا المبلغ جيدًا، إيجار سكن الطلاب الذي كنت أقيم فيه». وكشف عن مغادرته السكن والتوجه للعمل كجرسون في مطعم إيطالي لسداد ديونه، قائلا: «في يوم كنت أسير في الطرقة، وأنا بطبيعتي إنسان عاطفي، فسمعت الإخوة الذين يسكنون معي يقولون: محمد مدين ب454 دولارًا، وكنا مجموعة طلابية من يعيشون في بيت واحد، وكان الحديث يدور عن أن محمد لا يدفع ما عليه، وبعد الاجتماع قالوا: هل هناك أي جديد؟ فرفعت يدي وقلت: أنا جئت من بلد أخرى، وأسرتي ليست هنا، وأنا وحدي، وعليّ 454 دولارًا، وسأسددها، ثم قدمت استقالتي من السكن، كنت بلا منزل». وتابع: «ذهبت لأعمل في مطعم كجرسون أخدم الزبائن في مطعم إيطالي، وكنت أتقاضى مثلا دولارا كبقشيش فأدخر الفلوس وأذهب في كل مرة لأدفع الدين»، مشيرا إلى أنه كان يعود من عمله ليلا متعبا ليواصل دراسته. ووصف تلك الفترة بأنها كانت سببا في سعادته، قائلا: «كنت سعيدًا جدًا، كنت أبني حياتي، رغم أن مكنش عندي فلوس أني أقدر حتى آكل»، مؤكدا أن «قوة الإرادة والعزم» هما ما ساعداه على تجاوز المحنة.