أثبتت الأبحاث وجود علاقة وثيقة بين مرض السكر وأمراض الكلى، لذلك ينصح الأطباء بضرورة ضبط مستوى السكر فى الدم لعدم الإصابة بمضاعفات تؤثر على الكلى وهناك نسبة كبيرة من مرضى السكر يتعرضون لمشاكل بالكلى وخاصة المرضى الذين لا يكتشفون إصابتهم بالسكر إلا فى مراحل متأخرة من المرض. يقول الدكتور صفا رفعت عبدالمنعم أستاذ واستشارى الأمراض الباطنة والغدد الصماء والسكر: تكمن خطورة مرض السكر فى المضاعفات التى يحدثها فى أجهزة الجسم المختلفة ومن أكثر أجهزة الجسم تأثرًا بمضاعفات مرض السكر هى الكليتان ويطلق تعبير أو مسمى الاعتلال الكلوى السكرى على الفقدان المزمن والتدريجى لوظائف الكلى لدى المرضى المصابين بمرض السكر وهو السبب الأكثر شيوعًا لحدوث الفشل الكلوى المزمن ويظهر الاعتلال الكلوى السكرى بشكل أوضح لدى مرضى السكر غير المنضبطين علاجيًا لفترة طويلة خاصة هؤلاء المصابين أيضًا بمرض ارتفاع ضغط الدم والمدخنين منهم ويكون ذلك فى صورة تغيير قدرة الكليتين على الترشيح بسبب ضيق فى الأوعية الدموية الداخلة للكليتين واتساع الأوعية الدموية الخارجة منها مع زيادة سمك الجدار المبطن للوحدات الكلوية. ويضيف الدكتور صفا رفعت عبدالمنعم: تظهر أعراض الاعتلال الكلوى السكرى فى صورة زيادة فى التبول مع الإحساس الدائم بالتعب والإرهاق مع فقدان الشهية والقىء وحدوث حكة جلدية وتورم فى الساقين ويكون تشخيص المرض عن طريق قياس نسبة البروتين فى البول أو قياس مستوى الكرياتين فى الدم كمؤشر لقدرة الكليتين على الترشيح ويكون علاج الاعتلال الكلوى السكرى عن طريق الضبط التام لمستوى السكر فى الدم ومستوى ضغط الدم مع استخدام مثبطات الأنجيوتنسين وهى مواد تستخدم فى علاج ارتفاع ضغط الدم ولكن يتم استخدامها فى علاج الاعتلال الكلوى السكرى بجرعات مختلفة وهناك بعض الأدوية الحديثة التى تستخدم فى علاج مرض السكر تؤدى إلى تأخر تطور المرض، أما فى حالة تطور الأمر للفشل الكلوى فيكون العلاج إما عن طريق الغسيل الكلوى الدموى أو البريتونى أو عن طريق زراعة الكلى.