عقد مؤتمر طبى شارك فيه عدد من كبار أطباء الغدد الصماء وخبراء الرعاية الصحية تحت عنوان «اظبط سكرك.. واهتم بقلبك» وتم تسليط الضوء حول أحدث ما توصلت إليه فى إدارة مرض السكر من النوع الثانى، مسلطة الضوء على خطر أمراض القلب والأوعية الدموية التى تعدّ السبب الأكبر لوفاة مرضى السكر من النوع الثانى والمسئولة عن حوالى 46% من الوفيات فى مصر. واستعرض المؤتمر نتائج دراسة EMPA-REG OUTCOME® المخصصة لبحث نتائج العلاج على القلب والأوعية الدموية لدى الأفراد الذين يعانون من مرض السكر من النوع الثانى ولديهم أمراض القلب والأوعية الدموية، فقد تم إجراء هذه الدراسة فى 590 موقعًا سريريًا فى 42 دولة وشملت 7020 مشاركًا خضعوا لمراقبة استمرت بمعدل 3.1 عام. وعلى هامش المؤتمر تم إطلاق دواء أمباجليفلوزين المخصص لإدارة عوامل الخطر المرتبطة بالسكر من النوع الثانى ليكون الدواء الفموى الوحيد المعتمد لإدارة السكر من النوع الثانى مع مميزات إضافية للوقاية من الوفاة الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية لدى البالغين ممن يعانون من السكر من النوع الثانى وأظهرت الدراسة أن دواء أمباجليفلوزين يحقق خفضًا بنسبة 38% فى مستويات الخطر المرتبطة بالوفاة الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية. وتخلل المؤتمر نقاشات طبية حول النُهج الجديدة لخفض مستويات السكر فى الدم، حيث ركّز الخبراء على أن المستويات غير المضبوطة من سكر الدم تؤثر على كامل الدورة الدموية فى الجسم ما يؤدى إلى مضاعفات، مثل مرض القلب التاجى ومرض الشريان المحيطى والسكتات الدماغية فى حال تضرر الأوعية الدموية الكبيرة والاعتلال الكلوى السكرى والاعتلال العصبى واعتلال الشبكية عند تضرر الشرايين الصغيرة. والدراسة بحثية متخصصة بالقلب والأوعية الدموية أجريت على فترات طويلة لتقييم أثر تعاطى جرعة واحدة يوميًا من مثبطات البروتين ناقل السكر الكلوى المُعتمد على الصوديوم التى تمنع الكلية من إعادة امتصاص سكر الدم إلى جانب الرعاية القياسية بالمقارنة مع الدواء الوهمى، مضافًا إلى الرعاية القياسية لدى مرضى السكرى من النوع الثانى ولديهم حالات من أمراض القلب والأوعية الدموية. وأظهرت الدراسة أن إضافة المثبّط يؤخّر البدء فى العلاج بالبدائل الكلوية، مثل غسيل الكلى بنسبة 55% ويسجّل انخفاضًا بنسبة 44% فى مضاعفة الكرياتينين «المادة التى تستخلصها الكلى من الدم» فى الدم، وزيادة بنسبة 38% فى حالة بيلة ألبومينية زهيدة «مستويات عالية جدًا من البروتين فى البول تسمى البيلة». وأكد الدكتور إبراهيم الإبراشى، أستاذ الطب الباطنى فى جامعة القاهرة أن الحد من خطر أمراض القلب والأوعية الدموية هو أمر مهم لإدارة السكرى، حيث تعمل الدراسة على تحرى النتائج السريرية بعيدة المدى للمثبط على القلب والأوعية الدموية، فقد أثبت العلاج عبر مثبطات البروتين ناقل السكر الكلوى المُعتمد على الصوديوم بأنه طريقة فعالة لخفض مستوى الجلوكوز بالدم فى إدارة مرض السكرى مع أثر إيجابى على وزن الجسم وضغط الدم. وأضاف الدكتور يحيى مصطفى غانم، رئيس قسم الطب الباطنى والسكرى مستشفى الإسكندرية الجامعى: تعمل مثبطات البروتين ناقل السكر الكلوى المُعتمد على الصوديوم SGLT2 على امتصاص السكر الذى تطرحه الكلى فى البول ومنعه من العودة إلى الدم مع استمرار الكلية فى وظيفتها بامتصاص السكر من الدم، لأن هذا السكر مرتبط ارتباطًا مباشرًا بتركيز السكر فى الدم. قال الدكتور هشام الحفناوى، عميد المعهد القومى المصرى للسكر والغدد الصماء: «تسجّل مستويات السكر ارتفاعًا متزايدًا فى مصر وتمثّل تهديدًا كبيرًا على نمط حياة الأفراد وحالات الصحة بشكل عام وبالمقابل تم تسجيل ارتفاع فى حالات أمراض القلب والأوعية الدموية فى مصر خلال العقود القليلة الماضية نتيجة لعوامل الخطر المرتبطة بنمط الحياة، مثل التوتر والتدخين والنظام الغذائى غير الصحى، حيث إن إكمال دورة الرعاية يسهم بشكل كبير فى تحقيق نتائج أفضل لمرضى السكر ويمكن للفحوصات الدورية الوقاية من المضاعفات والنتائج الأخرى المرتبطة بهذا المرض». وأكد الدكتور محمد الضبابى، رئيس قسم الأدوية البشرية والمدير العام لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط وأفريقيا بشركة بوهرنجر إنجلهايم: مع تزايد مستويات الإصابة بالسكر تظهر حاجة ماسة لتركيز الأبحاث السريرية حول هذا المرض.