كتب- محمد عيسى وخالد أسامة: نظمت بعض المدارس عرضاً تمثيلياً يجسد حادث مسجد الروضة بشمال سيناء، الذي راح ضحيته المئات من الشهدء يوم الجمعة الماضي، بعد استهداف المصلين أثناء شعائر الصلاة. وأشرفت إدارة المدارس على المشاهد التي يقوم بها الطلاب، حيث المصلين الذين يؤدون الفريضة، والمسلحين الملثمين الحاملين للأسلحة، وآخرون يخرجون في مظاهرات تنديداً بجرائم قتل الأبرياء. وأثار العرض التمثيلي حالة من الجدل بين أولياء أمور التلاميذ من المشاركين في المحاكاة، لاسيما بسبب محاكاة استخدام السلاح. وفي هذا الصدد تواصلت "بوابة الوفد" مع عدد من الخبراء النفسيين، لمعرفة تأثير تلك المسرحية على الحالة النفسية للأطفال بعد تمثيل هذة الواقعة. في البداية أعربت الدكتورة هبه عيسوي، أستاذ الطب النفسى بطب عين شمس، عن عدم موافقتها فى وقف مديرى المدارس وتحويلهم للتحقيق، لأن هذا لا يمثل الحل، لأنه ستتكرر مثل هذه المسرحية أو "اللعبة" بين الأطفال كثيرًا فى الآونة المقبلة. وأضافت "عيسوى" فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن مثل هذه اللعبة تقلب موازين الفهم لدى الأطفال، بسبب انتصار الشر على الخير انتصارًا مؤقتًا، مما يرسخ عندهم المخاوف وعدم الأمان وبعض المظاهر مثل الخيانة والانحياز للشر. وأكدت أستاذ الطب النفسى، على ضرورة اختيار الألعاب قبل عرضها على الطفل، مثل لعبة "العسكر والحرامية"، لكي يكون لها أهداف سامية عند الأطفال مثل انتصار الخير على الشر، لأنه يتم القبض على "الحرامى" ومعاقبته في النهاية، لكي يتم تثبيت أفكار حب الوطن والانتماء إليه والدفاع عنه. وأكد الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، أنه كان يجب على مديري المدارس أن يستشيروا ذوى الخبرة من الطب النفسي أولاً قبل عمل هذه الواقعة التمثيلية. وأضاف فرويز، أن هذه المشاهد يختلف تأثيرها حسب المرحلة العمرية للطلاب، فلا يتساوى طلاب المرحله الأبتدائية والثانوية في التأثير النفسي الواقع عليهم، حيث تتسبب في رسوخ هذه المشاهد الدموية فى ذهن طلاب مرحلة الحضانة والأبتدائية، مما يتسبب فى خروج جيل خائفًا من الجماعات الإرهابية حتى بدون أن يقابلوهم، ويسبب لهم أيضًا العديد من المشاكل النفسية المستقبلية لهم. وأشار إستشاري الطب النفسي، إلى أنه إذا كان هذا التمثيل خاصًا بالمرحلة الثانويةن فلا توجد خطورة، لأنه يخاطب عقول ناضجة ومستوعبة فلا يؤثر ذلك عليهم بالسلب، بل يعمل على إثارة الروح الوطنية لهم، مما يعزز القدرة لديهم في مواجهة هذا الإرهاب الأسود. وأوضحت منى شطا، الاخصائية النفسية، أن هذه المسرحية التمثيلية ليست الأولى من نوعها، حيث تم تمثيل مثل هذه المشاهد من قبل، ولكن مع إختلاف الواقعة الحادثة. وأضافت شطا، أن هذه الواقعه ليست جديد على الأطفال لأنهم يشاهدون دائمًا على القنوات التليفزيونية ومواقع الإنترنت الكثير من الحوادث الإرهابية الحية، وخاصًة الواقعة في سوريا وفلسطين.