كتبت - أسماء خالد: «جوزى بيخاف منى وعايزنى ألبس النقاب وأنا فى البيت.. وقال لى: شكلك بيخوفنى، وقعت تلك الكلمات على مسامعى كالصاعقة.. شعرت وكأننى فى كابوس.. فقد أصبت بحالة نفسية سيئة بسبب كلام زوجى وقررت الانفصال عنه بالرغم من أنه حب طفولتى».. بتلك الكلمات الممزوجة بالحزن والألم روت «هبة» تفاصيل مأساتها التى تعانى منها بعدما أصيبت بحروق خطيرة فى الوجه. تقول «هبة»: تناسى زوجى السنوات الطويلة التى جمعتنا معاً تقاسمنا فيها أحزاننا قبل أفراحنا.. منذ أن فتحت عينى على الدنيا لم أر غيره.. بحكم أننا جيران، أحببته منذ أن أدركت معنى الحب وانتظرته منذ دخولنا المدرسة إلى أن أنهينا دراستنا وبعدها عمل فى شركة تكييف وتبريد، وتقدم لخطبتى، إلا أن أهلي رفضوا لسوء سمعة أسرته، وحاولت والدتى أن تبعدنى عنه إلا أنها لم تستطع ذلك، لأننى تعلقت به كثيراً لحبه الشديد لى وخوفه علىّ.. وبعد محاولات عديدة وضغط على أهلى نجحت فى إقناعهم بالموافقة على زواجى منه، لم تسعنى الدنيا من الفرحة.. أخيراً وبعد طول انتظار سأعيش مع الشخص الذى طالما حلمت به.. وبعد فترة خطوبة استمرت 7 أشهر، تمت مراسم الزفاف وبعدها انتقلت لعش الزوجية وقلبى يمتلئ فرحة وسعادة، ومرت سنتان على زواجى كان الجميع يحسدنى على حياتى التى أعيشها.. لم أر من زوجى غير كل خير كان يلبى كل طلباتى واحتياجاتى دون أن أطلب منه، لم يحرمنى من شىء، حتى جاء اليوم الذى لم يخطر ببالى، كان زوجى يجرى تعديلات وتشطيبات فى المطبخ، وجلس يستريح وطلب منى إعداد الطعام له، وبمجرد فتحى لشعلة البوتاجاز أمسكت النيران فى ملابسى، واحترق وجهى وشعرى، فقام بنقلى إلى المستشفى، وخرجت بعد يومين، ومنذ ذلك الوقت تحولت حياتى إلى جحيم بعدما تغيرت معاملة زوجى معى وجعلتنى تصرفاته وأفعاله أتمنى الموت فى كل لحظة واستمر الوضع كذلك ل4 أشهر تجرعت فيها كل أنواع العذاب والضغط النفسى. لأن النيران أخذت جمالى الذى تعود عليه وأصبح وجهى مشوهاً. تسكت «هبة» عندما تتذكر ما كانت تعانيه بعد سماعها تفاصيل مكالمة زوجها مع والدته ثم تغالب دموعها وتستكمل حديثها قائلة: فوجئت بزوجى يتحدث مع أمه فى الهاتف بكلام لم أتوقعه حيث قال لها «أنا زهقت يا أمى وشكلها بيخوفنى بالليل ومش عارف أعمل إيه»، شعرت أن قلبى يعتصر من الحزن فكيف يعاقبنى زوجى وحب عمرى على شىء ليس لى يد فيه.. وتمنيت الموت فى هذه اللحظة حتى يستريح قلبى، لم يكتفى زوجى بتلك الكلمات بل تغيرت طريقة معاملته معى. وأضافت «هبة»: لم أتخيل يوماً أن أقف أمام محكمة الأسرة أطلب الخلع من زوجى وحبيب طفولتى، ولكن هو من أجبرنى على ذلك بعدما تبدل به الحال وتحول الحب الكبير الذى يحمله لى لكراهية، أصبح لا يفكر فى شىء سوى فى كيف يتخلص منى بعدما تغيرت ملامح وجهى التى أحبها لسنوات طويلة، وبات ينفر منى حتى طالبنى بارتداء النقاب فى البيت كى تستمر الحياة بيننا. واختتمت الزوجة المكلومة حديثها قائلة: طلبت منه الطلاق، فرفض ولم يخبرنى عن السبب رغم أنى أعرفه وهو بشاعة وجهى بعد الحريق، احتراق وجهى وأنا أعد له الطعام.. تظاهرت أننى لا أعرف سبب رفضه ولكنى صممت على طلبى للطلاق وواجهته عندما أصر هو أيضاً عدم الطلاق بما أعرف وبما سمعت من حواره مع والدته.. فوجئ لحظتها أننى أعرف.. كيف لا أعرف وهو يريدنى أن أخفى وجهى عنه.. ربما لديه الحق ولكن ما ذنبى إنها إرادة الله.. قلت له إننى أوفر عليه وعلى نفسى مرارة الحياة.. وإننى أفضل أن أكمل حياتى وحدى دون ونيس لأن الحريق قد أضاع مستقبلى وأملى فى أن أرتبط بآخر وسأبقى مع ذكرياتى وأحزانى، ولكنه رفض وتظاهر بأنه لا يرغب فى تركي أو طلاقى.. ولكنه لم يستطع إخفاء نفوره وخوفه ورعبه من وجهى.. فكيف أواصل حياتى معه سيدى القاضى.. الموت أرحم لى، من أجل هذا جئت إليك وأنا يملأنى اليأس والحزن وليس لى أمل فى أى حياة.. سأبقى وحدى أنتظر نهاية حياتى.. وأملى فى الله كبير وفى عدالتكم لا أطلب من زوجى شيئاً لا شكراً ولا أموالاً.. أريد فقط أن أختفى من حياته.. لم أعد أستطيع تحمل نظرات الرعب التى فى عينيه.. جئت إليكم وقد التهمت النيران كل حياتى ومستقبلى والتهمت أيضاً حب زوجى ووفاءه وإخلاصه، وألقى بى فى نيران الوحدة والألم بخوفه منى ومن البقاء معى.. أرجوك ساعدنى سيدى فى أن أنعم بالراحة والأمان رغم البعد عنه.. لا أريد عطفاً ولا مواساة منه.. أريد أن أذهب إلى المجهول بعيداً عنه بعد ما رأيته وسمعته من أفعاله اللا آدمية معى.