انتخابات مجلس النواب 2025.. إقبال الناخبين على اللجان الانتخابية بأطفيح    مصر والصين    قريبًا.. الذكاء الصناعي يقتحم مجالات النقل واللوجستيات    وزير الصحة يستقبل نظيره اللاتفي لتعزيز التعاون في مجالات الرعاية الصحية    وزير التموين: توافر السلع الأساسية بالأسواق وتكثيف الرقابة لضمان استقرار الأسعار    أخبار الإمارات اليوم.. محمد بن زايد وستارمر يبحثان الأوضاع في غزة    بعد استعادة جثمانه، عائلة الضابط هدار جولدن ترفض طلب زيارة من نتنياهو    سارة نتنياهو تثير غضبا كبيرا في طبريا    ترامب يعفو عن متهمين بارزين بمحاولة إلغاء نتائج انتخابات الرئاسة 2020    المستشارة أمل عمار: المرأة الفلسطينية لم يُقهرها الجوع ولا الحصار    العراق: تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بشأن الانتخابات «تدخل واضح ومرفوض»    ميليسا فيلمنج: طلبت لقاء بعض اللاجئين السودانيين الذين استضافتهم مصر بسخاء    بمشاركة ممثلين عن 150 دولة.. مؤتمر ومعرض الحج 2025 يناقش تطوير خدمات ضيوف الرحمن    كأس العالم للناشئين| ترتيب مجموعة مصر بعد انتهاء الجولة الأخيرة «تأهل ثلاثي»    «سلّم على الدكة وقال الزمالك نادي كبير».. تصرفات «زيزو» بعد فوز الأهلي بكأس السوبر تثير جدلًا    مدرب منتخب ناشئي اليد يكشف كواليس إنجاز المونديال: الجيل الجديد لا يعرف المستحيل    مجلس الدولة يؤجل نظر دعوى إلغاء قرارات غلق البارات وحظر الخمور خلال رمضان    طلاب مدرسة بالقناطر الخيرية يؤدون صلاة الغائب على ضحايا حادث 3 سيارات    غرفة عمليات الجيزة: لا شكاوى من حدوث تجاوزات في انتخابات مجلس النواب حتى الآن    بالتوازى مع افتتاح المتحف الكبير |إصدارات جديدة تحكى قصة الحضارة المصرية القديمة    موعد ومكان جنازة المطرب إسماعيل الليثي    مراقب أردنى عن انتخابات مجلس النواب: استعدادات جيدة وتيسيرات لذوى الإعاقة    قلوبهم جامدة.. ما هي الأبراج الأكثر قوة؟    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    ابدأ من الصبح.. خطوات بسيطة لتحسين جودة النوم    وكيل صحة الإسماعيلية تشدد على حسن معاملة المرضى بمستشفى الحميات (صور)    طريقة عمل الكشرى المصرى.. حضري ألذ طبق علي طريقة المحلات الشعبي (المكونات والخطوات )    فيلم عائشة لا تستطيع الطيران يمثل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائي    نماذج ملهمة.. قصص نجاح تثري فعاليات الدائرة المستديرة للمشروع الوطني للقراءة    شقيق الفنان محمد صبحي: حالته الصحية مطمئنة ويغادر المستشفى غداً    العمل تسلم 36 عقد توظيف للشباب في مجال الزراعة بالأردن    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    الآثار: المتحف الكبير يستقبل 19 ألف زائر يوميًا    علاء إبراهيم: ناصر ماهر أتظلم بعدم الانضمام لمنتخب مصر    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    الأربعاء.. فن الكاريكاتير وورشة حكى للأوبرا فى مركز محمود مختار بمناسبة اليوم العالمى للطفولة    انتخابات مجلس النواب 2025.. إقبال كثيف من الناخبين على اللجان الانتخابية بأبو سمبل    تشييع جثماني شقيقين إثر حادث تصادم بالقناطر الخيرية    البنك المركزي: ارتفاع المعدل السنوي للتضخم الأساسي إلى 12.1% بنهاية أكتوبر 2025    تعرف على مدة غياب كورتوا عن ريال مدريد بسبب الإصابة    تاجيل محاكمه 17 متهم باستهداف معسكر امن مرغم بالاسكندريه    الاتحاد الأفريقي يدعو لتحرك دولي عاجل بشأن تدهور الوضع الأمني في مالي    كشف هوية الصياد الغريق في حادث مركب بورسعيد    بعد 3 ساعات.. أهالي الشلاتين أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم    بث فيديو الاحتفال بالعيد القومي وذكرى المعركة الجوية بالمنصورة في جميع مدارس الدقهلية    بالصور| سيدات البحيرة تشارك في اليوم الأول من انتخابات مجلس النواب 2025    تأجيل محاكمة «المتهمان» بقتل تاجر ذهب برشيد لجلسة 16 ديسمبر    وزير النقل التركي: نعمل على استعادة وتشغيل خطوط النقل الرورو بين مصر وتركيا    ماذا يحتاج منتخب مصر للناشئين للتأهل إلى الدور القادم من كأس العالم    حالة الطقس اليوم الاثنين 10-11-2025 وتوقعات درجات الحرارة في القاهرة والمحافظات    الرعاية الصحية: لدينا فرصة للاستفادة من 11 مليون وافد في توسيع التأمين الطبي الخاص    وزارة الصحة: تدريبات لتعزيز خدمات برنامج الشباك الواحد لمرضى الإدمان والفيروسات    انطلاق قوافل التنمية الشاملة من المنيا لخدمة المزارعين والمربين    جامعة قناة السويس تحصد 3 برونزيات في رفع الأثقال بمسابقة التضامن الإسلامي بالرياض    تنوع الإقبال بين لجان الهرم والعمرانية والطالبية.. والسيدات يتصدرن المشهد الانتخابي    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    شيكابالا عن خسارة السوبر: مشكلة الزمالك ليست الفلوس فقط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فات الميعاد على حل مشكلة قطر مع العرب
الدكتور سعد الزنط الخبير السياسى الاستراتيجى ل«الوفد»:
نشر في الوفد يوم 27 - 09 - 2017

روسيا والصين قادمتان.. وأمريكا تدير مرحلة سقوطها
تجميد 295 مليون دولار من المعونة لا يمثل شيئاً لمصر
المحكمة الجنائية الدولية أداة ضغط على الأنظمة التى تخرج عن الطاعة الأمريكية
العلاقات المصرية - الأمريكية استقرت بعد مرحلة «عبدالناصر».. والدوحة لم تكن يومًا جزءًا من الأمن القومى العربى
«30 يونية» أوقفت قطار دهس أمريكى كان قادماً للمنطقة
قال الدكتور سعد الزنط، الخبير السياسى الاستراتيجى، إن الوضع الإقليمى مرتبك منذ ثورات الربيع العربى وبه ذوبان لخريطة العالم العربى الذى يعيش فيما يشبه السنوات العشر التى كانت قبل «سايكس بيكو»، ولهذا فإن القوة العربية العسكرية والسياسية تعانى ترهلًا شديدًا، وأكد أن 30 يونية أوقفت قطار دهس أمريكى كان قادماً للمنطقة بالكامل.
مؤكدًا أن الدكتور حامد ربيع أول من كشف المخطط الصهيونى للمنطقة فى عشر مقالات ب«الوفد»، ولكنه لم يكمل لأنه اغتيل فى فرنسا.
وأشار إلى أن قطر دولة وظيفية تقوم بدورها فى التقسيم منذ 1995 وأنفقت المليارات على التنفيذ، لأن قطر لم تكون يومًا جزءاً من الأمن القومى العربى، بل هى خطر عليه.
وأضاف أنه قد فات الميعاد على حل مشكلة قطر مع العرب لأن النظام القطرى لم ينضج سياسيًا أو إنسانيًا ويظهر هذا فى تصرفاته.
كيف ترى قرار الخارجية الأمريكية بتجميد جزء من المعونة العسكرية التى تحصل عليها مصر منذ السبعينات؟
- الأسباب التى نجحوا بها غير مضبوطة وربطوها بحقوق الإنسان، وهكذا تعمل المحكمة الجنائية الدولية للضغط على الأنظمة التى تخرج عن السياق الأمريكى، ولقد شاهدت حوار لجنة الاعتمادات الأمريكية والأعضاء قالوا: إن مصر تحصل على المعونة منذ 1979 ودورها الحالى انحسر، فلماذا ندعمها؟ ثم إنهم يعتقدون أن الدعم لا يصل إلى مستحقيه ومصر أصبحت تحصل على سلاح متقدم جدًا من إيطاليا وألمانيا وروسيا، وفرنسا، رغم وجود معاهدة سلام والأمريكان يشعرون بأن مصر «تضحك» عليهم لأنها تستطيع أن تدبر أضعاف هذه المعونة وتحصل بها على السلاح بعيدًا عن أمريكا، رغم أن 295 مليون دولار لا يمثلون شيئاً لمصر لكن الموضوع إشارة للضغط على مصر.
هل هذا القرار يعتبر طارئاً جديداً على العلاقات المصرية - الأمريكية؟
- لا.. لأن العلاقات المصرية - الأمريكية على المستوى الاستراتيجى ثابتة، وهما حريصان على هذه العلاقات، وهذه الرؤية الاستراتيجية تتشكل من خلال مؤسسات اتخاذ القرار مثل البنتاجون، وCIA، أو الكونجرس والبيت الأبيض، ومراكز الأبحاث القريبة منه، ولهذا العلاقات المصرية - الأمريكية مستقرة، خاصة بعد مرحلة «عبدالناصر» رغم وجود فترات توقفت فيها المعونة خلال فترة «أوباما» و«بوش الابن» وأمريكا تعرف أنه ليس من مصلحتها خسارة مصر ذات الموقع الاستراتيجى ودورها فى المنطقة ولها معاهدة سلام مع إسرائيل، وليس من مصلحة مصر أن تخترق التوازن الذى فعلته مع الكتلة الشرقية والكتلة الغربية.
إلى متى ستظل المعونة الأمريكية إطاراً يغلف العلاقات بين البلدين؟
- وضع مصر الاقتصادى يسمح بأن تنتظر المعونة الأمريكية، لكن فى الغالب ستستغنى عنها، ربما فى 2018 أو 2019 لأن اقتصاد مصر ينمو، وقد حققت مصر فى العام السابق معدل نمو 3.4 رغم الحالة الصعبة التى تمر بها، لكن مصر تستخدم نسبة كبيرة من تسليحها من أمريكا ومشكلتها مع قطع الغيار، مع أن مصر تنبهت منذ سنوات إلى هذه المشكلة، ولهذا بدأت تنوع تسليحها.
كيف نرى الواقع الإقليمى وأزماته؟
- الواقع الإقليمى مرتبك منذ ثورات الربيع العربى وفيه حالة إذابة لخريطة المنطقة التقليدية التى رسمتها «سايكس/ بيكو» وأرى ملمح العشر سنوات التى كانت قبل «سايس بيكو» لأنه يوجد إعادة هندسة المنطقة، وفى ذات الوقت يوجد تغيير كبير يحدث فى مقتضيات الأمن الإقليمى فى تغيير عقيدة الكثير من الجيوش للتحول الذى أراه خلال العقدين القادمين للقوة القطبية العسكرية والاقتصادية فى العالم والتى ستتحول من الغرب إلى الشرق.
* معنى هذا أن روسيا والصين قادمتان؟
- نعم.. لأن أمريكا تدير مرحلة السقوط، والفرق بينها وبين الاتحاد السوفيتى الذى كان دولة مغلقة، فالسقوط كان سريعاً جدًا، لكن أمريكا لديها علماء ومؤسسات تستطيع أن تطيل أمد السقوط، لكن المقومات الثلاثة لقيام الإمبراطورية الأمريكية بدأت تتآكل.. وهى المقومات العسكرية القادرة على الوصول إلى أى متر مربع فى العالم، وأيضًا الديمقراطية المتجددة أو الاقتصاد فى انهيار.
وماذا عن الاتحاد الأوروبى؟
- أوروبا ستتحلل وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى كان برؤية لأنها تحلم بأن تعود إمبراطوريتها والعودة إلى مستعمراتها القيمة، ولهذا المنطقة العربية سيحدث فيها نوع من الهندسة الجديدة غير التى تمت فى الثلاثينات بدءاً من إنشاء جماعة الإخوان مرورًا بالقاعدة، لأن كل التنظيمات التى عملت كسكين لتقسيمات المنطقة كانت صناعة بريطانية ولهذا فالمنطقة تمر بمرحلة فاصلة بين استقرار كان وتغيير كبير منتظر أن يحدث.
وماذا عن نظرية الأمن القومى العربى؟
- الوطن العربى ممثل فى الجامعة العربية حدث له ترهل شديد فى القوة العربية سواء كانت قوة عسكرية أو سياسية، فالحد الأدنى للأمن القومى العربى غير موجود وحدث له ضربة كبيرة والذى كان يتمثل فى مصر وسوريا والعراق الذى انتهى فى مارس 2003 وسوريا بها مشاكل كثيرة وخلال السنوات العشر التى غابت فيها مصر حدث نوع من التقزم لتماسك العالم العربى وكل دولة بحثت عن أمنها القومى الخاص، وبدأت السعودية بقيادة القاطرة معتقدة أن الأمن القومى العربى بالاقتصاد الجيد، فوصلنا إلى المشاكل فى سوريا واليمن ولم تصنع شيئاً فى العراق.
وما تداعيات هذه الأحداث على المشهد المصرى؟
- لم تستطع فهم الموقف الحقيقى لتأثير ثورة 30 يونية على العالم لأنها أوقفت قطار دهس أمريكى كان قادماً للمنطقة بالكامل، ومنها 25 يناير، والتى بدأت تخطيطها فى 2005 من خلال مشاريع قديمة فى 1982 والدكتور حامد ربيع أول من كتب عن الرؤية الصهيونية لمؤسسة «كيفونيم» بالرؤية والتحليل عشر مقالات فى «الوفد» ورحمه الله اغتيل فى فرنسا.
متى بدأ تنفيذ هذا المشروع؟
- بدأ تنفيذ المخطط بعد زيارة «مبارك» لأمريكا فى 2005 حيث طلب من مصر أن يتحول الجيش المصرى النظامى إلى جيش لمحاربة الإرهاب، وتم وقف المعونة ووقف إرسال قطع غيار السلاح للتحول من المعدات الثقيلة إلى المتوسطة والخفيفة، وكان لسانهم فى هذا «محمد البرادعى» الذى تحدث فى هذا الشأن وكتب مقالات عديدة عن ضرورة تحول الجيش المصرى من العقيدة القتالية النظامية إلى عقيدة لمحاربة الإرهاب وكان ينقل كلام لجنة إدارة العالم ل«سورس»، وهذه الرؤية وضعها «كيسنجر» التى تحدث فيها عن معاهدة «بنسفانيا».
لكن عقيدة الجيش المصرى لم تتغير منذ آلاف السنين؟
- نعم.. كل من قاد مصر كان يؤمن بأن الأمن القومى المصرى أبعد من حدودها الجغرافية، منذ «رمسيس الأول» فى قادش و«أحمس» و«محمد على» كان لديهم رؤية للأمن القومى، والآن لدينا «السيسى» بنفس الرؤية بأن حدود الأمن القومى المصرى هى كل متر مربع فى العالم فيه فرصة لمصر أو فيه تهديد لها، ومصر لديها وعى شديد بأن الأمن الإقليمى سيحدث له تعديل فى المنطقة والقوة المتصارعة والطامعة، مثل إسرائيل وتركيا وإيران وبريطانيا وأمريكا لن يتركوا الخريطة كما هى، ولهذا مصر تخلق لنفسها أجواء استراتيجية لحمايتها.
وماذا عن دور قطر فى هذا المشروع؟
- قطر دولة وظيفية وتقوم بدورها منذ 1995 وأنفقت المليارات لأن لديها طموحاً وربما وعدت بالتمدد بأن تكون دولة أكبر من حجمها الحالى فى اجتماع 2002 والذى حضره «حمد» و«كونداليزا رايس» و«أردوغان» فى تركيا وتمت مناقشة تنفيذ المخطط الذى تم فى 2011، ودور قطر رئيسى للغاية لأن كل ما حدث فى المنطقة كان بمال أو يد قطرية، ومصر اشتكت من قطر أكثر من مرة منذ التسعينات ولم تتحرك دول الخليج إلا عندما وصلت إليها المخاطر القطرية التى وصلت إلى الأنظمة الحاكمة والعائلات المالكة، وقطر تؤدى دورها بحرفية ودون تردد رغم أن النظام القطرى لم ينضج سياسيًا وهذا يظهر فى تصرفاتها وفى تصريحات وزير خارجيتها.
وكيف ترى خريطة التحالفات الجديدة بعد لجوء قطر إلى تركيا وإيران؟
- حدثت تحالفات كثيرة لتصب فى مجال الأمن القومى وأولها كان 2015 بين مصر والسعودية والإمارات والأردن وأعلن «السيسى» عن القوة العربية المشتركة فتم استدعاء مجلس التعاون العربى إلى بيت الطاعة فى كامب ديفيد لمقابلة «أوباما» وعادوا ولم نسمع عن القوة العربية المشتركة شيئًا واستبدال مصر بتركيا وقطر بعد أن اختلفت مصر فى الرؤية حول سوريا واليمن مع السعودية وقطر كانت تدفع الأموال وتركيا كانت ستدخل سوريا بمليون جندى تركيا فى نهاية مارس 2016 لكن تدخل روسيا أوقف هذا المشروع رغم أن السعودية دفعت مليار دولار لتنفيذه.
وماذا عن القوة الإسلامية التى أعلنت فى واشنطن وأعد لها مؤتمر فى الرياض؟
- أعلن «عادل الجبير» من واشنطن عن القوة الإسلامية السنية وقالوا إنها تتشكل من السعودية وتركيا وباكستان وبعض الدول الإسلامية، وعندما بدأوا يشكلون هذه القوة، باكستان اعترضت على دخولها اليمن أو سوريا لأن معظم سكانها شيعة فكيف نحاربهم، فتحلل هذا التحالف، وكان نقطة فاصلة فى تاريخ الصراع العربى - الاسرائيلى للأمن الإقليمى فى مؤتمر «الرياض» الذى حضره «ترامب» ولولا كلمة الرئيس «السيسى» لكان الموقف للتاريخ لا يوصف لأن فى هذا المؤتمر دشنت ايران بديلًا عن إسرائيل فى الصراع فى المنطقة، ولأول مرة توافق الدول الإسلامية فى البيان الختامى على إنشاء قوة استراتيجية شاملة للشرق الأوسط، وبهذا يمكن لدخول إسرائيل فى هذه القوة.
هل القضايا القومية أصبحت خارج الاهتمامات القطرية؟
- عمر ما كانت قطر جزءاً من الأمن القومى العربى بل هى خطر عليه، فهذه الدويلة لا تمثل شيئاً، وليس لها مساحة داخل خريطة الأمن القومى العربى، وعندما بدأ يكون لها مساحة فى 1995 عندما أنشئت قناة «الجزيرة» ودخلت بشكل مكثف فى تثبيت الآخر لديها مثل القواعد الأمريكية والعلاقات مع تركيا واستجلابها لإيران.
كيف يتعامل الغرب مع قطر ودورها المشبوه فى رعاية الإرهاب؟
- الغرب لديه معلومات هذا الدور بكل تفاصيله، فبريطانيا هى صانعة الإرهاب وكل التنظيمات الإرهابية صنيعة إنجليزية، حتى ما يحدث الآن فى «ميانمار» ضد المسلمين هذا ما وضعته بريطانيا منذ 250 سنة هناك وأمريكا أكبر دولة فى العالم تدير وتستثمر الإرهاب، فهل يعتقد أحد أن يقول لقطر لا تتدخلى ولا تدفعى الأموال للإرهابيين، فالمشكلة فى الغرب المغيبون الذين لا يعرفون أن هذا ضياع للمقدرات العربية وفى السابق «القذافى» و«صدام» أضاعا ثروات بلادهما وبعض القادة العرب أضاعوا ثروات شعوبهم.
هل قطر تحجم الدور الغربى حتى لا يكون هناك رد فعل يكشفها ويعريها بالأموال التى تدفعها لهم؟
- قطر لا تملك أن تحجّم أو توسع الدور الغربى بل الغرب الذى يدير هذه العلاقة والاستثمارات القطرية فى ألمانيا وفرنسا تخطى من 400 مليار دولار، وقطر لها استثمارات عقارية فى ريطانيا 280 مليار دولار ولهذا الغرب يساند قطر والعرب فى تعاملاتهم مع الغرب يعتمدون على الإمكانيات المادية ولا تستفيد منها، بل تؤجل عنهم الشر فقط.
كيف يمكن التعامل مع قطر عربيًا بعيدًا عن الدخول فى صراعات أكثر حدة؟
- فات الميعاد على حل مشكلة قطر فى العرب، وتم تسليم هذا الملف للأمريكان، والعرب ليس لديهم القدرة على تغيير النظام القطرى بالمؤسسات الامنية، مع أن المخابرات العربية بدأت تبحث عن المعارضة القطرية وتتعامل مع ابن عم العائلة الحاكمة الذى كان أولى بالحكم، وقطر لن تعود إلى العرب الا بعد تغيير هذا النظام، وهذا أصبح صعباً جدًا بعد دخول إيران لأنها من الصعب جداً أن تخرج من قطر، وقطر هى قلب الأمن القومى الخليجى ومن الخطأ الكبير أن السعودية تلكأت فى التعامل مع شكوى مصر على مدار 10 سنوات من قطر.
هل هناك صراع إيرانى أمريكى إسرائيلى؟
- ليس هناك لا خلاف ولا صراع بين إيران وإسرائيل وأمريكا، والدور الذى تلعبه إيران فى منتهى الخطورة، وتوجد علاقة فى بطن التاريخ بين اليهود والفرس منذ «نبوخذ نصر» الذى بنى حدائق بابل والقصر لعشيقته، فقد سبى اليهود 30 سنة واحتجزهم وبنوا هذه المبانى، ثم كبر «نبوخذ نصر» وانتصر عليه «كورش» ولهذا هم يحملون الجميل للفرس.
إلى متى ستظل المساندة التركية لحماية الإخوان؟
- «أردوغان» يقدم المساندة وليس تركيا لأنه كان يحلم بالسلطنة والخلافة الإسلامية، وفى الاجتماع الخطير فى 2002 ثم الاتفاق على تخطيط المنطقة، وكان تم وعد «أردوغان» بالخلافة الإسلامية حتى فى عهد «مرسى» كان الكل يتحدث عن الخلافة الإسلامية، ولم يكن الحديث عن الأوطان بل عن الأمم والولايات، ولهذا التأييد مرتبط ب«أردوغان» ولن تستمر تركيا فى تأييد الإخوان بعد ذهاب «أردوغان» وحينها سينتهى المشروع التركى فى المنطقة.
وماذا عن التأييد القطرى لجماعة الإخوان؟
- قطر لن تعود للعالم العربى لأن الوضع أصبح خطيراً وشائكاً، وكل ما يحدث فى المنطقة وما تفعله قطر لصالح إسرائيل، والخطورة أن العرب ليس لديهم تقدير موقف صحيح من استفادة الغرب من استمرار الوضع القائم.
كيف ترى زيارات الرئيس الخارجية؟
- الرئيس «السيسى» يدير العلاقات الخارجية بشكل رائع، وتمت إنجازات جيدة، والطائرة الرئاسية المصرية كانت اتجاهاتها إلى الشمال والغرب، ولكن طائرة «السيسى» فى جميع الاتجاهات شرق وغرب وشمال وجنوب، و«السيسى» عمل أولويات لضمانات الأمن القومى، وهو الأهم خاصة فى الشرق والجنوب، والشرق لنا تجربة ناجحة معه لأنه يشبهنا، والتجربة أكدت فى الخمسينيات والستينيات عندما أقامت مصر بنية صناعية اقتصادية قوية كانت مع الشرق.
وأول نصر سياسى كبير كان السد العالى وكذلك أول نصر عسكرى فى أكتوبر كان مع الشرق وبعد 30 يونية فى 7 يوليو «بوتين» أعلن بشكل واضح أنه مع مصر وكل الإمكانيات الروسية رهن لمصر فالشرق بيننا وبينه ثقافة متقاربة.
وماذا عن سياسات الداخل؟
- المشروعات الكبرى فى الداخل تنجح لأن الرئيس يتابعها، وكل التحركات الخارجية والاتفاقيات التى بالمليارات مع الشركات فى الشرق أو الغرب، فهل نثق فى مؤسسات الدولة ووزاراتها بأنها تستطيع أن تتابع أم أنهم ينتظرون الرئيس ليتابعها.
ولهذا يوجد اتفاقيات عديدة مع الصين ولم يتم تنفيذها؟
- أعتقد أن زيارة الرئيس الأخيرة إلى الصين تأتى لصالح مشروع قناة السويس والقطار المكهرب لأنه يعرف بوجود اتفاقيات كبيرة مع الصين ولم يتم تنفيذها، وبالمناسبة السياحة الروسية لم تأت بسبب عدم وجودهم فى مشروع الضبعة، لأن روسيا تعلم جيداً أن المخابرات الإنجليزية هى التى فجرت الطائرة، ولهذا لم ترسل السياحة ليس بسبب الطائرة بل لعدم وجودها فى المشروع ليس من أجل 35 مليار دولار، بل تريد وجود قدم لها فى الشرق الأوسط بعد خروجها من العراق وسوريا وليبيا والجزائر ومصر واليمن.
إلى أى مدى يمكن الاستفادة من علاقتنا مع الصين؟
- الصين تؤمن بأن مصر دولة مهمة جدًا، كما قال الرئيس الصينى، لكن تجربة الصين مع مصر خلال ال30 سنة الماضية لم تفعل مصر شيئاً مع الصين على الرغم من أنها ترى أن العملاق الصينى هو القادم على الساحة العالمية، والصين خلال 2016 حصلت بمفردها على 13.5٪ من اقتصاد العالم، والصين أنشأت بنكاً دولياً جديداً بديلًا عن البنك الدولى وصندوق النقد الدولى من الغرب، ثم إن الصين لديها استعداد بأن تضم مصر إلى مجموعة «البريكس» ويصبح البريكس «+» مصر وبعض الدول الأخرى تنضم معها، ولكن على مصر السعى، خاصة أن لها نجاحات من الاقتصاد تؤهلها لذلك، لكن مشكلة مصر الحالية تكمن فى اختيار القيادات لأنها تجهض كل شىء.
هل مصر استفادت من أمريكا بعد مجىء ترامب؟
- بعد نجاح «ترامب» قلت فى وسائل الإعلام وفى مقالاتى، إن مصر لو لم تستطع خلال 6 أشهر من مجىء «ترامب» أن تستفيد من علاقته بمصر قبل أن ينشغل فى أروقة الحكم فلن تحصل منه على شىء، وهذا ما حدث، لأنه بدأ يتم الضغط عليه من المؤسسات الأمريكية ولم يستطع العمل كما يريد، لأنه يقول كلاماً والمؤسسات تطلب منه أمرًا آخر، لكن مصر الآن تدير علاقتها الخارجية بشكل جيد جدًا ولها علاقات ممتازة فى الخارج سواء فى الشرق أو الغرب أو الجنوب والشمال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة