لم يلتفت أحد إلى التصريح المحترم للسفير الصينىبالقاهرة، والذى يعبر عن روح جديدة مهمة فى التعاون بين مصر والصين. ليس هذا فقط، بل يرسم خريطة جديدة للتجارة بين البلدين. قال السفير الصينى لدى مصر ليا وليتشيانغ أن الحكومة الصينية قررت إعفاء السلع المصرية من الرسوم الجمركية عند دخولها إلى السوق الصينية. هذه الخطوة تدعم زيادة التعاون التجارى بين البلدين. وتعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين القاهرةوبكين، التى شهدت تطوراً ملحوظاً منذ إقامة «الشراكة الشاملة» فى 2014، وترقيتها إلى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة» فى 2022 فى أثناء زيارة الرئيس الصينى شى جين بينج لمصر، بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى. تصريحات السفير الصينى جاءت خلال فعاليات منتدى الاستثمار المصرى الصيني. وهى تؤكد أن الصين أكبر شريك تجارى لمصر على مدار ال 13 عاماً الماضية، وهى بفضل العلاقة الوطيدة التى تجمع الرئيسين السيسى وبينج، وتؤكد عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والرغبة المشتركة لتعزيز التعاون فى مختلف القطاعات الاستثمارية والصناعية. وقد بلغ حجم التبادل التجارى بين الصين ومصر 9.6 مليار دولار فى 2024، مع توقع رفعها إلى 15 مليار دولار بحلول 2030، وفقاً لتقرير صادر عن وزارة التجارة الصينية. قرار الحكومة الصينية إعفاء الواردات المصرية من الرسوم الجمركية خطوة مهمة تستهدف تشجيع المنتجات المصرية المتميزة وزيادة حجم التبادل التجارى بين الجانبين. الصينيون يعشقون التمر المصرى والفراولة المجمدة. كما أن الصين من أنشط المستثمرين فى السوق المصرية، إذ تعمل أكثر من 2800 شركة صينية فى قطاعات متنوعة، إلى جانب المنطقة الصناعية الصينية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التى تضم نحو 190 شركة باستثمارات تتجاوز 3 مليارات دولار. وهو ما يساهم فى تعزيز التنمية الاقتصادية فى مصر، وخلق فرص عمل جديدة، ونقل التكنولوجيا والخبرات الصناعية. كما أن الصين تدعم مصر فى مجالات الطاقة المتجددة، والصناعات التحويلية، واللوجستيات، بما يحقق أهداف التنمية المستدامة للطرفين. إعفاء الواردات المصرية من الجمارك يعد الإعلان الأول من نوعه فى إطار مبادرة «الحزام والطريق»، والذى يأتى كجزء من استراتيجية بكين لتعزيز التجارة مع الدول النامية. دعاء: اللهم يسر أمورنا، وأصلح أحوالنا..