مدرسة إسنا الثانوية الصناعية تحصد المركز الأول على الأقصر في التأسيس العسكري (صور)    رئيس «هيئة ضمان جودة التعليم»: ثقافة الجودة ليست موجودة ونحتاج آلية لتحديث المناهج    محافظ كفرالشيخ يشهد الاحتفالات بعيد القيامة المجيد بكنيسة مارمينا والبابا كيرلس    8 معلومات عن مركز البيانات الحوسبة السحابية الحكومية P1    خبراء عن ارتفاع البورصة اليوم: صعود قصير الأجل    صرف مرتبات شهر مايو 2024.. اعرف مرتبك بعد الزيادات الجديدة و جدول الحد الأدنى للأجور الجديد    تفخيخ المخلفات في المنازل، جريمة جديدة لجيش الاحتلال داخل غزة    أحمد ياسر ريان يقود هجوم سيراميكا كليوباترا أمام فاركو بالدوري المصري    رقم سلبي يثير مخاوف برشلونة قبل مواجهة فالنسيا في الدوري الإسباني    أنشيلوتي يفوز بجائزة مدرب شهر أبريل في الليجا    حملات مكبرة على أفران الخبز البلدي والسياحي بالجيزة (صور)    إخلاء سبيل المتهمين فى قضية تسرب مادة الكلور بنادى الترسانة    وكيل تعليم دمياط يتفقد سير امتحانات المستوى الرفيع بمدرسة اللغات الرسمية    السكة الحديد تعلن جدول تشغيل قطارات مطروح الصيفية بدءا من أول يونيو    «خنقتها لحد ما ماتت في إيدي».. المضيفة المتهمة بقتل ابنتها في التجمع تفجر مفاجأة    رئيس قضايا الدولة ينظم حفلا لتوزيع جوائز وقف الفنجري    ردود أفعال واسعة بعد فوزه بالبوكر العربية.. باسم خندقجي: حين تكسر الكتابة قيود الأسر    خالد جلال يشهد عرض «السمسمية» على المسرح العائم    جدول عروض اليوم الخامس من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    تحت شعار «غذاء صحي وآمن لكل مواطن».. «الصحة» تفتتح المؤتمر السنوي الثالث لمعهد التغذية    الإصابة قد تظهر بعد سنوات.. طبيب يكشف علاقة كورونا بالقاتل الثاني على مستوى العالم (فيديو)    بدون بيض أو زبدة.. طريقة عمل بسكويت العجوة في الخلاط    الكشف على 1270 حالة في قافلة طبية لجامعة الزقازيق بمركز مشتول السوق    تحذير قبل قبض المرتب.. عمليات احتيال شائعة في أجهزة الصراف الآلي    مشجع محلاوي يدعم الفريق بالجيتار قبل مباراة لافيينا    كرة اليد، جدول مباريات منتخب مصر في أولمبياد باريس    بث مباشر مباراة غزل المحلة ولافيينا (1-1) بدوري المحرتفين "مرحلة الصعود" (لحظة بلحظة) | استراحة    برلماني: زيارة أمير الكويت للقاهرة غدا يعزز التعاون بين البلدين و يدعم أمن واستقرار المنطقة    الصين تشارك بتسعِة أجنحة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب ال33    هنا الزاهد بصحبة هشام ماجد داخل الجيم.. وتعلق: "فاصل من التمارين العنيفة"    هل حبوب القمح يجب فيها الزكاة ومتى بلغ النصاب؟ الأزهر للفتوى يجيب    بيت الزكاة والصدقات يطلق 115 شاحنة ضمن القافلة السابعة لحملة أغيثوا غزة    مصرع 42 شخصا إثر انهيار سد في كينيا    برلماني: افتتاح السيسي مركز البيانات والحوسبة السحابية انطلاقة في التحول الرقمي    ب600 مليون جنيه، هيرميس تعلن إتمام الإصدار الخامس لطرح سندات قصيرة الأجل    رئيس جامعة أسيوط: استراتيجية 2024-2029 تركز على الابتكار وريادة الأعمال    تنظيم ندوة عن أحكام قانون العمل ب مطاحن الأصدقاء في أبنوب    صحتك تهمنا .. حملة توعية ب جامعة عين شمس    النشرة الدينية .. أفضل طريقة لعلاج الكسل عن الصلاة .. "خريجي الأزهر" و"مؤسسة أبو العينين" تكرمان الفائزين في المسابقة القرآنية للوافدين    أفضل طريقة لعلاج الكسل عن الصلاة.. سهلة وبسيطة    بعد أنباء عن ارتباطها ومصطفى شعبان.. ما لا تعرفه عن هدى الناظر    وزير المالية: نتطلع لقيام بنك ستاندرد تشارترد بجذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر    علوم حلوان تناقش دور البحث العلمي في تلبية احتياجات المجتمع الصناعي    رئيس الوزراء الإسباني يعلن الاستمرار في منصبه    أمير الكويت يزور مصر غدًا.. والغانم: العلاقات بين البلدين نموذج يحتذي به    مقترح برلماني بدعم كليات الذكاء الاصطناعي بالجامعات الحكومية    تجليات الفرح والتراث: مظاهر الاحتفال بعيد شم النسيم 2024 في مصر    شروط التقديم في رياض الأطفال بالمدارس المصرية اليابانية والأوراق المطلوبة (السن شرط أساسي)    الصين فى طريقها لاستضافة السوبر السعودى    بشرى سارة لمرضى سرطان الكبد.. «الصحة» تعلن توافر علاجات جديدة الفترة المقبلة    السيسي عن دعوته لزيارة البوسنة والهرسك: سألبي الدعوة في أقرب وقت    إصابة 3 أطفال في حادث انقلاب تروسيكل بأسيوط    أسوشيتد برس: وفد إسرائيلي يصل إلى مصر قريبا لإجراء مفاوضات مع حماس    فضل الدعاء وأدعية مستحبة بعد صلاة الفجر    رئيس الوزراء: 2.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة تدهورت حياتهم نتيجة الحرب    تراجع أسعار الذهب عالميا وسط تبدد أمال خفض الفائدة    حالة وفاة و16 مصاباً. أسماء ضحايا حادث تصادم سيارتين بصحراوي المنيا    شبانة: لهذه الأسباب.. الزمالك يحتاج للتتويج بالكونفدرالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبير الشئون الدولية ل"الوفد":
د. سعيد اللاوندى: استقرار مصر يغضب أمريكا.. و"السيسى" سيرفض المعونة قريباً المشهدان الليبى والسورى معقدان ومصر حريصة على مصلحة الشعبين
نشر في الوفد يوم 08 - 01 - 2015

تبدو التحديات التى ستواجهها مصر كبيرة خلال عام 2015 فهى محاطة بسلسلة من المخاطر والمؤامرات التى يسعى المخططون لها لفرملة مسيرتها وتعطيل عبورها للمستقبل،
وتتم تلك المؤامرات بمشاركة دول إقليمية وبعض الدول العربية ورعاية غربية لعرقلة «السيسى» وإسقاطه كما حدث مع محمد على وعبدالناصر.. هكذا يرى دكتور سعيد اللاوندى، خبير العلاقات السياسية والدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، ما تواجهه مصر من تحديات داخلية وخارجية.
«اللاوندى» أكد فى حواره ل«الوفد» أنه لا يوجد من يستطيع أن يزايد على مصر ودورها الوطنى والقومى لأنها دائماً تنحاز إلى التضامن والوحدة والتآخى، مؤكداً أن السيسى وضع سياسة فاعلة بالانفتاح على العالم شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً بركيزة استراتيجية للسياسة الخارجية، لأنه يتطلع بأن تصبح مصر دولة من دول الصف الأول فى العالم ولأنه يضع مصر فوق كل اعتبار.
والمواطن البسيط فى حساباته من خلال بعد إنسانى لم يشعر به أحد من قبل استيقظت مصر أخيراً واستردت هيبها واحتفت بها معظم دول العالم.
مشيراً إلى رفض مصر الحلول العسكرية فى سوريا وليبيا بعد التجربة العسكرية فى العراق واستمرار وجود الجيش الأمريكى به فى ملابس مدنية مؤكداً أن الجيش الليبى الوطنى هو الوحيد القادر على إنقاذ ليبيا من براثن الإرهاب وخطر التقسيمات، واصفاً المشهد السورى بالمعقد لتغير الأحداث به ووجود مؤامرة ضد سوريا لصالح إسرائيل.
كيف ترى تطورات العلاقات المصرية العربية فى هذه المرحلة؟
- الرئيس «السيسى» شديد الغيرة على مصالح مصر وأمنها وله صلات قوية جداً مع مجلس التعاون الخليجى خاصة العلاقة الطيبة بينه وبين العاهل السعودى وأيضاً يوجد تفاهم بينه وبين المنطقة العربية بسبب التحديات التى تواجه مصر والمنطقة مما ساعد على ظهور هذه اللحمة التى ظهرت مع منع المعونة الأمريكية عن مصر فقدمت السعودية والكويت والإمارات بدائل للمعونة.. وعندما ظهرت المشكلة مع الغرب أرسل خادم الحرمين الشريفين وزير الخارجية السعودى لفرنسا والتقى رئيس حكومتها بهدف المساهمة من خلال الأزمة فى هذا الشأن بعد أن كان العالم كله يتبنى وجهة النظر الأمريكية بشأن أن ما جرى فى مصر انقلاب ولكن العالم تأكد أن السيسى قادر على مواجهة التحديات فأعلنوا أنهم سوف يساعدونه، خاصة بعد زيارته إلى فرنسا وإيطاليا وجاءت إليه دعوة من ملك إسبانيا ثم الزيارة الكبرى التى توجه بها إلى الصين.
وما دلالة تغير المواقف الدولية تجاه مصر؟
- هذا يعنى أن المجتمع الدولى اقتنع بهذا الرجل باعتبار أنه منقذ مصر من التهلكة وأن السيناريوهات كانت موجودة كالتى نفذت مع اليمن وليبيا وسوريا، ولكن عندما ذهب السيسى وأقنع العالم بأن ما حدث فى مصر ثورة شعبية حتى أوباما ذهب إليه بحاشيته مع أن السيسى لم يزر أمريكا بل كان فى ضيافة الأمم المتحدة.
هل هذه العلاقات تدفع نحو تضامن عربى فعال بعيداً عن النزعات الفردية لبعض الحكام؟
- نعم.. والحكام العرب تغيروا لأننا نعيش عصر الشعوب العربية الإسلامية، والمنطق يقول إن مصالحة مصر مع قطر بدأت عندما حاول العاهل السعودى إقناع السيسى بالبيان الشهير بعد المرحلة الأولى من المصالحة بين قطر والمجلس الخليجى وصولاً إلى التضامن العربى من منطلق ألا أحد يستطيع أن يزايد على مصر إطلاقاً لأن مصر دائماً مع التآخى والوحدة والتضامن، ولهذا فالمرحلة القادمة ستكون مختلفة حتى مراحلها عن التضامن والوحدة.
التشرذم العربى
لكن ألا ترى أن هناك مخاطر تواجه هذه العلاقات؟
- المخاطر ستكون من الغرب وأمريكا التى لا يهمها فى الشرق الأوسط إلا أمن إسرائيل ثم الأمن النفطى، وبالتالى التضامن العربى لا يروق للغرب إطلاقاً، ولهذا توجد مخططات لأمريكا فى المنطقة وهى الحرب بالوكالة ولهذا يريدون أن تكون قطر موجودة بخلافاتها مع الدول الأخرى وأيضاً تركيا حتى يستمر التشرذم العربى وتتغلب عليه أمريكا والغرب.
ما هى الدول والجماعات التى تدير ملفات أمريكا فى المنطقة؟
- بالطبع قطر وتركيا، خاصة أن قطر كانت فى يوم من الأيام ترساً كبيراً فى السياسة الخارجية الأمريكية وهى دولة عربية ومع هذا قطر لا تضع سياسات بل تنفذ أجندات والأجندة المطروحة الآن هى التفرقة فى المنطقة العربية وتوجد جماعات مثل الإخوان وعلاقتها بالتمويلات الأمريكية معروفة جداً وهناك أشخاص إرهابيون يحصلون على مساعدات مالية لوجستية من الغرب بشكل عام، وعندما اختطف الإخوان مصر سنة أمريكا قدمت لهم دعماً ادعت أنه للشعب المصرى لكنه كان للإخوان لأنها احتضنتهم والآن أوباما يحاكم على هذه الأموال أمام الكونجرس.
إذن لست متفائلاً بتصالح مصرى - قطرى؟
- لا.. لست متفائلاً وأرى أن عام 2015 سيكون ثقيلاً وكبيساً والتحديات فيه ستكون كبيرة جداً ومصر مليئة بالشائعات المغرضة والمستفيد منها هم الذين يبغون فرملة مصر وتعطيلها، وهذا يذكرنا بمشكلة «محمد على» و«عبدالناصر» عندما تآمر عليهما الغرب وأسقطهما، وأعتقد أن هناك خطة غربية تشارك فيها دول إقليمية وعربية لعرقلة السيسى» وإسقاطه.
وما دور الداخل ليقف أمام هذه المخططات والتجارب التاريخية ماثلة أمامه؟
- على الداخل أن يساعد خاصة بعد ما شاهد الخطط التى نفذت فى سوريا وليبيا واليمن ولولا أن الشعب والجيش التحما مع السيسى لم يكن فى استطاعتنا إيقاف هذه المخططات ولابد للشعب ألا ينظر إلى مصالح شخصية بل إلى مصلحة الوطن كما فعل السيسى ورفع شعار «تحيا مصر» لأنه لم يفكر فى ذاته وفكر فى مصر وعرف أن التحديات كبيرة جداً، ولهذا لابد أن نثق فى أنفسنا وقيادتنا حتى نقف أمام هذه المخططات.
رضا أمريكا
ما أهم التحديات التى تؤثر على انطلاق مصر نحو تحقيق أهدافها؟
- من أهم التحديات محاولة القوى الخارجية التأثير السلبى على المشاريع التى تقوم بها الحكومة ولا أقول فرض هذه القوى لمشروعات بعينها على مصر، وعلى سبيل المثال أذكر أن جون كيرى زار القاهرة ثلاث مرات خلال عشرة أيام لإقناع مصر عبر «السيسى» بالانضمام للتحالف الدولى لضرب داعش ورفض السيسى قائلاً: إنه ضد الإرهاب كله وليس ضد جماعة بعينها وكانت أمريكا تهدف من وزراء ذلك شغل مصر بحروب خارجية لتعطيلها عن إعادة بناء المؤسسات والخروج من حالة الضعف التى مرت بها بسبب توابع الفترة الماضية والسيسى أدرك ما تضمره نوايا الإدارة فى واشنطن ضد مصر ولذا لم يذهب لأمريكا بل توجه لروسيا وفتح طريقاً من المياه الدافئة كان الروس يحلمون بها عبر مصر ودول الخليج أيضاً على اتصال دائم بهم وكل ذلك يثير غضب أمريكا على «السيسى» ولن تعدم من إيجاد طرق أخرى للعمل على تعطيل مسيرة العمل والإنتاج والتقدم فى مصر.
ربما السيسى لم يتلق دعوة لزيارة أمريكا؟
- هم لا يوجهون دعوة لكننى أعتقد أنه طالما فتح الطريق مع الصين وروسيا ستظل الأمور جامدة مع أن علاقتنا دائماً مع أمريكا لم تكن فى صحة جيدة، وقد يحدث فرملة لمصر فى المشاريع التى تقوم بها، خاصة أن السيسى سعى خلال 6 أشهر بأن يضع مصر على طريق الريادة الإقليمية والهيبة الدولية والفتوحات الدبلوماسية الأفريقية بعد أن كان يوجد أحاديث عن الحروب وتجييش الجيوش بيننا وبين إثيوبيا لم يعد هذا أمراً وارداً على الإطلاق.
هل تعتقد أن السيسى اخترق أوروبا وكيف؟
- نعم.. ولأول مرة أحدث «السيسى» اختراقاً لأوروبا التى كانت تسير وراء أمريكا معصوبة العينين، أمريكا أوقفت المعونة لمصر أتوماتيكياً، وربما منعت المساعدات الأوروبية مع أنها كانت أدوات لمحاربة الإرهاب، وعندما قام السيسى بزيارته لفرنسا وإيطاليا أحدث الاختراق لأوروبا وكل الدول بدأت تلتفت إليه إلا قليلاً وإسبانيا غضت الطرف عن أمريكا ووجهت دعوتها إلى السيسى والرئيس الفرنسى تحدث عن الجانب الثقافى بين مصر وفرنسا، إذن هم يضعون أعينهم على مصر.. ولكن أمريكا لا ترضى عن التحركات المصرية مع أن السيسى قال إن علاقاتنا متوازنة مع الجميع وعلاقة مصر مع روسيا لا يجب أن تؤخر علاقتنا مع الأمريكان ولكن هذا الأمر لم يفهمه الغرب أو فهمه وتغاضى عنه ويريد الضرر بمصر والوقوف فى وجهها حتى لا تتقدم.
ماذا عن خطوة التنظيمات الإرهابية فى ليبيا على الوضع فى مصر؟
- الرئيس «السيسى» أعلن موقف مصر من ليبيا مؤكداً أنه لدينا أفكار وليس مبادرات وكذلك الحال بالنسبة لسوريا، واهتمام مصر بليبيا يأتى من جانبين جانب عروبى لدى الرئيس والآخر أن ليبيا متاخمة لحدودنا غرباً والأسلحة التى كانت موجودة فى «الفرافرة» جاءت عبر ليبيا، ومع هذا نرفض أى تدخل عسكرى فى ليبيا ونرى أن الحل السياسى هو الأفضل والأمثل ولهذا مصر تراهن على الجيش الوطنى الليبى بقيادة «حفتر» باعتبار أن الجيش المصرى هو الذى أنقذ مصر، ولكن ربما الميليشيات المسلحة فى ليبيا هى التى تعطل الحلول، بالإضافة إلى أن أمريكا لن تتركنا نتوحد لأن هناك تقارير تشير إلى أن «برقة» ستصبح دولة و«طرابلس» أيضاً و«طبرق» وهذه تقسيمات غريبة جداً ولهذا لن ينقذ ليبيا من براثن الإرهاب والتقسيم إلا الجيش الليبى الوطنى.
ماذا عن جهود مصر الرامية لاستقرار ليبيا؟
- بالطبع توجد جهود مصرية يمكن أن تدفع إلى الاستقرار لكنها جهود تنطلق من مبدأ الحل السياسى وليس الحل العسكرى الذى تستبعده مصر، ولن نذهب إطلاقاً بجيش مصر داخل ليبيا، وهذا لا يعنى أننا نغض الطرف عنها بل نحن حريصون على وحدتها.
تفتيت الأمة
المشهد السورى معقد لوجود بعض الأطراف العربية الفاعلة فى هذا الملف؟
- بالطبع الموقف فى سوريا معقد والأحداث متقلبة وأشبه بالرمال المتحركة و«السيسى» بعروبته لا يمكن أن يكون ضد سوريا أو شعبها ونحن يهمنا حقن دماء الشعب السورى، خاصة بعد ظهور الخلافات بين النظام والمعارضة، ووجود مؤامرة دولية تجاه سوريا لصالح إسرائيل التى كانت دائماً ما تهدد سوريا والكونجرس الأمريكى يوافق على هذه التهديدات لما لسوريا من علاقات مع إيران وروسيا، ولهذا أعتقد أن «السيسى» يميل إلى الحل السياسى فى سوريا، ويرفض الحلول العسكرية لأننا جربناها مع العراق وليبيا وحتى الآن الجيش الأمريكى فى العراق ويلبس لبساً مدنياً، وإذا انهارت سوريا فالدور على مصر ثم على دول الخليج وتتفتت الأمة العربية.
لكن التدخلات العسكرية انتهت فى الفكر الاستراتيجى المعاصر؟
- هذا حقيقى.. ولهذا يوجد مراكز بحثية ومراقبون وسياسيون وباحثون وعلماء نفس يعملون فقط على الشرق الأوسط لتفتيته وإخضاعه لأن أمريكا تخشى نهوض الشرق الأوسط لما يملكه من كل مقومات النهوض لغة واحدة، وأموال النفط ورجال سياسة عباقرة، وبهذا أصبح الشرق الأوسط مرشحاً لحكم العالم وليس أمريكا أو روسيا، شرط أن يتوحد ويصبح له صوت عربى واحد وهذا هو سبب المؤامرات التى تحاك له من الغرب وأمريكا، مع أن التداخل العسكرى انتهى لكن يوجد غزو ثقافى للمنطقة العربية تغذى الخلافات داخل الدولة الواحدة تتمثل فى خلافات دينية وعرقية، وأمريكا تحصد نتيجة هذه الخلافات لصالح إسرائيل.
وما الأطر التى تنظم العلاقات المصرية - الإثيوبية وأسلوب التعامل مع أزمة سد النهضة؟
- أفضل شىء أن السيسى نزع فتيل الأزمة بين مصر وبين إثيوبيا لأن 80٪ من مياه النيل قادمة من إثيوبيا، والسنوات الماضية كان يوجد دجل فى السياسة مع أفريقيا، ولم يذهب مبارك إلى أفريقيا بعد محاولة اغتياله الفاشلة فى إثيوبيا وكان يرسل مندوباً عنه، وبالتالى أصبحت مصر غائبة عن القارة السمراء، ونحن كنا مهملين أفريقياً بالفعل فاقتنصت إسرائيل الفرصة وشغلت الفراغ الذى تركته مصر وأصبحت تدرب جنود الجيش الإثيوبى، ولكن بعد مجىء السيسى ودعوة وزير خارجية إثيوبيا إلى حفل تنصيب الرئاسة هذا أحدث حلحلة فى الأزمة التى كان للإعلام الصهيونى دوراً فيها لأنه روج أن مصر لا تهتم إلا بمصالحها وأن لديها عقدة التعالى والسمو على الأفارقة وهذا كلام مغرض مع أنه كان فيه بعض من الصدق ولكن بعد أن تم نزع فتيل الأزمة وبناء جسور من الثقة بيننا وبين إثيوبيا، وأصبحت مصر تسير معهم فى اتجاه التنمية بهدف العيش المشترك الذى لا بديل له بالنسبة للشعبين.
وهل طرأ جديد على العلاقات المصرية - السودانية بعد 30 يونية؟
- فى مرحلة من المراحل كنا ننظر إلى السودان على أساس صانع المشاكل بالنسبة لنا فيما يتعلق بالإرهاب وما تلاه من صدور حكم على «البشير» ولكن بعد 30 يونية مصر اهتمت بالقارة السمراء التى تبدأ من السودان الشقيق، واستضاف السيسى الرئيس عمر البشير، وسلفاكير فأحدث نوعاً من الحلحلة فى الأزمات بما أكد أن السودان ومصر لن يتخليا عن بعضهما كما حدث فى السابق عندما تخلينا عنه سياسياً ودفع الطرفان كثيراً من الثمن، ولذلك شعر السودان أن مصيره مع مصر وليس مع طرف آخر ولهذا لا توجد خلافات مع السودان أو إثيوبيا بل يوجد تنسيق كامل بينهم.
ماذا عن الموقف العدائى التركى ضد مصر؟
- عندما استيقظت مصر واستردت هيبتها ارتبكت تركيا لأنها كانت تريد أن تملأ الفراغ، ولكن بعودة الحيوية لمصر ضاعت الفرصة على تركيا، لأنها تحتاج إلى العالم الإسلامى، بعد أن كانت تريد الارتماء فى أحضان الاتحاد الأوروبى الذى وضع شروطاً قاسية جداً لها، ونصح داود أوغلو «أردوغان» من خلال كتابه «العمق الاستراتيجى» أن يرتمى فى حضن الدول الإسلامية ويصبح الوالى العثمانى الجديد، ولكن صحوة مصر غيرت هذه الاستراتيجية تماماً، والآن هم يعيشون فى تركيا حلاوة الروح، ولهذا «أردوغان» يشكك فى سياسة مصر وفى رئاستها وفى ريادتها، لأنه فقد وعيه، خاصة بعد ظهور بوادر مصالحة بين مصر وقطر، وهنا شعرت تركيا بالعزلة التامة ولهذا تهاجم مصر فى كل مناسبة ويصدر توجهات وبيانات لأنه شعر بأن الدول ستلتف حول نفسها بعد عودة مصر إليها، ونحن لسنا فى حاجة إلى تركيا وستعود إلى النسيان قريباً، خاصة أن علاقتنا معها علاقة دولة مع حزب لأن أردوغان يمثل حزباً ولا يمثل دولة، والآن يواجه قلاقل كثيرة تتمثل فى أن حرية التعبير فى خطر شديد ويوجد هجوم من أردوغان وقواته على رئيس تحرير جريدة «الزمان» التى تحدثت عن الفساد الذى يتورط فيه «بلال» ابن أردوغان بل إنه من كبار الفاسدين فى تركيا.
التجربة الصينية
هل زيارة الصين التى قام بها السيسى كفيلة بأن تحول العلاقات بين دولتين صديقتين إلى شراكة استراتيجية؟
- لا.. بل الصين كانت تراقب ما يحدث فى مصر وكان يحز فى نفسها أن تكون بعيدة بشكل أو بآخر هكذا، وكان نظام المخلوع يرضى أمريكا فكان يبتعد عن الشرق وما فيه، ولذلك كانت سفاراتنا فى روسيا والصين لا تعمل بشكل جيد، ولكن بعد السيسى تغيرت الأوضاع كثيراً والصين عكفت على نفسها اقتصادياً فى البداية إذن هى تود أن نقرأ التجربة الصينية وبالتالى وافق الرئيس على نقل العلاقة الثنائية المتميزة بين دولتين إلى علاقة شراكة استراتيجية سيستفيد منها الجانبان.
الحل السحرى
وما وجه هذه الاستفادة؟
- الصين ستستفيد من خلال رجال الأعمال والشركات.. إلخ، وكنا نواجه الصين فى أماكن كثيرة مثل السودان وأفريقيا، ثم إن الدول الأجنبية بالكامل تعاملت معنا على أنها تمتلك الحل السحرى سياسياً، مع أن الصين هى الدولة الوحيدة التى غزت العالم اقتصادياً، ولهذا العالم الغربى يطلق عليها العالم الصينى، والصين فى حاجة إلى مصر كسوق مفتوحة، ولهذا توجد تبادلية المواقف هو الأساس ومصر تحتاج إلى مستثمرين جدد من خلال الشركات وليس من خلال الأفراد، ولذلك تم نقل العلاقة من علاقة ثنائية إلى علاقة شراكة استراتيجية.
ما هو تقييمك لتأثير زيارة السيسى إلى الصين فى علاقتنا مع الغرب؟
- الغرب بالكامل يتوجس تماماً من تحركات مصر، ونذكر أن السيسى خلال زيارته إلى نيويورك فى الجمعية العامة للأمم المتحدة جاء إليه أوباما مع حاشيته كلها والتقوا به ليعرفوا كيف يفكر هذا الرجل، وعرفوا أنه يضع مصر فوق كل اعتبار، والمواطن البسيط على رأس أولوياته، حتى حواره الأخير مع الصحف القومية أكد نظرته إلى ذوى الاحتياجات الخاصة، وهذا شىء إنسانى لم يكن موجوداً من قبل، والغرب تأكد من وجود دول كثيرة أصبحت تثق فى مصر وستتوجه بنفس التوجه نحو الصين وروسيا ولهذا هم يعرفون أن الروس قادمون والصين معها.
وتقييمك لهذه الزيارة داخلياً؟
- مصالح الشعوب هى الأساس والسيسى وضع هذه المصالح هدفاً لمصر ولهذا هو رأى أن مصلحتنا مع الصين لأن مشكلتنا الأولى هى الاقتصاد ونشبهها بالحصان والعربة ولابد أن نضع الحصان الاقتصادى أمام العربة حتى يجرها وراءه وينفتح الطريق، ولا نضع السياسة أولاً أمام الحصان كما كان يحدث فى السابق لأنها لن تسير ولهذا الاقتصاد هو الأساس فى العالم والعالم يتعامل معنا من هذا المنظور، ومن خلال السيسى أصبح الأداء الحكومى يحقق نجاحات كبيرة جداً حتى وإن أبدى الرئيس بعض الملاحظات على الحكومة إلا أنها أفضل بكثير من حكومات مبارك المخلوع أو مرسى المعزول.
سياسة فاعلة
إذن الانفتاح على العالم بمثابة استراتيجية جديدة لسياستنا الخارجية؟
- نعم.. الانفتاح على العالم هو ركيزة السياسة الخارجية المصرية، وقد التقيت سفير سويسرا فى القاهرة وقال لى: إنه تعب من النوم وكان يتمنى وجوده فى القاهرة خلال عهد عبدالناصر لوجود حركة سياسية فاعلة فى القاهرة، واليوم السيسى أعاد هذا الزخم إلى القاهرة، ويوجد حراك نحو أفريقيا وأوروبا والشرق وفى الإقليم، وهذا يعود إلى رؤية السيسى لأن له تطلعاً كبيراً جداً أن تصبح مصر دولة ضمن دول الصف الأول فى العالم.
هل ستسمح أمريكا والغرب أن تتبوأ مصر تلك المكانة؟
- مصر أكدت أن علاقتها مع أمريكا علاقة استراتيجية ولكن أمريكا غير سعيدة بانفتاح مصر على الشرق الأقصى، ولكنها لا تملك أن تقول لا.. بالإضافة إلى مواقف كثيرة اتخذتها أمريكا ضد الثورة المصرية وضد السيسى نفسه، ولم تعترف إلا مؤخراً بما يجرى فى مصر، ومع هذا هى التى بدأت مرحلياً فى أن تعيد علاقتها بمصر ولكن أمريكا لا تعترف أبداً بالخطأ، لأنها تقول هى فى الخلف ولا تتقدم خطوة إلا فى الوقت المناسب.
وترى أنها تحركت بقدر تحرك مصر نحو تحقيق خارطة الطريق؟
- أعتقد أنها تنتظر مواقف كثيرة تحدث ثم لتعترف أو لا تعترف مع إنها اعترفت ب«السيسى» بعد اعتراف العالم به، ولكنها تقدم رجلاً وتؤخر الأخرى ولهذا فهى تظل محلك سر ولكننا لا نريد أن ندخل فى صراعات مع أمريكا حتى لو كانت صراعات دبلوماسية لأنها دولة عظمى فى العالم.
إذن ألاعيب أمريكا ضد مصر مازالت مستمرة؟
- الألاعيب جزء لا يتجزأ من السياسة الخارجية الأمريكية، وإن خفت توجهها قليلاً لكنها لم تنته من خلال الجمعيات الحقوقية التابعة لأمريكا، والتى تغدق عليها أموالاً طائلة وأيضاً تنفق على بعض الشخصيات، ولكن العلاقات الدبلوماسية نحن نقبلها لأننا لا يمكن أن نغض الطرف عن أمريكا أياً ما كان الأمر، ولهذا أعتقد أن نظام السيسى يضع عينيه على هذه الجمعيات والشخصيات والصفقات المريبة بين الأمريكان وبين الأشخاص الباحثين فى بعض مراكز الدراسات ولكن الموجة أعلى من كل الألاعيب حتى وإن كانت موجودة إلا أنها مازالت ضعيفة وهزيلة ودون وهج مؤثر.
انتظار الفرصة
وما شكل العلاقة بين الأمريكان والإخوان؟
- أمريكا لا تفقد علاقة بصديق بعد أن كان يفتح لها ذراعيه، وتاريخ أمريكا يؤكد هذا فى سياستها لأنها تتقابل مع المعارضة فى الداخل وبمقابلة سفرائها لبعض الشخصيات.. إذن هم ينظرون إلى المعارضة أنه يمكن لها أن تصل إلى كراسى السلطة فى المستقبل ولهذا يسعون إلى إقامة علاقة معهم، وهذا عكس ما كنا نرى عندما كان يذهب مبارك إلى أوروبا كان يتقابل مع الرؤساء فقط، لأننا لا نمجد إلا من يجلس على الكرسى ولا نلتفت إلى المعارضة، والغرب سبق له مقابلة أيمن نور وحالياً مازال يتقابل مع الإخوان، ولهذا العلاقة مازالت قائمة وينتظرون الفرصة لو سنحت لهم مثل كل الإرهابيين الذين يريدون عودة محمد مرسى.
هل يبعث تنظيم الإخوان رسائل إلى الخارج؟
- نعم.. وهم لازالوا يروجون لفكرة أن ما تعرض له محمد مرسى انقلاب واحتالوا على بعض الأفراد فى فرنسا عندما كان هناك ندوة لبعض الأدباء المصريين حتى يرفعوا شعار «رابعة» بلونه المقزز ثم إنهم يحاولون الاتصال بهذه الجمعيات التابعة للأمريكان، وإقامة علاقات معها بغرض تشويه صورة النظام، وينتهزون فرصة أنهم كانوا يحكمون مصر ولهم علاقات بالاتحاد الأوروبى فى بروكسل، والبرلمان الأوروبى ويرسلون لهم الفاكسات والاتصالات وهذا هو الإزعاج ومع هذا مهما ظهر من تحديات أو عقوبات إلا أن مصر تسير وتحقق إنجازات.
وهل يستقبل تنظيم الإخوان رسائل من الخارج؟
- تنظيم الإخوان يستقبل رسائل من خلال قنوات كثيرة، طالما أن أمريكا لم تمنع نفسها عن مساعدة الإخوان لا مالياً ولا لوجيستياً من خلال الدعوات التى تصل إلى بعض الأفراد بشكل أو بآخر، ومن خلال المراكز البحثية التى تسير فى اتجاه الإخوان ويعطونهم أفكاراً مثلهم مثل «الجلبى» فى العراق الذى قال إنهم يعملون وفقاً لما تريده بعض الشركات الأمريكية لأنها تنظر إليهم بهذا الشكل ولكن بالطبع مصر تختلف عن العراق وسوريا، حيث التف الشعب حول زعامته السياسية والعسكرية وأبطل كل المخططات التى حيكت له.
هل ستظل المعونة الأمريكية سلاحاً يستخدم ضد مصر عند الحاجة؟
- أتمنى من كل قلبى أن يقول الشعب المصرى لا للمعونة الأمريكية لأن الشعب لا يستفيد منها إطلاقاً وتذهب إلى إخوانهم التابعين لهم، وكما قال الشعب الفرنسى يوماً ما لا للدودة الأمريكية، وكان يقصد بها المد الثقافى الأمريكى، وأكبر دليل على أن مصر تستطيع الاستغناء عن المعونة الأمريكية أن الشعب دفع 64 مليار جنيه فى عدة أيام وهذه مفاجأة كيف يستطيع المصريون جمع هذا المبلغ فى أسبوع ونحن مازلنا ننتظر المعونة الأمريكية بقيمة مليار و250 مليون دولار.
حتى المعونة العسكرية ترفضها؟
- نعم طالما أن الشعب غنى إلى هذا الحد فعليه أن يعتبر أن رفض المعونة هو نوع من التحدى للإرادة الأمريكية ثم إنها معونة هزلية وأعتقد أن السيسى يمكن له أن يُقدم على هذه الخطوة عند الضرورة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.