«هموت حرام عليكى يا ماما.. مكنش قصدى أضربه.. أنا كنت بلعب معاه.. ده أخويا وبحبه»، تلك كانت آخر كلمات توسلت بها الطفلة نادية، صاحبة ال11 عاماً لزوجة والدها، لكى تعتقها من حفلة التعذيب التى أقامتها عليها بحجة أنها ضربت ابنها «أخو الضحية من والدها» ولكن بكاء وأنين الطفلة هذا لم يشفع لها عند زوجة والدها التى تجردت من كل مشاعر الإنسانية والأمومة، وانقضت عليها، كما ينقض الذئب على فريسته حتى ذبحتها بالسكين وفارقت الحياة. كانت الطفلة الضحية، «نادية»، تعيش برفقة والدها، وزوجته الثانية «سناء» بمنطقة المرج، بعد فراقها لوالدتها، الأب يعمل فى مهنة التكييف والتبريد يحب طفلته نادية ويلبى لها كل مطالبها فى الحياة، يشترى لها الألعاب حتى التحقت بالمدرسة، كان والدها يحثها على الاجتهاد فى دراستها، لكى تصبح متفوقة وكان دائماً ما يشجعها على ذلك، حتى إنه كان يلقبها منذ صغرها بال«دكتورة نادية». فى مقابل عطف وحنان والدها، ابتليت الطفلة بزوجته «سناء» التى تزوجها على أمها تلك الضرة الشيطانة كانت تكنّ كل عداوة وبغضاء لهذه الطفلة المسكينة منذ أن رأتها، ولكن مدارك الطفلة لم تمهلها لكى تعى ما تدبره لها زوجة أبيها التى كانت تسعى جاهدة لإذلالها وحرمانها من حنان الأمومة التى هى فى أشد الاحتياج إليه. زوجة الأب كانت تغير بشدة من عطف وحب زوجها لطفلته نادية فكانت الضرة تعامل البنت أمام والدها أحسن معاملة وعندما يخرج للعمل كان ينقلب الحال وما تجد الابنة من زوجة أبيها غير السبّ والقذف وإجبارها على القيام بأعمال المنزل التى لا يتحمل جسدها النحيل القيام بها، ولكن كانت ترغمها على القيام بها أمام الضرب والتعذيب. وبمرور الأيام رزقت زوجة الأب بمولود ذكر، فرحت نادية بميلاد أخيها كانت دائماً ما تلاعبه وتحمله ولكن زوجة أبيها ازدادت غيرة من كثرة اهتمام الأب بطفلته نادية، وسيطرت عليها هواجسها الشيطانية فى أن هذه البنت ستكون سبب شقائها وفراقها عن زوجها، فبدأت تفكر فى طريقة تخلصها منها إلى الأبد، حتى يخلو لها وابنها الجو والحصول على كل اهتمام زوجها، ازداد حقدها وكرهها للطفلة حتى هداها تفكيرها إلى حيلة وفى أحد الأيام استغلت الجانية عدم وجود زوجها بالمنزل، وقتلت الطفلة ووضعت جثتها داخل جوال وألقتها فى الرشاح دون أن يعلم أحد بالواقعة. فعلت المجرمة فعلتها الشنعاء وعند عودة زوجها إلى المنزل لم يجد نادية وبسؤالها عنها، أجابته القاتلة: نزلت الشارع تلعب مع أصحابها، اقتنع الأب بما سمعه وتناول طعامه، ولكن الطفل لم تعد إلى المنزل وتأخرت على غير عادتها قلق الأب موجهاً حديثه لزوجته مرة أخرى.. نادية تأخرت ليه.. دى مش متعودة تعمل كده وتتأخر، لترد عليه القاتلة: «متقلقش عليها دى أروبة وزمانها جاية». ازداد قلق الأب لتأخر عودة طفلته وأسرع مهرولاً إلى الشارع لم يجدها أسفل العقار بالشارع، ويظل يسأل عنها أصحاب المحلات والجيران ولكنه لم يجدها والكل يجيبه «مشفنهاش خالص». اشتعل قلب الأب قلقاً وحيرة على ابنته وبدورها ظلت زوجته الجانية تبحث معه متظاهرة بالحزن والبكاء حتى لا يكشف أمرها.. يبحث الأب عن نادية لدى الجيران وأصحابها وجابت السيارات بمكبرات الصوت تنادى عليها، ولكن دون جدوى وكأن الطفلة فص ملح وداب. أبلغ الأب الشرطة بالواقعة وحرر محضراً باختفاء ابنته وسط ظروف غامضة ولم يتهم أو يشتبه فى غيابها جنائياً، بهذه الطريقة اعتقدت زوجة الأب أنها أفلتت من العقاب وتخلصت من إزعاج الطفلة وتسكتها إلى الأبد: عشان أخرسها وأخلص من قلة أدبها، لكن كما دفعها الشيطان لارتكاب جريمتها وقف القدر حائلاً ليكشف الأمن غموض الواقعة، وبعدما رأتها سيدتان تلقى الجثة مخبأة داخل جوال فى مصرف الرشاح بمنطقة المرج.. وكانت شهادتهما بمثابة طرف الخيط الأول لكشف الجانية. وتم إلقاء القبض على زوجة الأب وبمواجهتها أقرت بارتكاب الواقعة وبررت فعلتها قائلة: أيوة قتلتها.. البنت كانت بتضرب ابنى الصغير صاحب العام والنصف عام، ولما لقيت ابنى «متعور» فى وشه، ضربتها لكنها استفزتنى وقالت لى والله لأقول لبابا، ماحستش بنفسى غير لما جبت سكينة ودبحتها ولما لقيتها ماتت، قلت لازم أخفى معالم الجريمة وقمت بوضع رقبة ورأس الجثة داخل كيس بلاستيك حتى لا تتناثر الدماء ثم وضعتها داخل جوال بلاستيك وتخلصت منها وألقيتها بالرشاح. تم العثور على جثة نادية بمياه الرشاح الراكدة العفنة.. تعرف عليها والدها من خلال ملابسها لأن مياه المجارى التى ظلت قابعة فيها الضحية على مدار أيام اختفائها غيرت ملامحها، وظل الأب يصرخ باكياً: خلاص نادية ماتت.. مش هشوفها تانى.. حسبى الله ونعم الوكيل.. اطمنى يا بنتى مش هنام ولا هرتاح غير لما أجيب لك حقك.. ماتخفيش هى هتموت زى ما حرمتك من الحياة. معلش يا بنتى أنا غلطان ائتمنت واحدة خاينة عليك.. سبتك تعيشى مع شيطانة حقك عليا يا بنتى سامحينى. وضعت القاتلة خلف قضبان السجن فى انتظار الجزاء، ولكن سيبقى الأب بلا راحة ولا نوم حتى ينتقم لابنته ولكن مِن مَن؟ من أم ابنه الوحيد.. يا لها من مأساة..