أكد عدد من الخبراء أن جولة الرئيس عبدالفتاح السيسي لدول أفريقيا مهمة للغاية، نظرًا لأنها ستساهم في إعادة دور ومكانة مصر في القارة الأفريقية، وأيضًا للحفاظ على الأمن القومي والمائي بين مصر ودول القارة. وأشاروا إلى أن أفريقيا تعد دائرة الأمن القومي بالنسبة لمصر ومفتاح الأمن القومي لها في الجنوب، لذلك فإن توثيق العلاقات معها يخدم عدة قضايا وأهمها سد النهضة، فضلًا عن تحقيق مكاسب تجارية واقتصادية وفتح أسواق على الساحة الأفريقية. وقد واصل الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم جولته الأفريقية التي بدأها بزيارة تنزانيا ورواندا الاثنين الماضي، وتشمل أيضًا الجابون وتشاد، في زيارة رسمية تستغرق 4 أيام لبحث سبل التعاون بين مصر ودول القارة. وفي هذا الصدد، أشاد الدكتور جمال أسعد، المفكر السياسي، بجولة الرئيس عبدالفتاح السيسي لدول أفريقيا، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه الزيارات الحفاظ على الأمن القومي والمائي المصري، نظرًا لأن مصر جزء من القارة الأفريقية. وأضاف أسعد، في تصريحات خاصة ل"بوابةالوفد"، أن أفريقيا تعد دائرة الأمن القومي الحقيقي بعد الدائرة العربية والإسلامية بالنسبة لمصر، لذلك فإنها مفتاح الأمن القومي المصري في الجنوب، لافتًا إلى أن مصر كانت تقود القارة الأفريقية منذ ستينات القرن الماضي، لذلك فإن تلك الزيارات تساعد على إعادة موقعها ودورها في القارة. وأكد المفكر السياسي، أن هذه الزيارات لدول أفريقيا تهدف دعم وتوثيق العلاقات بين مصر وهذه الدول، نظرًا لأن تلك الدول ستكون مساندة لمصر في بعض القضايا ولاسيما قضية سد النهضة التي تشترك فيه دولتي تنزانيا ورواندا على حد قوله. ورأى الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن زيارات السيسي لأفريقيا مهمة للغاية، نظرًا لأن تنزانيا ورواندا تعتبر من دول حوض النيل؛ لذلك فإن توثيق العلاقات معها يخدم قضية سد النهضة، فضلًا عن أنهما عضويتين في اتفاقية عنتيبي، لذلك فإن توثيق العلاقات معهم أمر مهم. وأفاد غباشي، بأن دولة الجابون التي قام السيسي بزيارتها تعد مهمة من الناحية الاقتصادية، نظرًا لأنها في غضون عشر سنوات زاد الدخل القومي لها عشرة أضعاف، فضلًا عن أنه يمكن تسويق المنتجات المصرية هناك، مما يساهم في فتح أسواق تجارية لمصر على الساحة الأفريقية. وأشار نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن تشاد من دول الجوار بالنسبة لليبيا وبالتالي فإن توثيق العلاقات معها سيساهم في الحفاظ على الأمن القومي لمصر، وأيضًا العلاقات سيكون له تأثير إيجابي من الناحية السياسية والاقتصادية. وكشف السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، عن المكاسب التي ستحققها زيارات السيسي لدول أفريقيا، موضحًا أن تنزانيا ورواندا من دول حوض النيل حيث إن حوالي 16% من مياه النيل تأتي من البحيرات العظمى لهذه الدول، لذلك فلابد من توطيد العلاقات معهم. وذكر رخا، أن مصر فقدت مكانتها في القارة الأفريقية منذ عقود، لذلك فإن توثيق العلاقات بين مصر وتلك الدول سيعيد لها مكانتها كما في مرحلة الستينات، مشيرًا إلى أن إسرائيل بدأت تعمل على تنشيط العلاقات بينها وبين دول القارة لتصبح عضو غير دائم في مجلس الأمن. واختتم مساعد وزير الخارجية الأسبق، حديثه قائلًا "هناك مصالح مشتركة بين دول أفريقيا وبين مصر تكمن في فتح أسواق تجارية لمصر، وتسويق المنتجات المصرية بالخارج، فضلًا عن أن دولة الجابون غنية بالمواد البترولية مما يساهم في تنمية التبادل التجاري بين الدولتين، والتنسيق مع دول الجوار لمنع تهريب السلاح عن طريق السودان على حد تعبيره.