لا يعتبر سقوط القدم مرضاً محدداً منفصلاً بعينه، ولكنه أحد الأعراض المشتركة بين العديد من الأمراض والإصابات، ويسبب الكثير من الإعاقة للمريض سواء فى الحركة أو الشكل. ويقول الدكتور عزت الحاوى أستاذ جراحة العظام بطب عين شمس: يعرف سقوط القدم بأنه عدم القدرة على رفع القدم أو الأصابع أو كلاهما لأعلى، وقد يكون الضعف جزئياً أى توجد بعض القوة ولكنها غير كافية للحركة والمجهود العادى للإنسان، وقد يكون بصورة كاملة أى يوجد شلل تام بالعضلات التى ترفع القدم والأصابع ويتحرك القدم بواسطة العضلات وأوتارها فى وجود مفصل كاحل سليم متحرك وأعصاب سليمة تؤدى دورها فى تغذية هذه العضلات بالإشارات العصبية المناسبة لرفع القدم والأصابع بالدرجة المناسبة والتوقيت والمدة اللازمين، وقد يحدث سقوط القدم نتيجة خلل فى وظيفة أى عضو مشارك فى الحركة وهى الأوتار والعضلات والمفاصل والأعصاب الطرفية التى تنقل الإشارة العصبية للعضلات والنخاع الشوكى ثم المخن وقد يكون هذا الخلل نتيجة لإصابات محددة لهذه الأعضاء أو نتيجة لبعض الأمراض التى تصيب هذه الأعضاء ومن هذه الإصابات إصابات الملاعب وخاصة حول الركبة أو التى تؤدى إلى إصابات شديدة ومباشرة للأربطة الخارجية للركبة لتعرض العصب الخارجى بالساق وهو يمر بصورة سطحية حول عنق عظمة الشظية تحت الركبة بقليل، وقد يتعرض للشد أو الكدمات أو التهتك، وكلما زادت شدة الإصابة قل الأمل فى عودة العضلات للعمل، كما يؤدى الضغط المستمر لفترات طويلة على هذا العصب «بالجبس مثلاً» إلى ضمور هذا العصب وظهور سقوط القدم وأيضاً يؤدى أحياناً الجلوس لفترات طويلة فى وضع التربيع أو القرفصاء أو بذل مجهود غير معتاد كالمشى والجرى لمسافات طويلة بوجود ارتشاح حول العصب أو العضلات، وهذا النوع يكون غالباً بصورة مؤقتة ويستجيب للعلاج التحفظى، ويحدث هذا بعد العمليات الجراحية والتى تؤثر على الأعصاب بالشد أو الكدمات كتغيير مفصل الحوض والركبة، وهذا النوع يكون غالباً بصورة مؤقتة ويحتاج عدة أشهر لعودة وظيفة العصب لسابق عهده. ويرى الدكتور عزت الحاوى أن علاج سقوط القدم يعتمد على نوع السقوط وسببه هل هو دائم أم مؤقت فالأنواع المؤقتة يكون العلاج فيها تحفظياً حتى يزول السبب، وذلك عن طريق لبس دعامات خفيفة الوزن «بلاستيكية مثلاً» لرفع القدم، كما يمكن استخدام العلاج الطبيعى والحث الكهربى للعضلات حتى الشفاء من ضمور العضلات، أما فى الأنواع الدائمة والتى لا يوجد بها أمل لعودة العصب أو العضلات للعمل فعلاجها يكون إما جراحياً أو عن طريق زرع أجهزة دائمة تعمل بالبطارية لضخ إشارات عصبية أو كهربية للعضلات المطلوبة لتأدية الحركات المختلفة، أما العلاج الجراحى فيكون فى عدة صور إما نقل أوتار عضلات سليمة لتقوم بالعمل بدلاً من العضلات التالفة وغالباً ما تكون أوتار عضلات أخرى من نفس القدم وتحتاج إلى تدريبات طويلة وشاقة لتدريب العضلات على وظيفتها الجديدة، وغالباً ما تنجح هذه العمليات فى الأطفال نظراً لخفة وزنهم وقد لا تستطيع هذه الأوتار تأدية مهمتها بنفس النجاح مع تقدم العمر وزيادة الوزن، أما النوع الآخر من العمليات والذى يناسب سقوط القدم الدائم فهى عمليات تثبيت المفاصل جراحياً فى أنسب وضع لتأدية الوظيفة وهنا يمكن تثبيت مفصل الكاحل أو مفاصل منتصف القدم أو مفاصل إبهام القدم، كما يمكن نقل الأوتار مع تثبيت بعض المفاصل فى نفس الوقت، أما النوع الذى يكون بسبب التلفيات أو الالتصاق وتيبس المفصل فيمكن علاجه بعمليات تسليك الالتصاقات واستئصال التلفيات ثم التحريك المستمر بالعلاج الطبيعى.