"اظهر وبان..عليك الأمان ..عليك أمان الله والخاين عليه الله"..كانت هذه ختام تعاويذ وتراتيل بدأها بقراءة الفاتحة ثم توحيد الله والصلاة على النبى والعهد الذى بينه وبين الثعبان والطريقة الرفاعية التى ينتسب اليها. وأشار "الرفاعي" بعصاته التى يمسك بها إلى مكان على الارض قائلا له "انزل هنا" وفى هذه اللحظة اصدر الثعبان صوتا يشبه هدير المياه من شلال صغير ...وبالفعل سقط الثعبان من سقف المنزل الخشبى فى المكان الذى حدده تماما ليمسك به ويضعه فى الجراب الذى يحمله فى داخل شنطة صغيرة يضعها على الكتف...جاب حجرات المنزل وألقى تعاويذه وتراتيله لم يجد شيئا، طلب منه اصحاب المنزل أن يذهب فى البلكونة وانزعج فجأة مؤكدا وجود "حية" خطيرة وتلا عليها القسم وامسك بها ثم كان الختام فى عشه فوق سطح المنزل ليجد "وليفها"... كانت هذه واحدة من مشاهده واقعية صاحبته فيها بأحد المنازل فى قرية شكشوك فى الفيوم.. وحيد مدبولى وشهرته "صلاح " صائد أو قاهر الثعابين والأفاعي 71 عاما ابن مدينة سنورس والذى يعول 17 ابنا منهم 6 من الاولاد و11 من البنات من زوجتين..لم يورث احدا منهم هذه المهنة الخطيرة والتى ورثها عن والده وعمره 16 عاما، مؤكدا انهم يعملون فى مهن حرة مثل النجارة والحدادة واصلاح السيارات ولم يتعلم منهم أحد. يؤكد وحيد أو "صلاح" انه جاب اغلب محافظات الجمهورية قبلى وبحرى لصيد الثعابين والافاعى وهى المهنة الوحيدة التى مارسها فى حياته ولم يتعلم غيرها وأن أعلى أجر حصل عليه كان من صاحب مزرعة للمواشى والفاكهة فى محافظة الدقهلية 12 ألف جنيه استخرج منها كوبرا كبيرة الحجم وعدد كبير من الحيات والثعابين..وبالطبع هناك من لا يحصل منه على شئ عندما يجده فقير ومعدم وان اجر استخراج الثعبان أو الحية حسب حالة صاحب المنزل. ويقول "صلاح": "أصعب المواقف التى مرت على فى هذه المهنة كانت وفاة ابن عمى كمال عبد ربه امام عينى من حوالى 30 سنة وكان عمره وقتها 35 عاما، كنت انا وهو فى قرية نقاليفة القريبة من سنورس وطلب منا عمدة القرية استخراج (كوبرا) شاهدها المزارعون فى أرضه ووعدنا بالحصول على 50 جنيه واثنين من أقفاص المانجو ومثلهما عنب وطلب منى ان يأتى هو بها علشان نصيبه، وتلا القسم والعزيمة وخرجت الكوبرا من وكرها واثناء ذلك طلب من العمدة زيادة المبلغ لأنها كبيرة وخطيرة وفجأة انقضت عليه وأمسكت بيده ولم تتركه الا وقد فارق الحياة بعد 10 دقائق"، ويشير الى ان اخطر انواع الزواحف هى الحيات والافاعى ...وان بعضها غدار مثل البنى ادمين. ويضيف قائلا: "بالطبع هناك من يطلب منى ان أحويه حتى لا تلدغه الثعابين فأقوم بتلاوة العهد والقسم عليه وبذلك يصبح فى مأمن من لدغ الثعابين وأن من يأخذ العهد يجب عليه ألا يخون الثعبان أبدا ولا يقتله"، مشيرا إلى أن الثعابين غالبا لا تخون من أخذ العهد. ويؤكد انها لا تلدغ الا من يهاجمها واذا كانت فى المنزل لا تقترب من احد طالما لم يقترب منها ويهاجمها واذ اصطدم الانسان فجأه بالثعبان او "داس" عليه بطريق الخطأ فى هذه الحالة يهاجم الانسان ويلدغه. وتابع صلاح قائلا: اقوم بتوريد "الحيات" لكلية طب القصر العينى والأفاعى الكبيرة لحديقة الحيوان مرة كل أسبوعين احملهم في "شنطة" كبيرة وغالبا ما يقترب عددهم من 100 ثعبان ومن أطرف المواقف التى واجهتنى عندما كنت متوجها إلى القاهرة من عدة سنوات فى سيارة ميكروباص وفى كمين كوم اوشيم فى مدخل الفيوم طلب منى الضابط الذى يقوم بالتفتيش فتح "الشنطة" واخبرته اننى "حاوى" و ان بها ثعابين وحيات ...قالى "هتهزر" ...اخرجت له كارنيه الطريقة الرفاعية ..لم يقتنع واصر على فتح "الشنطة" واستجبت له وما ان فتحتها حتى هاجت الثعابين واصاب الجميع الهلع والخوف وابتعد الجنود والضباط حتى قمت بجمعها مرة اخرى بعد حوالى نصف ساعه. وتحدث "الرفاعي" عن الثعابين قائلا إنها تأكل الضفادع والحمام والطيور والبيض واذا لم تجد ذلك "تلحس" الدقيق وتأكل الردة وانها فى فصل الشتاء تعيش فى بيات شتوى وتقتات من الاكل الذى جمعته فى اشهر الصيف ولذلك يزداد موسم صيد الثعابين فى الصيف. يؤكد وحيد ان قناة "ناشيونال جيوجرافيك" اجرت معه حوارا مطولا لمدة ساعة عن كيفية صيد الثعابين والافاعى .ويعتز بالكارنية الذى يحمله من مشيخة السادة الرفاعية _ الجمعية الخيرية الرفاعية - المتهالك مؤكدا انه لايجدد وانه يحصل على معاش يقترب من 800 جنيه وانه يقوم بتوريد الثعابين لحديقة الحيوان وكلية الطب بدون مقابل.