قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور "الأمريكية إنه فى الوقت الذى يتفاوض فيه وفد عسكرى مصرى فى واشنطن من أجل المساعدات الأمريكية العسكرية لمصر المقدرة ب 1,3 مليار دولار سنويا، يختبئ عدد من الموظفين الامريكيين العاملين فى منظمات المجتمع المدنى بالقاهرة، فى مقر السفارة الأمريكية خوفا من القبض عليهم بتهم جنائية وجهها لهم المجلس العسكرى الحاكم فى مصر. وقالت الصحيفة إن الوفد المصرى الذى وصل إلى واشنطن يوم الأحد الماضي، يسعى لإقناع الكونجرس الامريكى بعدم وضع أى قيود على المساعدات، فى الوقت نفسه طلب "ليون بانيتا" وزير الدفاع الأمريكى من المجلس العسكرى المصرى رفع الحظر على سفر مجموعة من الموظفين الأمريكيين العاملين فى المعهد الجمهورى الدولى والمعهد الديمقراطى الوطنى وهما منظمتان أمريكيتان تعملان فى مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان فى مصر. وقالت الصحيفة إن الطلب الأمريكى قوبل بالرفض، وأشارت إلى أن أحد الممنوعين من السفر "سام لاهود" مدير المعهد الحمهورى الدولى بمصر وابن وزير النقل الأمريكى الحالى "راى لاهود". وقالت الصحيفة إن العلاقات الأمريكية المصرية توترت فى ديسمبر الماضى عندما قامت السلطات المصرية بمداهمة عدد من مكاتب منظمات المجتمع المدنى العاملة فى مجالات حقوق الإنسان والديمقراطية ومنها منظمات أمريكية، وتم الاستيلاء على ما بها من أموال وأجهزة كمبيوتر وأوراق ومستندات، واضطرت السفارة الأمريكيةبالقاهرة إلى الإبقاء على عدد من الموظفين العاملين فى هذه المكاتب سواء من المصريين أو الأمريكيين داخل السفارة، حتى لا يتم القبض عليهم بعد أن صدرت مذكرات اعتقال بشأن بعضهم وتم منع البعض من السفر، لإجراء تحقيقات معهم، وقد يواجهون تهما جنائية، وهو ما أشعل الأزمة بين القاهرةوواشنطن. وأعربت الصحيفة عن استغرابها من موقف الدكتورة "فايزة أبو النجا" وزيرة التعاون الدولى التى بررت الموقف المصرى من منظمات المجتمع المدنى بأنه نتيجة تلقى هذه المنظمات أموالا من الخارج وعملها بدون ترخيص، وأشارت الصحيفة إلى ان "ابو النجا" التى خدمت كوزيرة فى عهد الرئيس المصرى السابق " مبارك" كانت تتلقى الاموال من الخارج عبر وزارتها وتعرف جيدا ان المنظمات تحصل على هذه الاموال وانها تعمل بدون ترخيص، وان بعضها طلب الترخيص ولم يسمح له. وتعتبر مصر ان الطلب الامريكى بالسماح لهذه المنظمات بالعمل وعدم مضايقتها، تدخلا فى الشأن الداخلى المصرى وانتهاكا لسيادتها. وتوقعت الصحيفة ان يواجه الوفد المصرى فى امريكا صعوبات كثيرة خصوصا، بعد ان ألغت جماعات الضغط من اجل المصالح المصرية فى امريكا التى يقودها النائب الجمهورى السابق عن لوزيانا "روبرت ليفنجستون" والنائب الديمقراطى السابق " توبى موفيت"، تعاقدها مع مصر البالغ قيمته 90 ألف دولار شهريا.