يواجه مرسوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديد حول الهجرة امتحانا صعبا أمام عدالة القضاء، قبل ساعات من بدء تطبيقه، فيما تطالب ولايات ديمقراطية ومنظمات غير حكومية بتعليقه. ومن المقرر أن تعقد ثلاث جلسات حاسمة في محاكم فدرالية واقعة في مناطق جغرافية متباعدة في بلد بات منقسماً حول مسألة استقبال المهاجرين. وستعقد الجلسة الأولى في ولاية ميريلاند شرق الولاياتالمتحدة، والثانية أمام قاض في هاواي والثالثة في سياتل على الساحل الغربي. ففي ميريلاند، تدور المعركة القضائية بين الحكومة ومجموعة منظمات للدفاع عن الحريات واللاجئين. أما في جزر هاواي حيث الغالبية العظمى من السكان من أصل اجنبي، فالولاية تقاضي الحكومة. وأخيرا ففي واشنطن المعقل الديمقراطي الذي يشكل واجهة البلاد على المحيط الهادئ، رفعت هذه الولاية مجددا، الاثنين، شكوى إلى القاضي جيمس روبارت وانضمت إليها خمس ولايات أخرى. وكان ترامب قد اتهم روبارت "بالادعاء أنه قاض". ويأمل أصحاب الشكوى في أن يأمر القاضي بتعليق المرسوم الثاني أيضا. ويؤكد الرئيس الجمهوري أنه عدل مرسومه بطريقة تسمح بتجنب أي احتجاجات من قبل القضاء بعد تعليق قاضي سياتل، جيمس روبارت، مرسومه الأول في الثالث من فبراير الماضي. وسيستمع صاحب هذا القرار، مجددا إلى الأطراف المعنية، الأربعاء. ويرى ترامب ضرورة إغلاق الحدود الأمريكية مؤقتا أمام كافة اللاجئين في العالم وتعليق منح تأشيرات لمدة 90 يوما لرعايا إيران وليبيا وسوريا والصومال والسودان واليمن. وهذا الاجراء الذي يطال ست دول بدلا من سبع، ويعفي حاملي التأشيرات والبطاقات الخضراء، خفف بالنسبة إلى المرسوم الأول الذي تم تبنيه بعد أسبوع من تولي ترامب منصب الرئاسة. وفي الأيام الأخيرة، دافع ترامب وأبرز وزرائه؛ ريكس تيلرسون (الخارجية) وجيف سيشنز (العدل) وجون كيلي (الأمن الداخلي) عن المرسوم الذي يرونه "حيويا" بالنسبة إلى الأمن القومي حيال تهديدات متزايدة على حد قولهم. لكن المعارضين للمرسوم غير مقتنعين بهذه الحاجة الملحة ويؤكدون أن النص الجديد لا يزال يستهدف المسلمين بشكل تمييزي. فمنذ اعتداءات سبتمبر العام 20000 ارتكبت أخطر الهجمات في الولاياتالمتحدة إما من قبل أمريكيين أو من قبل رعايا من غير الدول المعنية بالمرسوم. ويؤكد منتقدو النص أن عواقب سلبية جدا ستترتب عنه، على قطاعي التعليم وألاعمال، وخصوصاً على الشركات المتخصصة في التكنولوجيات الحديثة. ويتوقع أن يبدأ تطبيق مرسوم ترامب الجديد بشأن الهجرة منتصف ليل الخميس