عند دخولك أروقة محاكم الأسرة ستجد فيها كمًا من القضايا والمنازعات الأسرية، تشيب له الولدان للأسباب غريبة قد لا يصدق بعضها العقل، على نحو أضاع معها المقولة المعروفة «البيوت أسرار» من بعض المنازل المصرية، ليتحول سيناريو فيلمى «محامى خلع»، و«أريد خلعاً» إلى نموذج حى يحتذى به فى معظم حالات الخلع داخل المحاكم. ففى مفارقة غريبة وطريفة شهدتها محكمة الأسرة الأسبوع الماضى، تقدمت سيدة فى منتصف العقد الثالث من عمرها، بدعوى خلع ضد زوجها بسب معايرته لها بزيادة وزنها. وقالت الزوجة: «لم أتخيل أنه بعد مرور 10 أعوام على زواجى من أيمن، وإنجابى منه أربعة أبناء.. تحملت معه خلال تلك المدة مرارة الأيام، حيث إنه كان من محدودى الدخل.. فكنت أعمل فى مهنة حياكة الملابس «خياطة» لكى أساعده على توفير نفقات الحياة.. إلى جانب قيامى ومتابعتى للأعمال المنزل وتربية الأبناء.. فبعد كل ذلك كافأنى زوجى بمعايرته لى أننى لست ممشوقة القوام وأصبحت «تخينة»، ولا أصلح زوجة مطابقة للمواصفات الدنيئة.. وبات دائما يوجه إلى التوبيخ المسموم وساءت حالتى النفسية والصحية». تستكمل الزوجة: للأسباب مرضية لا دخل لى فيها أدت لزيادة وزنى، حيث إننى أعانى من آلام بالظهر والمفاصل أتناول على أثرها حقن تسببت فى زيادة وزنى وأصابتنى بالسمنة.. فبدلاَ ما إن يقف زوجى بجانبى ليعالجنى، رفض دفع مصروفات علاجى.. لم يكتف بذلك بل راح يعايرنى ويسمعنى كلمات مؤلمة.. ويقول لى: «شوفى فلانه إزاى جميلة وجذابة»، لدرجة أننى كنت أنام بجانبه وكأنى غير موجودة.. كنت أدلل وأهرع لإرضائه بكل السبل الممكنة حتى لو كان هو المخطئ. وتستكمل الزوجة حديثها ودموعها تنهمر بعد أن نفد صبرها على مدار السنين، حيث إننى كنت أعتقد أن الحب ليس للجسد فقط، رضيت بواقع زوجى ولا مبالاته المستمرة تجاهى، لكى أحافظ على بيتى وأولادى.. ولكن تصرفاته كانت لا تحتمل، حيث إنه اعتاد السهر و«الصرمحة» خارج المنزل، وبات ينفق كل ما يتحصل عليه من أموال على المخدرات والنسوان، عاتبته كثيراَ بما يفعله، وطلبته بأن يهتم ببيته وتربية أبنائه، ولكن دون جدوى، بقى حاله كما هو عليه، فعندما يعود للمنزل يقوم بضربى وسبى أمام الأبناء، حتى جاءنى اليوم وعلمت أنه تزوج عرفياً، صدمت صدمة أصابتنى بالندم على كل ما قدمته لزوجى من مساعدات لادخار وتوفير الأموال وضياع صحتى فى إنجاب أطفاله. وتصرخ: جمعت ما تبقى من كرامتى المبعثرة مع بعض ملابسى وملابس أطفالى، وعدت إلى بيت أهلى أجر أذيال القهر وخيبة الأمل، لم أعد أطيقه طلبت منه الطلاق، فرفض لكى يجبرنى على تربية الأبناء، ولكى لا ألزمه فى حالة الانفصال بدفع نفقة وغيرها من مستحقاتى، ولذلك لجأت لعدالة القانون لكى تخلصنى من هذا الزوج المخادع الذى لا يحمل قلباً فى جوانحه.. فأنا لا أقبل بأن يتربى أولادى تحت مظلة أب فاسق لا يعرف الله، كل همه إرضاء شهواته ومزاجه ومعايرتى بزيادة وزنى. وتختتم حديثها وتنتابها حالة من الحسرة.. زوجى شخص ناكر للجميل وعيناه زائغتان.. لو عاد بذاكرته ولو للحظة وتذكر كم سهرت من الليالى وأنا أعمل على ماكينة الخياطة التى سلبت منى نظرى وصحتى لكى أوفر له وأساعده على تحمل مشاق الحياة.. لم يتذكر أنى لم ألزمه بشراء الملابس والإكسسوارات كأى زوجة، وحرمت نفسى من كل شىء فى سيبل الوقوف بجانبه وبناء حياتنا.. بل إنه كافأنى وتركنى أتجرع مرارة الحياة، فبمجرد أن أصبت بمرض السمنة، وضاع جمالى لم أجده بجانبى يرد لى الجميل.. بل تعمد معايرتى بأننى أصبحت لا أصلح زوجة.. وتركنى أعانى بمفردى مرضى.. وتربية أبنائى.. فماذا أنتظر من شخص أنانى أهم شى عنده إرضاء نزواته وشهواته؟».