«زوجى شخص سيئ السلوك.. مدمن للخمر.. ويمارس الرذيلة مع نساء داخل منزلنا.. ويضربنى.. ولا يهتم بأولاده.. أهم شى عنده إرضاء نزواته وشهواته الدنيئة.. تحملته كثيراً.. يئست منه وأصبحت لا أطيق رؤيته».. هكذا بررت هناء صاحبة ال28 عاماً، أسباب رغبتها فى خلع زوجها أمام محكمة الأسرة. سردت هناء شريط معاناتها قائلة سيدى القاضى: «نشأت وسط أسرة فقيرة الحال، ولدى أختان مطلقتان، وكنت أحلم باليوم الذى يطلبنى فيه أحد للزواج حتى أتخلص من البؤس الذى أعيشه مع أسرتي، وكان «أدهم» أول عريس يطرق الباب ويطلبنى للزواج.. وافقت دون تفكير، على الرغم من أنه كان يكبرنى بسنوات كثيرة، ولكنى قبلت حتى لا يفوتنى قطار الزواج وأصبح عانساً، ظننت أنه الفارس الذى سينتشلنى ويخلصنى من حياة الفقر التى أحياها وسط أهلى، ولكن ما خفى كان أعظم». تستكمل الزوجة، كانت حياتنا فى بدايتها مستقرة، وتحملت مرارة الأيام، حيث إننى كنت أعمل عاملة نظافة فى إحدى المؤسسات، لكى أساعده على أعباء الحياة، وبعدها أعود لقضاء كل متطلبات المنزل حتى لا أشعر زوجى بالتقصير.. وظللت على ذلك طويلاً، حتى رزقنى الله منه بطفلين توأم.. وتغير أسلوب الحياة مع أدهم.. فبدلاً ما يساعدنى فى تربيتهما، ويهون على قسوة الحياة، وجدته يفتعل المشاكل والأزمات على أتفه الأسباب، ويقوم بضربى وإهانتى.. حتى إننى كنت أسال نفسى، هل هذا جزائى؟ وتشير هناء إلى أنها لم تكن تبالى بتصرفات زوجها الحمقاء من أجل حرصها على بيتها، وولديها فهما كل ما تملكه فى هذه الدنيا، وتحملت طوال فترة زواجها التى استمرت 12 سنة، وظلت تكافح من أجل تربية طفليها، ولا تشغل نفسها بما يفعله زوجها، حتى التحق طفلاها بالمدرسة، وزادت عليها المصاريف، وكان والدهما يرفض الإنفاق عليهما، ولا يوافق على ذهابهما للمدرسة. تستكمل الزوجة حديثها قائلة: إن زوجها رغم الفقر الذى يعيش فيه كان ينفق الجنيهات القليلة التى يتحصل عليها على شرب الخمور والنساء، وتحول طفلاى إلى مرضى نفسيين بسبب عنف زوجى وأخلاقه السيئة، التى وصلت به بأن يجعلهما يذهبان لشراء المواد المخدرة له وإذا رفضا يحاول قتلهما. وتابعت الزوجة: لم يقف الأمر عن ذلك الحد، بل إن زوجى كان يرسلنى لمنزل أمى ويأتى بالنساء يمارس معهن الرذيلة على فراشى، وعندما أعود للمنزل يحدثنى بمنتهى البجاحة لأننى رجعت مبكراً عن الميعاد الذى كان يريده، وعندما أسال ولدىّ عن سبب عصبيته يحدثانى عن خيانته أمام أعينهما. فكرت قليلاً فى الانفصال، لكن مستقبل أولادى، وأتحمل حتى لا أعود، إلى بؤس العيشة مع أسرتى خاصة أنه كان لى أختان مطلقتان بالمنزل، ولكن أفعال زوجى المشية كانت فى الزيادة والاستمرار، حتى وصلت إلى طريق مسدود معه لا أطيق رؤيته، وما كان أمامى سوى العودة إلى منزل أسرتى. رجعت إلى منزل أهلى لأجد والدتى تصدمنى، وتقول لى: «مش هقدر أستحملك أنتى وولادك كفاية أخواتك وولادهم»، فلم أجد أمام مأوى أنا وأولادى سوى العودة لنار زوجى، وأقنعت نفسى بما أنا فيه، ولكن تصرفاته ما زالت كما هى حتى إنه فى آخر مشاجرة بيننا قام بقطع خرطوم البوتاجاز وكان عايز وشرع فى إشعال النيران فى وولدىّ، وبعدما فاض بى منه الكيل طلبت الطلاق ولكنه رفض، لكى يذلنى، ولهذا لجأت إلى المحكمة وأقمت دعوى الطلاق للضرر للتخلص من جحيم الحياة معه وتبين لا بد أن أحصل على نفقة لأولادى، فمرتبى الهزيل لا يكفى إطعامهما عيش حاف، أرجوك انسفنى سيدى القاضى لقد ضاقت بى الحياة، فجئت إلى رحاب العدالة كى أحمى أولادى من والدهما.