الفن التشكيلى.. رافد من روافد الإبداع التى تستحق من الدولة الاهتمام والرعاية، على أرض مصر يوجد نجوم فى الفن التشكيلى ولا يشعر بهم أحد ولا تهتم الدولة بهم، ويواجه المبعدون فى الفن التشكيلى مشاكل كثيرة منها على سبيل المثال ارتفاع الخامات المستخدمة فى عمل اللوحات الفنية، الفنان والمبدع راغب إسكندر، أحد أبرز نجوم الفن التشكيلى على مدار 50 عاما، قد أعمالا فنية رائعة ولم يرتكب أى خطأ يحاسب عليه ولم يتم ضبطه يوما بالسير عكس الاتجاه. ولد راغب إسكندر عام 1947 فى أسيوط حصل على ليسانس كلية الألسن قسم ألمانى فى جامعة عين شمس 1970، وشغل عضوية مجلس إدارة جمعية فنانى الغورى وعضوية أتيليه القاهرة كما كان عضوا بأتيليه الإسكندرية، وعضو مؤسس بنقابة الفنانين التشكيليين وعضوا بجمعية خريجى كلية الفنون الجميلة، التقينا الفنان الكبير راغب إسكندر ودار الحوار حول تجربته الفنية من أين بدأ وإلى أى طريق انتهى. الفنان الكبير راغب إسكندر كيف كانت البداية سهلة ومرنة أم صعبة وبالغة التعقيد؟ - بكل تأكيد البداية دائما يحاصرها المتاعب، خاصة إذا كان بداخلك هدف تسعى لتحقيقه، بعد النجاح فى الثانوية العامة لم أسع لدخول كلية الفنون الجميلة لإيمانى بأن الفن موهبة صحيح أن الدراسة شىء مهم لكنى فكرت بمنطق آخر والتحقت بكلية الألسن ودرست الألمانية وبدأت أول عرض وعمرى 17 عاما بالمناسبة كنت أصغر متسابق فى هذا المعرض الذى نظمته الغرفة التجارية و كان المعرض فى طباعة ونسج الأقمشة وبالمناسبة حصلت على جائزة من هذا المعرض، وبعد ذلك توالت المعارض التى شاركت فيها وحققت فيها نجاحات كبيرة. ما الألوان التى تسيطر على أعمالك الفنية؟ - لا توجد ألوان محددة تسيطر على أعمالي واختياراتى أنا مؤمن بأن لكل لون وظيفة ولكل لون طاقة وأنا كفنان مهمتى توظيف الطاقة الموجودة فى اللون حتى تنتج طاقة روحية يكون لها أثر على المتلقى أو التذوق للفن. هل أثر عملك فى جهة حكومية على روح المبدع بداخلك؟ - كما قلت فى بداية حديثى التحقت بكلية الألسن ولكن لم أنقطع عن الاشتراك فى المعارض الفنية وتخرجت عام 70 وشاركت فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر وبعد ذلك التحقت بالعمل فى الهيئة العامة للفنون والآداب وكان يترأسها فى ذلك الوقت عبدالحميد حمدى وساعدنى العمل فى الهيئة على الاشتراك فى المعارض وتنمية موهبتى الفنية وفى عام 1970 نظمت أول معرض فى أتيليه القاهرة وتوالت المعارض فى أغلب قرى ونجوع مصر، ففى أرشيفى الفنى ما يقرب من 40 معرضا وكلها كانت معارض ناجحة وتركت أثر فنى كبير. فى رأيك ما التحديات التى تواجه المبدعون فى الفن التشكيلى؟ - بصراحة شديدة توجد تحديات كثيرة فلا توجد رعاية كاملة للفنان التشكيلى، والميزانيات التى ترصدها الدولة للفن التشكيلى ضعيفة وهزيلة جد، ويواجه الفنان التشكيلى مشاكل كثيرة منها ارتفاع أسعار الخامات فقد أصبح هذا الأمر عائقا كبيرا أمام الفنان، لا تنسى أنه لدينا فنون جميلة فى الأقصر والمنايا وكيف يوفر الطلبة الخامات اللازمة لعمل لوحات، توجد أيضا أزمة فى تسويق الأعمال فلا توجد آليات واضحة لتسويق الأعمال الفنية ولا أبالغ إذا قلت إن نقابة التشكيليين لا تقوم بدورها تجاه الفنان. إلى أى مدى يؤثر الفن التشكيلى فى حضارة الأمم؟ - أى بلد فى الدنيا يوجد فيها فن حقيقى هى بلد ناهض وقادر على مواجهة أى تحديات عندما يغيب الفن تختفى الدول وتزول، يجب أن نهتم بالفن التشكيلى وبكل روافد الثقافة حتى ننهض ونرتقى إلى أعلى. فى رأيك كيف تحدث نهضة فى الفن التشكيلى داخل مصر؟ - أهم شىء من وجهة نظرى هو الاهتمام بحصة الرسم، زمان كان المدرس لديه ضمير حى، ويبذل كل ما فى وسعه لتعليم الطالب، وقد أحببت الرسم من مدرس الابتدائي وفى المقابل كنت أعشق الموسيقى ولم أجد الرعاية من مدرس الموسيقى لذا لم أحقق فى الموسيقى أى نجاح ولم أقدر على تنمية موهبتى، لا أبالغ إذا قلت إن هناك طلبة فى كلية الفنون الجميلة لا يعرفون كيفية شد اللوحة، نحتاج إلى الاهتمام بحصة الرسم والموسيقى، الفن يصنع حضارات الأمم، بلد بدون فن هو بلد بدون حضارة. كيف ترى تجربة الفنان فاروق حسنى الذى جمع بين منصب وزير الثقافة والفن التشكيلى؟ - من الصعب جدا على الفنان الجمع بين العمل الإدارى والتفرغ لفنه، لأن الفن يلتهم صاحبه ويجعله يذوب بداخله إلى حد الهيام، ولن أتحدث عن تجربة فاروق حسنى كوزير للثقافة لى تحفظات كثيرة ولكنى لا أحب الكلام أو الحديث فى هذا الأمر فى الوقت الحالى.
