وصف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، المحادثات التي تجريها روسيا مع الولاياتالمتحدة لحل الأزمة في سوريا ب"العقيمة". وقال لافروف: "إن الاتصالات لا تزال موجودة، ولكن في كل مرة عندما نتفق على شيء، يغير الأميريكيون اتجاههم ويبتعدون عن الاتفاقات التي تم التوصل إليها، كما كان ذلك في سبتمبر، كذلك كان الأمر في بداية شهر ديسمبر. إنهم يلقون علينا المحاضرات ويقولون إن روسيا تقترح الاتفاق على إعداد الممرات، لكي يخرج المسلحون ، ولكن أولا يجب وقف القتال فورا، وبعد ذلك، بعد بضعة أيام، يمكن إعداد الممرات بالفعل". وأكد لافروف، في لقاء مع المشاركين بالبرنامج السنوي العلمي والتعليمي لمؤسسة دعم الدبلوماسية العامة في موسكو، أن المزاعم التي تشير إلى أن القوات الروسية تجبر السكان المدنيين على مغادرة حلب، لا تتطابق مع الواقع. وقال لافروف بهذا الصدد: "بالمناسبة، ممثلو الولاياتالمتحدة في المنظمات الدولية يصرحون علنا، بأن هذه فكرة سيئة، وبأن روسيا تطرد المدنيين من حلب. لا أحد يطرد أحدا، يخرج فقط أولئك الذين يرغبون بالمغادرة". وأشار الوزير، وفقا لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية، إلى أن الأميركيين عندما خططوا لعملية أخذ الموصل، قاموا بنفس الشيء، مضيفا:"أترون - ما هو ممكن للأميركيين، ليسوا مستعدين للسماح به لروسيا". وأكد وزير الخارجية الروسي، أن موسكو تجرى مباحثات مع جميع القوى المسلحة على الأرض السورية، باستثناء تنظيمي "داعش" وجبهة النصرة" الإرهابيين. وتابع لافروف: "نحن، بدأنا جنبا إلى جنب مع زملائنا، بشكل عام، بالعمل فعلياً، مع أولئك الذين يملكون سيطرة على الوضع على الأرض. نحن نتحدث مع جميع الفصائل، باستثناء تنظيمي "داعش" وجبهة النصرة" الإرهابيين، هذان التنظيمان ضمن لائحة الإرهاب، ونحن نتحدث مع دول المنطقة، بما في ذلك مع الزملاء الأتراك، الذين لديهم أيضا اتصالات مع المسلحين على الأرض، ومع المنظمات المسلحة". وأعلن لافروف أن أميركا تحاول بشتى الطرق، عدم ضرب مسلحي تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، وبهذا الشكل تساهم في إنشاء "وحش" آخر سيرتكب عمليات إرهابية في العالم أجمع. وقال بهذا الخصوص: "إن أمريكا تحاول بشتى الطرق إبعاد "جبهة النصرة" عن تلقي الضربات، أي أنه بعد إنشاء "القاعدة" وإنشاء "داعش"، الآن يقوم الأميركيون، طوعا أم كرها، بإنشاء وحش آخر، سيقوم فيما بعد بأعمال إرهابية في العالم أجمع". وأشار الوزير إلى أن أميركا تضع الهدنة خلال المباحثات الخاصة بالممررات الإنسانية شرطا مسبقا. وأضاف أنه "وبدلاً من محاولة فرض الهدنة، التي تستخدم دوما لتعزيز المسلحين، كان يستطيع الأميركيون الموافقة على إنشاء هذه الممرات منذ فترة بعيدة وكنا استطعنا إخلاء شرق حلب من المسلحين". وأكد وزير الخارجية الروسي، أن الشي الأهم في سوريا الآن، هو حل الأزمة في حلب وعودة المدينة إلى الحياة الطبيعة، مشيرا إلى أن موسكو تأمل بانتهاء الوضع شرق حلب خلال يومين إلى ثلاثة. وقال لافروف: "مشاركة قواتنا الجوية الفضائية سمحت للجيش السوري وبصعوبة كبيرة في إيقاف هجوم تنظيم "داعش" والآن بدأ الجيش بتطويق الإرهابيين. آمل أنه في غضون يومين إلى ثلاثة أيام سينتهي الوضع في شرق حلب، حيث أقمنا ممرات إنسانية، خرج عبرها عشرات الآلاف من المدنيين، وتقدم لهم المساعدات الإنسانية لدى خروجهم من حلب". وأكد لافروف أن "الأهم حاليا هو إنهاء مأساة حلب لعودة الناس إلى الحياة السلمية وبدء إعادة بناء هذه المدينة السورية الأثرية". وأعلن لافروف في سياق آخر، أن المطالب لإقامة هدنة في سوريا تهدف "لإعطاء الراحة" للمسلحين ولحصولهم على ذخائر وتعزيزات. وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت صباح يوم أمس الثلاثاء، عن سيطرة الجيش السوري بشكل شبه كامل على حلب، مشيرة إلى أن المساحة الإجمالية للأحياء التي لا يزال فيها مسلحون شرق حلب، لا تزيد عن ثلاثة كيلومترات مربعة.