أعلن الجيش الروسي في بيان أمس عن »هدنة انسانية» جديدة في حلب شمال سوريا تبدأ غدا في حلب وتستمر عشر ساعات فقط، في وقت تدور فيه معارك عنيفة بين القوات السورية والفصائل المسلحة في المدينة. وأوضح الجيش ان قرار الهدنة اتخذ بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين. إلا أن الفصائل المسلحة رفضت المبادرة الروسية مؤكدة انها »غير معنية» بهذا الإعلان »من جانب واحد».. وقالت وزارة الدفاع الروسية انه سيسمح لمسلحي الفصائل بمغادرة المدينة سالمين بأسلحتهم فيما بين الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي وحتي الساعة السابعة مساء من خلال ممرين يتم فتحهما خصيصا لهذا الغرض. وأضافت انه سيسمح للمدنيين والمرضي والجرحي بالمغادرة عبر ستة ممرات أخري.. وقال رئيس هيئة الأركان الروسية فاليري جيراسيموف ان القرار اتخذ بالتوافق مع دمشق. وأضاف »بما أن زملاءنا الأمريكيين عاجزون عن فصل الفصائل المسلحة عن الإرهابيين، فإننا نتوجه مباشرة إلي قادة جميع الجماعات المسلحة وندعوهم إلي وقف المعارك والخروج من حلب بأسلحتهم». وتعليقا علي الإعلان الروسي، قال ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، وهي من ابرز الفصائل المشاركة في معارك حلب انه »لا قيمة» لهذا الإعلان »من جانب واحد»، وأكد ان »روسيا لم تلتزم بكل المبادرات التي اطلقتها» والتي كانت بهدف »التوظيف السياسي والإعلامي لتحفيف الضغط الدولي عنها بعد ارتكاب جرائم حرب في سوريا».. من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن تنظيم »جبهة النصرة» الإرهابي يسيطر علي شرق حلب ويحتجز سكانها كرهائن، مؤكدا أن موسكو تبحث عن حل للأزمة بالتعاون مع واشنطن ودول المنطقة. واضاف لافروف في مستهل زيارة رسمية إلي اليونان أمس ان بلاده تريد تعاونا »صادقا» من اجل التوصل إلي حل سياسي في سوريا. واعرب عن أمله في ان »يتوصل شركاؤنا إلي الخلاصات الضرورية لنعمل جميعا من اجل تعاون صادق..علي امل التوصل إلي عملية سياسية تشارك فيها الحكومة والفصائل المسلحة».. الا انه شدد علي ضرورة ان تساعد واشنطن في تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الذي يندد بدعم الجماعات المتطرفة في سوريا. من جهة اخري، أعلن تنظيم »داعش» أنه سيطر علي مناطق في ريف حلب كانت تخضع لسيطرة الميليشيات الكردية، بعد يوم من سحب وزارة الدفاع الأمريكية طلب لشحن أسلحة للأكراد في سوريا بشكل مؤقت.. ونقل موقع »سكاي نيوز عربية» عن وكالة »أعماق»، وهو حساب علي موقع تويتر يعتقد أنه أحد أذرع داعش الإعلامية، قوله ان التنظيم »استعاد السيطرة علي حقل الرمي و3 تلال محيطة به شرق مدرسة المشاة في ريف حلب إثر هجوم ضد مسلحي الأكراد».. وكانت صحيفة »واشنطن بوست»، قد ذكرت الأحد الماضي أن البنتاجون سحب »بشكل مؤقت» طلبا لشحن أسلحة للمسلحين الأكراد في سوريا، بينما تستعد واشنطن لمعركة طرد داعش من الرقة، معقل التنظيم الرئيسي في سوريا.