«لقد احبط الشعب المصري وأفزع الوطن لما حدث علي أرض الكنانة من فوضي عارمة.. آلمت كل وطني غيور علي بلاده.. مما حدث في فجر الجمعة الماضي والسبت الدامي من خراب ودمار لمرافق الدول المختلفة.. وحرق مرفق علمي مهم في شارع قصر العيني ودمار السيارات العديدة من بعض المرتزقة الذين استمرأوا مساحة الحرية التي أرسي جذورها شباب ثورة 25 يناير المحترمين حينما قاموا بثورة سلمية صفق لها العالم أجمع بل أقولها صادقة لقد أنقذ شباب مصر العظيم في ثورة 25 يناير الوطن من حكم بغيض ظل قابضا علي أعناقنا بالحديد والنار.. فالتف حولها شعب مصر كله من أدناه إلي أقصاه.. وجاء جيش مصر الرائع وحمانا جميعا وساند تلك الثورة بجد واقتدار بقيادة ابن مصر البار المشير من حسين طنطاوي.. ثم بعد خلع رأس الفساد وهو المخلوع المدعو حسني مبارك والذي تباها أمام العالم بأن، يعرف طبيعة شعب مصر الذي كان في مخيلته الاستكانة والإذلال وما كان يدور في خلده أن شعب مصر يمثله نهر النيل الخالد بمائه الفياض حينما تجري المياه فيه بهدوء.. حينما يثور نهر النيل بفيضانه وتهدر أمواجه بشراسة يأخذ أمامه الأخضر واليابس ويهد القري والمدن التي في طريقه.. هذا المثل الذي اسوقه هو شعب العظيم حيث حينما يفيض به الكيل ويثقل الميزان نجده ينتفض ولا يري أمامه إلا حب الوطن وانقاذه من عتاولة دأبوا علي احتقاره والاستخفاف به.. حيث يقول كلمته فيهم إنني يا عتاة يقظ وقفوا مكانكم أيها الظالمون.. ثم رأينا بعد أن اثمرت ثورة شباب مصر العظيم ووقوف العالم كله اجلالا واحتراما لشعب مصر. رأيناهم وقد أخذوا علي عاتقهم تنظيف ميدان التحرير ودهانات أرصفته من مالهم ومصر وفاتهم الشخصية.. ولم يهدموا صرحا أو يدمروا شيئا من مرافق الدولة.. بل كانوا يحافظون علي كل شيء في الوطن.. ثم انصرفوا الي أعمالهم وأشغالهم في هدوء انتظارا لتكملة الدولة بما يطالبون به بعد سقوط النظام.. هذه هي الثورة الحقيقية وهؤلاء هم الثوار الأحرار وبطبيعة الحال لابد أن تأخذ مجريات الأمور نحو الإصلاح بعض الوقت.. حتي تسير السفينة في مجراها الطبيعي.. وكان لابد أن تكون لتلك الثورة الشريفة خصوم من العهد البائد حيث كان الكثير يتربحون منه علي حساب هذا الشعب الذي ظلم كثيرا.. فبدأوا يدفعون بالبلطجية والعاطلين لا لشىء سوي تعطيل مسار الإصلاح الذي بدأنا نأخذ ثماره من استتباب الأمن في وزارة الرجل العظيم الدكتور كمال الجنزوري وما أن استتب الأمن في غضون ثلاثة أيام من وزارته حتي تحرك ركب الخراب والدمار ودفع فلول الحزب الوطني المنحل بعصابات واحتلوا أرصفة مجلس الوزراء ومجلس الشعب وأخذوا يدمرون كل شىء أمامهم.. ولقد ذهبت بنفسي الي ذلك المكان.. وقد راعني أنني رأيت بعض الصبية الصغار والبلطجية الكبار المدعين بأنهم من الثوار حيث لم أجد الوجوه الحقيقية للثوار التي لازمتهم في 25 يناير المحترمين.. وهالنا المشهد وأخذت أبحث عن وجوه الثوار الحقيقيين الذين كانوا في يوم 25 يناير.. ولكن وجدت وجوها أخري غير مسئولين مدعية أنهم من الثوار السابقين.. ولكن صدقوني أنهم لا ثوار ولا أحرار حيث إنهم مخربون من طراز فريد.. وأخذت أتساءل.. لماذا بعد كل زيارة لزوجة المخلوع الي سجن طرة لرؤية ولديها.. تحدث تلك المجازر ويأتي إلينا المسئولون ويقولون إنه «اللهو الخفي» والحقيقة ظاهرة للعيان وأرجو ان تكونوا معي في تلك التساؤلات حيث من فجر تلك الفوضي التي كانت في فجر يوم الجمعة الماضي هو غلام يدعي العبودي حيث إنه ابن أحد أعضاء مجلس الشعب المنحل.. ونقيس علي ذلك ان الفلول بدأت تدفع بأولادهم وأعوانهم الي الشارع المصري ليندسوا بين المتظاهرين مدعين أنهم من الثوار.. فهل تغيب تلك الحقائق عن أعين المسئولين.. وبأي حق يمنعون رئيس وزراء مصر من الدخول الي مكتبه ليباشر أعماله.. ومن خول لهم الحق في اختيار حكومة علي هواهم.. هل تلك الحفنة القليلة غير المسئولة قد وكلها 85 مليون مصري ليتكلموا باسمهم.. وهل هانت مصر إلي هذا الحد في أن يتحكم بعض المنحرفين في مسيرة الوطن.. وهل عين هؤلاء المماليك الجدد أوصياء علي شعب مصر العظيم بعلمائه وأطيافه؟! أرجو أن يجبني المجلس العسكري علي هذا.. من وكل هؤلاء أن يتكلموا نيابة عن شعب مصر.. هل طُمس القانون من هذا البلد؟. ولكن أقول.. ان الثورة الحقيقية قد أسقطت النظام.. أما هؤلاء الضالون فيريدون أن يسقطوا مصر بأكملها.. ولمصلحة من؟ نريد إجابة رجال التحقيق والمسئولين عن العدالة في مصر عن ذلك كله.. وأطالب رجال الأمن والشرفاء من الجيش بأن يضربوا بيد من حديد تلك الشرذمة الضالة.. ويطهروا شوارع وسط العاصمة وميادينها خاصة ميدان التحرير لأنه مرفق من مرافق الدولة من هؤلاء المرتزقة. وما معني أن البلطجية والمنحرفين ظهروا تلك الأيام ولم يظهروا إبان حكم المخلوع وسطيرة وزير داخليته علي شرفاء مصر.. هذه كلها خواطر أسوقها الي من يفكر مثلما أفكر.. ولك الله يا مصر!! ---- رشاد بدور عضو الهيئة الوفدية