«الحقونا.. شقى عمرنا بيضيع والسبب التموين وبنك الائتمان الزراعي"، خرجت الكلمات من أحد أبناء مزارعى مركز الفرافرة التابع لمحافظة الوادى الجديد فى محاولة لإيصال صوته للمسئولين بالدولة؛ بعد تعرضهم لأكبر كارثة تتعلق بحصاد القمح وبيعه، ولا يعلم عنها أحد حتى الآن شيئًا. حيث قامت بترك القمح يخزن فى العراء بمعرفة الأهالى لتأكله الطيور، وتعيث به الحشرات فساداً، بعدما منعت مديرية التموين بالمحافظة التجار من أبناء مركز الفرافرة من التصرف أو بيع أو نقل أى حبة قمح خارج الوادى الجديد، بحجة وجود حصر للأقماح بالمحافظة، ولابد أن يتم عن طريق المديرية، الأمر الذى عاد بالسلب على شباب الخريجين ومزارعى مركز الفرافرة بعد منع المحصول من الخروج خارج المركز، وتكدست كميات تصل الى 70 ألف طن أمام منازل الأهالى والتجار بمركز الفرافرة، خاصة أن شونة بنك التنمية بالمركز لا تتسع لأكثر من 10 آلاف طن. سيد أمين، أحد أبناء قرية «اللواء صبيح» التابعة لمركز الفرافرة، ويعمل مهندسًا زراعيًا، قال ل«الوفد» إن المشكلة الآن فى أن المحصول ملقى على الأرض منذ ما يقرب من عشرة أيام حتى الآن، ما جعله عرضة للتلف بسبب الفئران والطيور التى تتغذى عليه، فضلًا عن تعرضه للسرقة فى أى وقت، بعد أن قامت مديرية التموين بالمحافظة بمنع التجار المحليين من إخراج القمح خارج المحافظة، ما تسبب فى تكدس جوالات القمح أمام منازل التجار والأهالى، بالإضافة إلى عدم إعطاء المزارعين مستحقاتهم المالية؛ لأن التاجر يقوم يشراء القمح من المزارع بالأجل ويعطيه دفعة مقدمة والباقى بعد أن يقوم ببيع المحصول للمطاحن والشركات الأخرى، فأصبح المزارعون فى حالة من الفقر بسبب مطالبة أصحاب الماكينات الزراعية الخاصة بالدرس والحصاد لأموالهم المتأخرة. وأضاف أمين قائلاً: «إن بعض المزارعين قاموا بشراء شكائر بلاستيك على حسابهم الخاص لتعبئة المحصول به لحين تسليمهم الأجولة من الشون الخاصة ببنك التنمية والائتمان الزراعى تمهيدًا للتوريد المحصول للشون وفروع البنوك والجمعيات الزراعية لعدم توفر الأجولة داخل الشون». ويناشد أبناء مركز الفرافرة جميع المسئولين المختصين بهذا الموضوع سرعة الحل حفاظًا على المزارعين وعلى هذا الحصول الاستراتيجى. من جانبه أكد سعيد هريدى مدير بنك التنمية والائتمان الزراعى بالوادى الجديد ل«الوفد» على أن الشون والمندوبيات التابعة لبنك التنمية والائتمان الزراعى بالوادى الجديد استعدت لاستلام محصول القمح من المزارعين بالوادى الجديد، وذلك على مستوى مراكز المحافظة الخمسة، والمحافظة تضم 16 شونة ومندوبية تابعة لبنك التنمية والائتمان الزراعى بجانب إنشاء عدد من المخازن الإضافية بالقرى المتباعدة تسهيلًا على المزارعين، كما تم تجهيز الشون والمندوبيات التابعة للبنك على مستوى المدن والقرى التى بدأت استلام المحصول منذ 15 إبريل الماضى. وأضاف أنه تم توفير الأجولة الفارغة الجديدة بجانب الأجولة المتبقية من العام المنقضي. والتى تسلمها البنك من شركات المطاحن بعدما تم تبخيرها لتصبح جاهزة لتعبئة محصول القمح والحفاظ عليه، حيث يقوم البنك بتسليمها للمزارعين مع بدء عملية توريد القمح. صلاح السيد، مدير عام مديرية التموين بالمحافظة، قال ل«الوفد» إن المديرية لم تمنع أحدًا على الإطلاق من بيع القمح أو نقله خارج المحافظة، بل إن المديرية قامت بحل العديد من المشكلات الخاصة بالمحصول والمزارعين بالمركز، وعلى رأسها مشكلة تخزين القمح فى الشون الترابية الخاصة ببنك التنمية والائتمان الزراعى بعد أن تم إرسال مذكرة إلى وزير التموين من أجل استثناء محافظة الوادى الجديد من قرار منع التخزين فى الشون الترابية.