عندما تغلق فى وجهك جميع الأبواب فهى إما تحولك إلى رجل يعتمد عليه أو مجرم مع سبق الإصرار والترصد، محمد شاب فى منتصف العشرينات يسكن فى شقة متواضعة مع والدته وشقيقته داخل عقار بمنطقة الهرم، أغلقت الدنيا أبوابها فى وجهه لم يتحمل لطماتها أو البحث عن باب آخر ربما يكتب له لقمة عيش بداخله، فسلك طريق الجريمة للهروب من الفقر وكثرة طلبات والدته وشقيقته التى يعجز عن توفيرها وقرر قتل جاره المقاول الذى لا ذنب له سوى أنه عمل واجتهد، وكون ثروة طائلة جراء عمله سنين طوالا. «أنا برىء أنا ما قتلتوش الفقر هو اللى قتلنى وخلانى أقتله كان غنى وعنده فلوس وعقارات وأنا مكنتش لاقى آكل أنا وأمى وأختى بعد مما اتلطمت فى كذا شغلانة قررت إنى أسرقه وأقتله عشان ميفضحنيش.. نفذت جريمتى ورميت الجثة فى البانيو ووضعت عليها مياها وكلور عشان تدارى رائحتها»، كانت هذه بداية اعترافات المتهم بقتل مقاول الهرم. سرد محمد أحمد، عاطل، تفاصيل جريمته قال نه يقطن بذات العقار الذى يمتلكه القتيل ويعلم بثرائه حيث إنه مقاول ويمتلك عدة عقارات ويحتفظ بخزينة أموال بشقته، وأنه كان يمر بضائقة مالية شديدة، وقال: الحالة ضنك وأبويا رمانى أنا وأختى من صغرنا لحد ما اتحبس وخد حكما مؤبدا فى قضية مخدرات وأنا اشتغلت واتمرمطت من هنا لهنا لحد ما اترفدت من آخر شغلانة ومبقتش لاقى أصرف على أمى واختى». وشرح محمد تخطيطه لجريمته وطريقة تنفيذها: «أنا أعرف أن الراجل صاحب البيت ده عنده فلوس كتير شايلها فى خزنة فى شقته قررت أسرقه وفكرت انى لو سرقته هو عارفنى وهيفضحنى فقررت وجهزت سكينة وأنا عارف إنه بينزل يصلى الفجر فاستنيته أمام باب الشقة لكنه لم يخرج فى تلك الليلة فانتظرته لمدة 3 ساعات حتى بدأت ساعات النهار فى الطلوع وبمجرد أن فتح باب الشقة غرست السكينة فى صدره وانهالت عليه بعدها بطعنات فى وجهه ورقبته حتى فارقت روحه حسده وسحبت جثته حتى وصلت به إلى الحمام وحملت الجثة ووضعتها فى البانيو وفتحت عليه المياه وسكبت كمية من على كلور لإخفاء رائحة الجثة، مضيفاً: بعد ذلك همى أعثر على الفلوس بحثت عن الخزنة حتى وجدتها داخل غرفة النوم ولكن لم أستطع أن أحملها أو أفتحها ثم أكملت بحثى داخل الدولاب ولم أجد سوى تليفونين ومفاتيح الشقة وبدم بارد يكمل المتهم حديثه بعد أن فشلت فى الحصول على أى أموال خرجت من الشقة نزلت شقتى وغير هدومى الملوثة بالدماء وهربت إلى منزل أحد أصحابى. واستطرد قائلاً: رجعت تانى يوم لقيت الشرطة موجودة خفت حد يكشفنى كما أن الهواتف المحمولة قديمة ولن تباع فقمت بربطها ومفاتيح الشقة بقالب طوب وألقيتهم فى ترعة المريوطية ولكن الشرطة ألقت القبض علىّ عقب عثورها على ملابسى الملوثة بدماء القتيل بشقتى، وأنهى المتهم اعترافاته: أنا كنت عايز أحمى أمى وأختى من المرمطة والجوع والفقر. وسالت دموعه وردد بعض الكلمات، ومن سيحمى أمى وأختى الآن ليس من الفقر والجوع فحسب بل من أشياء أخرى وقال ليت الجميع يعى أن الجريمة لا تفيد مهما حدث وأن الفقر ليس واقعاً لارتكاب الجرائم، ولكن الطمع والجشع الذى يسيطر على نفوس البشر وعدم محاولة الشباب البحث عن فرص عمل.. فهم يرغبون فى الحصول على المال بأسهل الطرق ويتحججون بالفقر وضيق ذات اليد سأقضى حياتى وراء القضبان وربما تلقى أختى مصيراً لا أرضاه ونعم نادم على فعلتى فقد قتلت رجلاً كان دائماً يرغب فى مساعدتى ولكن هو الشيطان والطمع.. الآن أواجه عقابى الذى أستحقه وليتهم ينفذون فى حكم الإعدام فأنا لا أرغب فى الحياة.. أنا لا أستحقها!