مقاول يبلغ من العمر 60 عامًا، متزوج من سيدتين وله من كل منهما بنات وبنون، إحداهما تقيم فى بلدته بسوهاج، والثانية بعقار يملكه بالمريوطية، لكن الأخيرة ملت من خلافاتهما فطلبت الخلع فاضطر أن يطلقها، وبقيت رفقة أولادها فى ذات العقار، بما اضطر المقاول إلى تشطيب شقة بالطابق الأرضى للسكن فيها وحيدًا. انقطع اتصال المقاول بأسرته، وحاولت ابنته من مدينة سوهاج التواصل معه تليفونيًا بعد وفاة أحد أبناء العائلة، لكنها لم تجد إجابة على هاتف والدها، وفوجئت بعده بغلقه، بما أثار قلقها على أبيها، ودفعها للاتصال بطليقته حتى تطمئن عليه لكن كانت المفاجأة، فالمقاول لا يرد على طرق الباب، ففتشوا عن نسخة من المفاتيح، اعتاد الاحتفاظ بها احتياطيًا خارج شقته حال نسي مفتاحه، وعثروا عليها فى نافذة مطلة على "منور العقار"، ومع فتح باب الشقة فوجئوا بالدماء تملأ المكان، وجثة المقاول منقوعة فى كلور داخل بانيو. الغرض من الجريمة كان واضحًا من البداية، دون احتمالات أخرى بالرغم من بشاعة المشهد، بجثة بها إحدى عشر طعنة فى الرقبة والوجه، منقوعة فى مسحوق الكلور، لكن خزينة حديدية أكدت قصد السرقة، فالجانى حاول فتحها دون جدوى، تاركًا عليها بصماته الملطخة بدماء القتيل، ولم يجد القاتل فى نوبة جشعه سوى هاتفي الضحية المحمولين فأخذهما، بعدما خلف ورائه رب أسرتين جثة هامدة. القاتل أيضًا كانت له أسرة، مكونة من أم وأخت، بينما الأب مسجون، ولم يستمر فى أية عمل لفترة طويلة، وبات وهو فى العشرينات من عمره يجد نفسه عاجزًا وعاطلًا لا يستطيع إعالة نفسه وأمه وشقيقته، فأخذ يفكر فى حل سريع لأزمته دون عناء البحث عن عمل، وقرر سرقة المقاول لأنه ثرى ويملك عقارات عدة، ويعلم أنه يحتفظ بأموال داخل شقته، وقرر مع ذلك قتل الضحية، لأنه يعرفه جيدًا لكونه جار له، ولو سرقه فسوف يفضحه. واعترف المتهم البالغ من العمر 25 عامًا أنه قتل المجنى عليه خلال خروجه من شقته لصلاة الفجر، لأنه معتاد الصلاة فى المسجد، وترصد له قبل الآذان بنحو ثلاث ساعات، وبمجرد أن فتح الباب باغته بطعنة فى عنقه، وانهال عليه طعنًا وسحب الجثة إلى الحمام، وغمرها بالمياه والكلور لمنع انبعاث رائحة تعفن ولفت الانتباه للجثة سريعًا. وأقر أنه استمات فى محاولة فتح الخزنة، لكن دون جدوى، ولم يستطع حملها من مكانها، فبحث عن شيء يسرقه ولم يجد سوى هاتفين محمولين، سرقهما، ثم عجز عن بيعهما لقدمهما وبخث ثمنهما، ولذلك قرر التخلص منهما وربطهما بحجر وألقى بهما فى ترعة المريوطية. وخلال ثلاثة أيام وجد المتهم الشرطة فى منزله، وعثروا على ملابسه التى تحمل دماء الضحية، وذلك بعد تضييق دائرة الاشتباه حول معارف القتيل وجيرانه، لأن الضحية فتح الباب دون مقاومة، ولا يوجد آثار عنف تدل على التسلل للشقة عنوة، أو حتى فتح الباب بمفتاح مصطنع أو نسخة للمفتاح الأساسى، حسب نتيجة فحص المعمل الجنائى. ولم يجد المتهم أمامه بدًا من الاعتراف، وقد ترك بصماته تنضح بدماء الضحية فى شتى أرجاء شقته، فأمر طارق جودة وكيل نيابة حوادث جنوبالجيزة، بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، جددها قاضى المعارضات إلى 15 يومًا.