"نعم قتلت صديق عمري ولم أكن أتوقع أن يحدث ذلك نهائيا .. ولكن عندما يتملك الشيطان من الانسان تكون النهاية" .. بهذه الكلمات بدأ جودة عيد عبد الفتاح – 23سنة – عامل يتحدث لجريدة "مصر الجديدة" من داخل قاعة محكمة جنايات شمال الجيزة عن تفاصيل حياته التي أدت في النهاية الى قيامه بقتل صديقه صابر حجازي – 22سنة – عامل ... وكيف تحول الصديق الى شيطان تلوثت يديه بدماء صديق عمره. بل أن الصديق الضحية هو من قام بتوفير فرصة عمل في القاهرة لصديقه وأرسل اليه الى بلدتهما في محافظة البحيرة ولم يكن يعلم أنه يرسل إلى قاتله الذي امتلأ قلبه حقدا من صديقه وقرر قتله, التقيت مع القاتل ودار الحوار الأتي.. - كيف بدأت علاقتك مع صديقك؟ * أنا وصابر صديقان منذ الطفولة فكنا نسكن في حارة واحدة وكنا "بنلقط رزقنا" لمساعدة أهلنا لأن أسرة كل واحد منا كانت "أفقر من الثانية" وهو ما زاد ارتباطنا سويا. - وماذا بعد مرحلة الطفولة؟ * استمرت صداقتنا سويا وقويت يوما تلو الأخر وكنا "بنقسم اللقمة" مع بعضنا وكنا نحلم سويا باليوم الذي نذهب فيه الى القاهرة للعمل والحصول على "الفلوس" التي تنشلنا من الفقر. - كيف بدأت رحلتكما الى القاهرة؟ * البداية كانت مع صابر حيث طلب من أحد أقاربه يعمل في القاهرة مساعدته في أن يجد له "شغلانة" وبالفعل وفرها له بعدد حوالي شهرين وسافر وعمل عند أحد المقاولين. - هل انقطعت علاقتكما بسفره * لا كان دائما يتصل بي وأتصل به ونتقابل عندما ينزل الى البلد في زياره الى أهله. - وماذا جرى بعد ذلك؟ * بعد حوالي سنة عرض علي صابر أن أعمل معه وأنه يستطيع أن يوفر لي فرصة عمل مع المقاول الذي يعمل عنده وقبلت على الفور وكنت فرحا وسافرت خلال أسبوعين وسكنت معه في شقته المتواضعه في منطقة "صفط اللبن" بالجيزة. - وخلال اقامتك معه هل حدثت بينكما مشاكل؟ * لا .. لم يحدث بيننا مشكلة بعينها وكلها كانت أمور عادية وخلافات بسيطة تحدث بين الأخوة. - اذا ... ما الذي دفعك الى ارتكاب الجريمة؟ --- نظر جودة بحزن وقال: الشيطان والغيرة!! فقد بدأت أشعر بالغيرة والحقد من صابر خاصة بعد أن عرفت أنه قام "بتحويش" مبلغ من المال لأنه كان "بيطلع مصلحة لنفسه" من عمليات سمسرة بعيدة عن عملنا وقرر أن يشتري قطعة أرض في بلدنا وأنه سوف يصبح من "الأعيان" وأنا مازلت أتقاضى أجر باليومية. - كيف تم التخطيط للجريمة؟ * لم أخطط للجريمة فأنا لم أكن أقصد نهائيا أن أقتله بل كنت أنوي فقط سرقته خلال جلستنا سويا في "قعدة مزاج". - كيف تمت الجريمة؟ * في يوم الجريمة "حششنا وسكرنا" وبعد ما "تقل" صابر في الشرب نام في مكانه, فذهبت على الفور الى غرفة نومه وفتشت في دولابه فوجدت الفلوس, وعندما أخذتها واستدرت لأخرج من الغرفة ... فوجئت به واقف أمامي وبيصرخ فيه قائلا "انت بتسرقني يا جودة"؟ .. فعقدت المفاجأة لساني ولم أدري بنفسي الا وأنا ممسكا بشومة كانت في الغرفة وضربته بها على رأسه فسقط على الأرض فاقدا الوعي والدماء تنزف منه. - لماذا لم تحاول انقاذه؟ * حاولت .. ولكنني عندما تمالكت نفسي وبدأت أعود لوعيي من هول الصدمة وجدته قد فارق الحياة. - ماذا فعلت بعد ارتكاب الجريمة؟ * ركضت الى غرفتي و"لميت هدومي" و أخذت الفلوس وغادرت الشقة وسافرت الى البلد حتى تم القاء القبض علي. - وكيف تم القبض عليك؟ * اتصل أحد الجيران بالشرطة ليخبرهم بأن هناك رائحة كريهة تنبعث من شقة جاره, وعندما حضرت الشرطة اكتشفت الجريمة وبسؤال الجيران أقروا بأن المجني عليه كان يسكن مع صديق له يدعى (جودة) وأعطوا أوصافي للشرطة التي استطاعت الوصول الي. -هل أنت نادم على فعلتك؟ --- ينظر والدموع في عينيه قائلا: لو رجع بيا الزمن لا يمكن حتى أفكر اني أسرقه ومفيش حاجة هتعوضني عن صديق عمري ولكني أؤكد للمرة الثانية أن الشيطان عندما يتملك الانسان تكون النهاية.