نعى الدكتور أحمد مجاهد المدير التنفيذي لمعرض الكتاب في دورته السابعة والخمسين، الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق، الذي رحل عن عالمنا يوم الاثنين الماضي. وبكلمات مؤثرة، رصد مجاهد علاقته الوطيدة بصابر عرب عبر حسابه بموقع فيسبوك، كاتبا: "عزاء مفجع واعتذار واجب.. خالص العزاء فى عشرة العمر معالى الوزير الخلوق الثقة المتزن صاحب الإنجازات المشهودة في الثقافة، والعالم الجليل معلم التلاميذ المرموقين بمصر والوطن العربى، الأستاذ الدكتور صابر عرب". وتابع: "ما لا يعرفه الكثيرون أن علاقتى الشخصية بالأستاذ الدكتور صابر تمتد منذ أن كنت مدرسا مساعدا بكلية الآداب، حيث كان صديقا لأستاذين كريمين بقسم التاريخ شرفت بمحبتهما ورعايتهما الدائمة لي، وهما الأستاذ الدكتور أحمد زكريا أمد الله فى عمره، والراحل الدكتور أبو اليسر فرح". وأردف: "كنا نلتقى بالدكتور صابر في مقاهي مدينة مصر طوال فترة إجازاته من الإعارة، وبعد عودته كنا نلتقي مرة أسبوعيا تقريبا أو كل أسبوعين على الأكثر، وكنت أعمل بأمانة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة، وأصبح هو بعد ذلك رئيسا لدار الكتب والوثائق القومية". وأضاف مجاهد: "بعد استقالتي من المجلس الأعلى بشهور قليلة، وبناءً على ترشيح من الدكتور جابر عصفور شخصيا، انتدبنى الفنان فاروق حسنى وكيلا للوزارة للشئون الثقافية بهيئة قصور الثقافة، وكان أول متصل للتهنئة هو الأستاذ الدكتور صابر عرب، الذي أبلغنى أن الفنان فاروق حسنى قد استشاره حول ترشيحي، وأنه قد أثنى عليّ، ولا أنسى له هذا الفضل". واستطرد: "بعد سنوات أصبحت رئيسا لهيئة قصور الثقافة وأشرُف بالجلوس معه على مائدة قيادات الوزارة، وفي مؤتمر وزراء الثقافة العرب بالجزائر كان الوفد المصرى يضم الأستاذ الدكتور صابر عرب رئيسا وأنا عضوا وممثلا للعلاقات الثقافية الخارجية.. ظلت علاقات الود والعمل متصلة بيننا فى أفضل صورة". وأردف: "مرة واحدة هاتفنى فيها غاضبا بعد أن توفى الدكتور ناصر الأنصاري وأصبح هو مشرفا على هيئة الكتاب أيضا، حيث أخذ بعض الصحفيين يقارنون بين مشروع النشر الذي قمت بتطويره في قصور الثقافة وبين ما تنتجه هيئة الكتاب، وقال لى هم بيعملوا كده ليه؟.. أنا مش عايزها، وبسير أعملها من على المنضدة، أنا رئيس دار الكتب ومش ناقص الكلام السخيف ده، وما حدش بيساعد". وأوضح: "كان معه الحق في هذا الغضب، ولم يكن لي علاقة بكل هذا الكلام الذي كان الصحفيون يتحرجون من قوله في ظل المرض العضال للدكتور نصار الأنصاري رحمه الله في أيامه الأخيرة، وهي فترة ماتت فيها الهيئة بالفعل". واصل: "بعد هذه المكالمة العابرة في تاريخ عشرة العمر الطويلة عادت الأمور إلى نصابها مرة أخرى سريعا، وعندما شرفت بالعمل تحت قيادته عندما جاء وزيرا للثقافة، شرفت أيضا بتجديد ثقته الغالية فيّ طوال هذه الولايات، وبتكليفي بالعديد من المهام الخاصة التي ستظل بيننا". واختتم مجاهد كلماته موضحا سبب تأخره في تقديم وحضور العزاء للراحل الدكتور محمد صابر عرب: "أما الاعتذار فهو عن التأخير في هذا العزاء، لأني مازلت محجوزا بالعناية المركزة للصدر للاستشفاء من تبعات كورونا، وكيف لي أن أتأخر عن واجب مع من لم يتأخر عن مجاملتي في كل مواقف الفرح والحزن.. وداعا أستاذي الجليل، وسنحتفي بسيرتك ومسيرتك بما يليق بك إن شاء الله في هذه الدورة من معرض القاهرة الدولي للكتاب، وخالص الدعاء بالرحمة والمغفرة". ورحل عن عالمنا وزير الثقافة الأسبق، الأسبوع الماضي، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز 77 عاما، وسط حالة من الحزن فى الأوساط الثقافية والأكاديمية، التي نعته بوصفه مثقفا موسوعيا ومسئولا آمن بدور الثقافة بوصفها ركيزة أساسية فى بناء الوعي.