شيعت بعد عصر أمس من مسجد عمر مكرم، جنازة الدكتور ناصر الأنصاري رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، عن عمر يناهز ثلاثة وستين عاما، بعد صراع طويل مع المرض، وكان في مقدمة المشيعين فاروق حسني وزير الثقافة وعدد من قيادات وزارة الثقافة منهم: الدكتور جابر عصفور وعلي أبو شادي، والدكتور صابر عرب، والدكتور عماد أبو غازي، والدكتور أحمد مجاهد، وفاروق عبد السلام، والدكتور إسماعيل سراج الدين، وسمير غريب، والفنان أشرف زكي، والفنان محسن شعلان، وأسرة الفقيد الذي ووري التراب في مقابر البساتين، وسوف يقام العزاء غدا الجمعة في مسجد عمر مكرم. تقلد الراحل عددا من المناصب الثقافية الرفيعة منها: رئاسة دار الأوبرا المصرية، ثم رئاسة دار الكتب، ثم عين مديرا لمعهد العالم العربي في باريس، ثم رئيسا للهيئة المصرية العامة للكتاب، وظل بها إلي أن وافته المنية. وفي كلمات سريعة تحدث عدد من المثقفين الذين شاركوا في الجنازة بشهادتهم عن الراحل فقالوا: الفنان فاروق حسني: لقد افتقدنا إنسانا نبيلا توافرت فيه كل عناصر المثقف المخلص لوطنه، والمتفاني في عمله، فنال احترام وتقدير الجميع رحمه الله رحمة واسعة. علي أبو شادي: رحيل ناصر الأنصاري خسارة كبيرة علي المستوي الشخصي والعملي والوظيفي، كان إنسانا متحضرا، وشديد الاحترام وكفاءته المهنية ليست محل جدال، رغم أن الفقيد كان في رحلة علاج مستمرة، كان غيابه صعبا ومؤلما لكل قيادات وزارة الثقافة، باعتباره أخًا كريمًا وزميلاً وصديقًا، ولا تزال إنجازات الراحل في دار الأوبرا ماثلة، وأبرزها ترسيخه لمبادئ الانضباط والبرامج المتميزة، استطاع أثناء توليه هيئة الكتاب إيصال الكتاب العربي إلي الغرب، وأقام معارض متميزة للكتاب العربي في الخارج، رحمه الله. د.صابر عرب: أعتقد أننا خسرنا برحيل الفقيد إنسانا رائعا ومثقفا ممتازا ووطنيا وقيادة ثقافية رائعة، لقد كان ناصر الأنصاري علامة في حياتنا الثقافية، ابتداء من عمله بدار الأوبرا المصرية، ثم رئيسا لدار الكتب، ثم مديرا لمعهد العالم العربي في باريس، نهاية برئاسته لهيئة الكتاب، في جميع الوظائف الرفيعة التي شغلها كان ناصر الأنصاري إنسانا وقيادة خلوقة هادئة، وكان يتميز بالدقة في العمل بامتياز، وعلي المستوي الإنساني كان محبوبا من الجميع ، ويعرفه أصدقاؤه القريبون منه انه في كل المواقع التي شغلها كان متواضعا ودمث الأخلاق رحم الله فقيدنا الراحل. د. إسماعيل سراج الدين: الراحل خدم الثقافة المصرية والمجتمع المصري بروحه وقلبه وكان مثلا في التفاني للعمل العام والمصلحة العامة افتقدنا إنسانا عظيما. سمير غريب: لقد عرفت الفقيد منذ بداية عملي في وزارة الثقافة في نهاية عام 1987 حيث كان يعمل في مراسم رئاسة الجمهورية وكنت أشاهده في الافتتاحات التي يحضرها السيد رئيس الجمهورية وظللنا أصدقاء وزملاء في الوزارة وكان كفاءة إدارية نادرة وفقدنا باحثا كبيرا لا يعوض. د. هدي وصفي: خسارتنا كبيرة برحيل الدكتور ناصر الأنصاري إنسانا دمث الأخلاق يعرف أقدار الناس، يتسم بحسن المعاملة والرقي في التعامل، وعلاقتنا ممتدة منذ أن كان رئيسا لدار الأوبرا، واستمرت هذه العلاقة بالتفاعل والتعاون وتبادل الآراء، ثم التقيته في معهد العالم العربي في باريس، وكان نعم الصديق والأخ، ومنذ أن تولي مسئولية هيئة الكتاب تعاونا سويا في برنامج استضافة فرنسا كضيف شرف في معرض الكتاب، ثم إيطاليا، وعملنا معا علي تطوير مجلة "فصول" ولم يتأخر يوما عن أي مطالب تحتاجها المجلة، كما قدم عدة سلاسل جديدة وأبرزها سلسلة الجوائز المتميزة حيث ترجم عيون الأدب العالمي الذي حصل علي جوائز عالمية للقارئ العربي كما أعاد نشاط مجلة "المسرح"، وأنشأ عدة معارض في الخارج كان لها صدي جيد خاصة في سويسرا وإيطاليا وأكثر من بلد في الخارج، وكان يعرف كيف يشترك في معرض، وكيف يعد له، لكي يأتي بنتائج إيجابية في كل مشاركة ومساهمة، رحيله خسارة كبيرة، رحم الله ناصر الأنصاري. الفنان محسن شعلان: رحيل ناصر الأنصاري يمثل فجوة كبيرة في العمل الثقافي لما له من تاريخ كبير وتواجد متميز سواء في دار الأوبرا أو هيئة الكتاب وكان من أبرز القيادات الثقافية خلال الربع الأخير من القرن الماضي، وينتمي إلي الجيل الذي يعد رائدا في تعليم الأجيال اللاحقة له، ورغم مرضه كان يتابع مهامه في هيئة الكتاب، وكنا نتصل به للتنسيق بين قطاعات وزارة الثقافة، وكان دوره في معرض تورينو للكتاب لا ينسي، وكان معطاء دون حدود لآخر لحظة في حياته. د. أحمد مجاهد: قل ما شئت من صفات وسجايا وأخلاق هذا الرجل، ولعشرة أيام مضت كان يمارس مهام منصبه في مكتبه بهيئة الكتاب، رغم مرضه الشديد، لكن إحساسه بالواجب كان دافعا لمواصلة العطاء حتي آخر لحظة ولا أجد كلاما أقوله لتأبين الفقيد رحمه الله رحمة واسعة. الروائي يوسف القعيد: ناصر الأنصاري رجل مخلص في عمله وشريف وعف اللسان، طور إخراج الكتاب وطباعته في هيئة الكتاب، وكان يسعي بدأب لتطوير معرض الكتاب، لولا التدخل المستمر لرئيس هيئة المعارض، وترجمة أعمال مصرية إلي لغات العالم حسب آليات السوق، بعيدا عن فكرة الدعم واستطاع تطوير مطابع هيئة الكتاب رغم المدة القصيرة التي بقي فيها كرئيس لها رحمه الله. الكاتب الصحفي عبد القادر شهيب لقد فقدنا رجلا محترما ومهذبا وشريفا، خسارتنا فيه وخسارة الثقافة المصرية كبيرة، وعزاؤنا الوحيد أنه ترك خلال الفترة التي تولي فيها هيئة الكتاب بصمة لا تمحي من خلال أسلوبه الذي لن يستطيع من يأتي بعده أن يتجاهله، الذي يقوم علي الموضوعية في التعامل مع الكتاب. الروائي إبراهيم أصلان: رحيله لخبر محزن يتجاور مع الأخبار المحزنة التي لا تتوقف، وهو من خلال تعاملنا معه كان رجلا شديد الاحترام، وكان ودودا، بل يتمتع بقدر عال من الإنسانية، ربما ما خفف علينا الخبر هو علمنا بمرضه في الفترة الأخيرة، وأعتقد أنه حاول بكل جهده أن يؤدي عمله بأمانة. د. نبيل عبد الفتاح: تميز الدكتور ناصر بأخلاق رفيعة، واستطاع أن يبني شبكة من العلاقات التي اتسمت بالتسامح مع عدد كبير من المثقفين والشعراء والأدباء البارزين ومن الأجيال الجديدة أيضا، وفي نفس الوقت، أحدث الرجل بعضا من التغير في سياسة النشر في الهيئة العامة للكتاب من خلال تبني بعض الكتابات النقدية لسياسة الدولة أو التيارات الدينية المتطرفة دون أن يخشي من ردود الأفعال الصاخبة التي غالبا ما تثار في أعقاب نشر عمل ينتقد المجموعات المتشددة أو بعض الأفكار السلفية أو الدينية السياسية في كتب تصدر عن الهيئة. كما أحدث تطورا في منشورات واختيارات اللجنة المشرفة علي "مكتبة الأسرة" وأصبحت أفضل مما كانت عليه من قبل، ولن أنسي أن الرجل كان متخصصا في تاريخ القانون المصري، وتقلد عددًا مهمًا من المناصب مما جعل مصر تفقد برحيله قيادة إدارية لديها خبرة كبيرة.