ألقت قوات الأمن، القبض على محرري الوفد خالد عمار، محمد جمال دسوقي، في أثناء تغطيتهما للأوضاع بمحيط مقر حزب الكرامة بميدان المساحة بالدقي أمس الاثنين، وحرص محررا الوفد على سرد كواليس ثلاث ساعات قضاها داخل أحد الأقسام التابعة لوزارة الداخلية، منذ إلقاء القبض عليهما وحتى الإفراج عنهما. شهادة الزميل خالد عمار البداية بإلقاء القبض عليا من قبل ضابط برتبة "نقيب" بالأمن المركزي، حيث قام باصطحابي بالقرب من أحد المدرعات وسط عدد من الضباط أنهيت المكالمة مع رئيس القسم بالبوابة "أنا اتقبض عليا" لتواصل الاستمرار في المكالمة ليرد الضابط على الهاتف ب "أنت كدة بطل يعني.. هات الموبايل وافتح الباسورد" وبالفعل تعاملت معه كما يريد لأنني ليس لدي مما يدينيني على الإطلاق وسلمته الهاتف وفتحته له ليأخذ رحلة داخل صفحة الفيس بوك والايميل الخاص بي. وسارعت باستخراج الكارنيه الخاص ب "الوفد" وأخبرت أقدم رتبة "عقيد" "أنا صحفي في الوفد" إلا أنه صاح قائلًا "بتهددني يعني ولا ايه" طيب انتي شكلك عيل ..... وهتيجي معانا" رددت قائلًا "مفيش مشكلة"، وظل الباشا يستمر في رحلته داخل الهاتف ويرد على المكالمات ليخدع المتصل "أيوة أنا خالد" لكنه فشل في خداعهم. تم إلقائي داخل سيارة شرطة "بوكس" وتغميمي من الرأس والرقبة بكمامة سوداء، وتوالت سلسلة من السب والقذف من قبل عدد من الجنود والأمناء "يا خاين .. يا عميل.. بيدوك كام عشان تعمل في بلدك كدة"، ليقوم أحد الضباط بلكمي وسبي هو الآخر" رددت قائلًا "وحياة أمي هتتحاسبوا على كل دة" ليرد أحد الضباط قائلًا "محدش يلمسه يابني .. أنا قولت محدش يضربه ولا يكلمه خالص". دقائق معدودة وتم نقلي إلى سيارة تابعة للأمن المركزي، يوجد بها ما يقرب من عشرون مجند يرتدون زيًا مدنيًا علمت بداخلها أنهم "مواطنون شرفاء" ومهمتهم فض التظاهرات وإلقاء القبض المفاجئ والعشوائي على المارة". "الترويقة" داخل سيارة الترحيلات توالى القبض على الشباب وإلقاءهم داخل السيارة ومع كل شابً يأتي به "الباشا" للسيارة يعطي أوامره للجنود "روقه" لتصطف بشكل دائري وتبدأ رحلة من الضرب المبرح "للمعتقل" حتى يأتي "زبون جديد" إلا أن عدد كبير من الجنود كانوا يرفضون ذلك ويمتنعون عن الضرب عندما يغلق "الباشا" باب السيارة ويعود ليلقى القبض على فريسة جديدة فيقولون "وربنا غصب عننا دي أوامر". مكثت قرابة الساعة داخل سيارة الترحيلات ليتم نقلنا إلى قسم الدقي عن طريق سيارة "ميكروباص" مدنية، وهناك استقبلنا "باشا جديد" من الأمن المركزي برتبة "نقيب"، صاح قائلًا "شكل طابور يابني ال ..... وكل واحد ايده فوق زميله لينهال بالضرب والسب بألفاظ لا تليق إلا بأخلاق "البشوات الجدد" قائلًا "حط رأسك في الأرض ومحدش يبصي لي يابن ال........" ويأتي عدد من المصورين التابعين للأمن الوطني مسرعين "خليهم يرفعوا رأسهم ياباشا عشان نصورهم". لتبدأ رحلة من السب والضرب والإهانة، منها "أنتو بقى بتوع حقوق الإنسان "...." حقوق الإنسان و ".........." يا ولاد ".........." وهكذا حتى الوصول داخل القسم وتسليمنا لضباط قسم الدقي، الذين تعاملوا معانا بمعاملة محترمة إلى حد كبير خاصة بعد إصرار على إجراء مكالمة مع أحد الضباط الكبار بوزارة الداخلية والذي علموه جيدًا أنني على مقربة منه. المشهد داخل القسم عشرات الشباب جالسون على الأرض، أغلبهم من حاملي المؤهلات العليا وطلاب الجامعا حسبما تعرفت عليهم، جميعهم في انتظار مصيرهم، قمنا بإعطاء أسماءنا وبياناتنا لأحد ضباط المباحث، وتم إلقاءنا في أحد البلكونات التابعة للقسم. وفجأة وصل "الباشا بتاع الأمن المركزي" حاملًا الهاتف الخاص بي "أنت بقى بتقول أنا صحفي.. محمد باشا ظبط الراجل دة عشان صحفي واعمل عنه تحريات كويس"، رددت قائلًا "مش صحفي بس أنا لسه مخلص دورة المحررين العسكريين ومعمول عني تحريات كويس من المخابرات والأمن الحرب" ليرد قائلًا "ما احنا هنوديك لهم تاني" رددت قائلً "معنديش مشكلة". أعلم جيدًا أنني سأخرج من القسم غصبً عن "الباشا" ومن يعاونه لأني ورائي مؤسسة ونقابة.. الخ، لكني فكرت كثيرًا كيف سيكون ردي فعلي على "البشوات" وأصررت أنني سأتصل بكل القيادات لأشكى لهم ما حدث، إضافة إلى أن القلم أقوى من سلاح "الباشا"، وهنا طرح على ذهني عدة طرح عدة تساؤلات خطيرة: ماذا يفعل هؤلاء الشباب الذين لا يمتلكون جريدة أو نقابة أو علاقة مع مسئول، يفرج عنهم أو يرد كرامتهم، وما مصير من احتجزوا بالسنوات طبقًا لقانون الحبس الاحتياطي، هنا ظننت جيدًا أنني داخل أحد أقسام "صناعة الإرهاب"!. شهادة الزميل محمد جمالي دسوقي القبض في الدقي كان عشوائي جدا .. أنا أتقبض عليا من أول شارع الموسيقار علي إسماعيل .. أى حد كان بيروح ناحية المترو كانوا بيقبضوا عليه واللى يعصلج معاهم يتفرم .. خدونا في البوكس بعد الشتايم وخاصة من اللواء اللى قبض علينا .. بقوله أنا صحفي راح سبني بأمي وسب الصحافة وضربني في وشي وبعدين نزلونا من البوكس وركبونا عربية ميكروباص علشان العدد كبير وقال للعساكر اللي يفتح بقه أضربوه بالنار علطول وحطوا السلاح في دماغه من غير تفاهم ... الفئات اللي اتاخدت (طلبة ، صحفيين ، عمال) .. وصلنا قسم شرطة الدقي ووقفونا طوابير وبعدين خدوا مننا التليفونات .. بصراحة كانوا محترمين محدش تجاوز معانا المهم كتبوا أسمائنا وقعدونا على الأرض في صفوف . كان عددنا ما يقارب ال100 شاب من أعمار مختلفة .. أنا فاكر إن واحد معانا كان رايح يجيب الدوا لوالدته .. خدوه عشوائي . المهم الظابط قلنا انهم هيفحصوا بطايقنا وهيخرجوا اللى مش عليه حاجة أو مسجل قبل كدا .. كان معانا أجانب جوا تقريبا 3 أشخاص وغالبا صحفيين .. أتقبض على 3 بنات معانا .. كل اللى قاعدين في الأرض كانوا بيهزروا ويضحكوا ولا كأنهم في نزهة ... مكانش في خوف .. أنا عن نفسي مخفتش غير من حاجة واحدة بس " إن أهلي في البلد يعرفوا ويقلقوا عليا".. عموما الحمد لله.. بس برضو مش هنسى اللواء اللي قبض عليا ابن ال "......" بعد شوية نادهوا على أسمي بعد أما كنت خلاص فقدت الأمل وبعدين قالولي انت صحفي فين وأديتهم البيانات وخرجوني .. طلعت برا القسم لقيت الأستاذ خالد البلشى وزمايلنا في الوفد والفجر مستنينا برا .. ودي كانت أحسن حاجة حصلت .. ناس طيبة ومحترمة واحد واحد ومن غير ما أنسى حد ..