مات القذافى ولم يتحقق ما أراده للرئيس الامريكى الراحل رونالد ريجان. ومات من قبله ريجان ولم يتحقق له ما أراده للرئيس الراحل القذافى. والقذافي كان أكثر الناس حزناً علي وفاة ريجان.. ليس حباً فيه، ولكن الرئيس الأمريكي مات قبل أن تتحقق مطالب العقيد الليبي بمحاكمته علي قتل أطفال ليبيا في الغارة الأمريكية علي طرابلس عام 1986، التي دمرت أهدافاً عسكرية ومدنية، وقتلت العشرات من المدنيين ومنهم ابنة القذافي بالتبني، التى عادت للحياة بعد 25 سنة.. ونجا هو بأعجوبة ولا يعرف كيف!! مات ريجان قبل أن يري أن القذافي الذي وصفه بأنه عدو أمريكا الأول وأخطر إرهابي في العالم، وقد ألقى بليبيا الي الأحضان الأمريكية علناً، وقبل أن تصيبه قوات حلف الناتو بقيادة أمريكا فى مقتل. والرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان الذي مات للمرة الثالثة يوم 5 يونيو 2004، قد مات قبل ذلك مرتين.. المرة الأولي في 30 مارس عام 1981. بعدما أطلق عليه جون هينكلي 6 أعيرة نارية وهو خارج من فندق هيلتون واشنطن. اخترقت احداها صدره لتستقر جوار قلبه. وأوشك البيت الأبيض أن يعلن وفاته لولا أن ردت الروح فيه بعد 21 يوماً.. والمرة الثانية التي مات فيها ريجان كانت في خريف عام 1994. عندما دمرت عقله العتة الدماغية المعروفة بمرض الزهايمر، لينعزل عن العالم. ويبقي مدفوناً في ذاكرة الأمريكيين حتي مات للمرة الثالثة والأخيرة فى ذكرى النكسة المصرية فى 5 يونيو 2004.. وقُتِل القذافى عن 69 عاماً فى يوم 21 أكتوبر 2011 بعد أن حكم ليبيا 42 سنة. وكان قد وُلِد في عام 1942 في قرية يطلقون عليها اسم «جهنم» إحدى مناطق البدو القريبة من مدينة سرت. ونسب نفسه إلى قبيلة القذاذفة بينما تنتمي عائلته إلى قبيلة صغيرة هى البربر المستعربين. وأنهى القذافي دراسته الثانوية الخاصة وكون عناصر أساسية في فلسفته السياسية ورؤيته تجاه العالم كطالب مدرسي. والتحق القذافي بالأكاديمية العسكرية الليبية في بنغازي في العام 1961 مثل أغلب زملائه في مجلس قيادة الثورة الليبية. وتخرج في الفترة 1965- 1966. وفي فجر الأول من سبتمبر عام 1969 قرأ القذافي بيان «انتصار ثورة الفاتح، باسم الحرية، والعدالة الاجتماعية والوحدة. وفي ظل التدهور المستمر للعلاقات مع الولاياتالمتحدة أقام القذافي علاقات وثيقة مع الاتحاد السوفيتي السابق ودول شرق أوروبا، فيما ظل موقف ليبيا كدولة غير منحازة ومعارضة لانتشار الشيوعية في العالم العربي. وفي أبريل من العام 1973 أعلن القذافي عن بدء الثورة الثقافية وأصدر النسخة الأولى من «الكتاب الأخضر» وأطلق عليه «النظرية الدولية الثالثة» وكتبه بحروف الخط العثمانى مثل القرآن. وفي مارس 1977 تم الإعلان عن الجماهيرية العربية الليبية (خد نفسك لطول الاسم) الشعبية الاشتراكية العظمى. أما رونالد ريجان الذي مات عن 93 عاماً، فقد وُلِد في 6 فبراير عام 1911. ووالده بائع الأحذية جورج ادوارد مات عام 1941 اثر ازمة قلبية حادة عقب مشاهدته.. لأول مرة.. فيلماً لابنه رونالد الذي احترف التمثيل.. وتزوج ريجان مرتين الأولي من جين وايمان عام 1940. وطلقها عام 1949 ليتزوج من نانسي ديفس عام 1952. وعمل ريجان ممثلاً وعلق علي مباريات البيسبول في الاذاعة. وغسل الأطباق في المطاعم ليوفر المال لدراسة الاقتصاد والاجتماع.. وشغل منصب محافظ كاليفورنيا لدورتين من عام 1967 إلي عام 1975.. وفي عام 1980 فاز علي المرشح الديمقراطي جيمي كارتر والمرشح المستقل جون اندرسون. ليصبح الرئيس الأربعين للولايات المتحدةالأمريكية.. وأول قرارات سياسته الخارجية في مايو عام 1981 كان طرد الدبلوماسيين الليبيين. وفي يناير 1986 أوقف سفر الأمريكيين الي بلاد القذافى ومنع التعامل التجاري معها. وفي ابريل من نفس العام أمر قواته الجوية بضرب طرابلس في غارة لم تستمر اكثر من عشر دقائق خلفت دماراً وقتلي من المدنيين. ووضع ليبيا في مقدمة الدول الداعمة للإرهاب.. ويذكر أن المرة الوحيدة التي استرد فيها ريجان وعيه وعقله الذي أصابه الزهايمر وأكلته «العتة» الدماغية كانت في عام 1998.. قال وقتها لمن حوله: «مسكتوه؟». وعندما سألوه عمن يسأل قال لهم: «القذافي.. الإرهابي الكبير..» وبعدها عاد الي غيبوبته التي لم يفق منها أبداً.. ورغم أن الشبه بين القذافى وريجان كبيراً إلا أن القذافى يتفرد عن ريجان وغيره بأنه (كان) أمير المؤمنين وعميد الحكام العرب وملك ملوك إفريقيا وصاحب القول المأثور: « للمرأة حق الترشح فى الانتخابات سواء كانت ذكراً أو أنثى»، وهو القائل أيضاً: «لولا الكهرباء لجلسنا نشاهد التلفزيون في الظلام».