عثر ثوار ليبيا في باب العزيزية، حصن العقيد معمر القذافي في طرابلس، على وثائق تؤكد أن ابنته بالتبني هناء والتي أعلن عن مقتلها في غارة أمريكية على مدينة سرت عام 1986، لم تمت وأنها ظلت على قيد الحياة طوال ال25 عاماً الماضية. وتكشف الوثائق أنها كانت تعمل طبيبة في غرب طرابلس وتقلدت مسئوليات صحية رسمية، وربما فرت مع زوجة العقيد وابنته عائشة وأولادها، كما فعلت زوجات وأولاد 3 من أبنائه: محمد والساعدى وهنيبال.
كانت الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس الراحل رونالد ريجان، قد اتهمت ليبيا بتفجير ملهى لا بيل الليلى في برلين يوم 5 أبريل 1986، حيث سقط 3 قتلى وألمت الجراح المتنوعة بأكثر من 200 آخرين معظمهم من الجنود الأمريكيين. وبعدها قام الأمريكيون بغارة على طرابلس وبنغازى شاركت فيها 100 طائرة بقصف قواعد عسكرية ومقار للمخابرات، وكذلك معقل العقيد القذافي وقسم من مقر سكنه بباب العزيزية، وترك الرد مع الدمار نيراناً انتشر دخانها فوق جثث 37 قتيلا، إضافة إلى 170 جريحاً من المدنيين، وأسرع القذافي وعرض على صحفى أمريكى جثة رضيعة أخبره بأنها ابنته بالتبنى، ليصنع أسطورة ويستغلها إلى أقصى حد.
وراح القذافي بستغل الغارة عليه أيضا، فأبقى على مقره بالعزيزية مدمراً وسماه بيت الصمود ليراه زواره، وأطلق اسم هناء على عدد من المؤسسات الثقافية والمتاحف والكليات، بل أقام في 2006 احتفالية كبرى مناسبة مرور 20 سنة على استشهاد الرضيعة، وسماه مهرجان هناء للحرية والسلام ليؤكد عزمه على إبقاء ما حدث حياً في ذاكرة الشعب الليبى للأبد – بحسب ما قال في خطابه بالمهرجان – وكان يهيئ لاحتفالية 25 سنة على استشهادها أيضا، لولا اندلاع ثورة 17 فبراير.
وطبقا لما بثته الوكالات فإن من بين الوثائق التى عثر عليها في بيت القذافي وتثبت بقاء هناء على قيد الحياة شهادة من المجلس الثقافى البريطانى في طرابلس الغرب تفيد بإكمالها دورة باللغة الإنجليزية مدتها 55 يوما انتهت في 19 يوليو 2007، فضلا عن استمارة دخولها أحد امتحانات كلية الطب في جامعة الفاتح بطرابلس، حيث درست، وعليها اسمها ورقم مقعدها في قاعة الامتحان، والوثيقة هى غلاف أجوبتها في 3 أكتوبر الأول 2005 على أسئلة اختبار، وعلى الغلاف اسمها: هناء معمر القذافي.
وأهم وثيقة هى صورة واضحة لها تظهر فيها بلباس الأطباء البيضاء وعليها اسمها، إضافة إلى صورتين تبدو في إحداهما بالحجاب وهى بين 18 و20 سنة إلى جانبها عائشة القذافي يحيط بهما 8 أشخاص آخرين.
